مع شهر أبريل من كل عام تعمل وزارة التربية والتعليم على الاحتفال بعيد المعلّم في معظم محافظات الجمهورية.. الجمهورية مواكبة لهذا الحدث التقت بعدد من التربويين الذين تحدّثوا عن هذه المناسبة.. إعداد للتكريم بداية تحدّث الأخ منصور علي عبده مدير مدرسة عمر بن عبدالعزيز فقال: حقيقة نحن الآن بصدد الإعداد للاحتفال بعيد المعلّم وتكريم الطلاب والطالبات الأوائل للفصل الدراسي الأول من هذا العام وذلك لغرض خلق روح التنافس بين أبنائنا الطلاب وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بين المعلّمين وتكريم المعلم المثالي حتى يقتدي به باقي المعلّمين وتميّزه عن غيره. وذلك عن طريق اتباع معايير معينة من أهمها: مبدأ الكفاءة الأقدمية الالتزام والعمل وفق اللائحة للمدرسة والالتزام بالحضور والانصراف والتعاون مع الإدارة والهيئة التدريسية وبالمشاركة في أي مجال يُقام داخل المدرسة. وفيما يخص الطلاّب المتفوقين سوف يتم تكريم خمسة طلاب من الأوائل من كل صف على مستوى طلاب وطالبات المرحلتين الأساسية والثانوية، وأيضاً الطلاب الذين شاركوا في فعاليات رياضية، فنية وكشفية والمشاركة أيضاً في إعداد المعرض السنوي السادس الذي سيقام في المدرسة. معايير والتواءات فيما تحدّث الأخ طلال محمد زيد علي رئيس قسم الإدارة المدرسية في صالة فقال: بالنسبة لموضوع تكريم المعلم فإن قانون المعلم واللائحة المدرسية واضحة على أسس تعطي كل ذي حق حقه، وبالنسبة لمعايير اللجنة التحكيمية في مكتب التربية والتعليم بالمديريات ولكن يلاحظ أن هناك بعض الالتواءات والالتفاف على تطبيق المعايير ووجود بعض الضغوط والمحسوبية قد تؤدي إلى خلل في التكريم. المعلّم حجر الزاوية من جانبه قال الأستاذ نبيل اليمني مدير مجمّع الفاروق الثانوي: مهما حدثت من تطوّرات في تكنولوجية التعليم ووسائل التقنية الحديثة فلن يأتي اليوم الذي يمكن أن نستغني فيه عن المعلّم. فالمعلم يعتبر أكثر المتغيرات التربوية أهمية في العملية التعليمية لأنه يمتلك القدرة على إحداث المتغيرات المطلوبة في سلوك تلاميذه وطلّابه أكثر من أي متغير آخر يتعلق بالمدرسة فإذا كانت العملية التعليمية تشتمل على عدة عناصر منها الطالب والمعلّم والمنهج والإدارة المدرسية والأنشطة والوسائل التعليمية فإن المعلم هو أهم هذه العناصر على الإطلاق. لأن المعلم بشخصيته وطريقته يستطيع التأثير على بقية العناصر الأخرى باعتباره حجر الزاوية في العملية التربوية. فعالية أدوار المعلّم وقال الأخ محمد العبادي، مدير مدرسة الصدّيق بالقاهرة: في اعتقادي إن نجاح عملية التعليم يرجع (60 %) منه للمعلم وحده، بينما يتوقف نجاح ال(40 %) الباقية على المناهج والإدارة والأنشطة الأخرى في المدرسة، ويمكن إرجاع هذه الأهمية إلى فعالية الأدوار التي يقوم بها المعلّم بحكم وضعه القيادي في العملية التربوية من حيث كونه موجّهاً لتلاميذه ولعملية التعليم والتعلّم، وناقلاً للتراث الثقافي، وعضواً في جماعة المدرسة، ومواطناً في المجتمع الذي يعيش فيه، ومشاركاً في رسم السياسة التعليمية. احتياجات فيما تحدّث الأخ عبدالملك ذيبان، وكيل مجمّع الفاروق قائلاً: الحقيقة إذا كان المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية فهو محروم من الدخل الكافي الذي يوفر له حياة كريمة إذا قورن بزملائه من التخصّصات الأخرى، وأيضاً من تقدير المجتمع له، أضف إلى ذلك عدم إشراكه في الدورات التدريبية والتأهيلية وتزويده بالجديد والمستجد في العلوم التربوية، ومهما أنفقت الدولة على مؤسساتها التعليمية، وهيأت له أحسن المباني المدرسية وأفضل المناهج والكتب وأحدث الوسائل والتقنيات فإن هذه جميعها تبقى وسائل ميتة وغير فعّالة بدون المعلّم الكفء. تحسين وضعه الاقتصادي من جانبه تحدّث الأخ. عبدالواحد حميد تربوي بالقول: من الطبيعي أن يُقدّر دور المعلم وتُهيأ له أفضل الظروف المادية والمعيشية وبرامج الإعداد والتأهيل وبمقدار صلاح المعلّم يكون صلاح التعليم، وصلاح المجتمع والعكس إذا فسد المعلّم وأخلّ بواجباته فسد المجتمع ولكي يكون لتكريم المعلم مغزاه الحقيقي نرى النظر في وضعه الاقتصادي والأُسري. الخلاصة فيما سيتم خلال شهر أبريل تكريم المميّزين من المعلّمين والمعلّمات الذين يُفترض أنهم يؤدون رسالتهم بأمانة وشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تربية وتعليم الأجيال. وعلى ذلك يبرز تساؤل قد يعتقده البعض مهماً، إذا كان مستوى استيعاب وتحصيل التلاميذ والطلاب في مادة بعينها من المقررات والمناهج الدراسية والتي كان من المفترض أن تكون محصلة الفحص الدقيق والتقويم المنصف ومعياراً مهماً في تقدير واستحقاق هذا المعلم نجد في الجانب الآخر البعض يثير عاصفة من الكلام عن وجود مدرّسين وهميين، ومدرّسين آخرين يعانون نقصاً واضحاً في التعليم والفهم معاً وثمة أمر يشير إلى وجود مدرّسين لا يحضرون إلى المدارس إلا فيما ندر. فإذا كان من المسلّم به أن وزارة التربية والتعليم لا تستطيع أن تبدّل الأوضاع المؤسفة في التعليم فإن من المهم إدراك أهمية الاتجاه لتكوين أداء الإدارات المدرسية على أسس علمية، وكذلك إعادة النظر في مسألة جهاز التوجيه والإشراف وكذلك لابد أن تؤازر المجالس المحلية في التربية والتعليم وذلك من خلال متابعة وحضور وغياب المدرّسين في مختلف المديريات والقرى والتأكد من قيامهم بالمهام والواجبات، مما سيحد من الغياب وكشف المتغيبين من المدرّسين، ومن أجل ضبط مخالفات الإدارات المدرسية المتمثلة في التسيّب والتواطؤ مع بعض المدرّسين الذين يتغيّبون لأسابيع ولشهور عن أعمالهم