نظم فنانون وأدباء يمنيون وناشطون وناشطات من كتاب ومثقفين وصحفيين صباح اليوم تظاهرة فنية نوعية لا فتة في حضورها وقوة فكرتها في مقبرة "خزيمة" بالعاصمة بصنعاء . وإحتوت الفعالية على معرض فني للفنانة التشكيلية آمنة النصيري وآخراً كاريكاتوريا لكلٍ من كمال شرف والعبسي وتأتي فكرة الفنانة التشكيلية آمنة النصيري عبر معرض في "مقبرة خزيمة" لتكسر نمطيات صالات الفن المغلقة وبعيدا عن البروتوكولات بالإضافة إلى تعرية غياب ضمير الدولة أو الحكومة وغياب مسئولياتها تجاه الإنسان في المجتمع اليمني وقيمته في الثقافة والإبداع المهمل وتهميش المبدعين من الفنانين والأدباء في مختلف مشارب الثقافة والإبداعات اليمنية الأكثر إعتمادا على قدراتها الذاتية بمهارات ومبادرات ذاتية في تنمية مواهبها. وحيال ذلك تركزت الفعالية التظاهرة التي برزت سماتها في اختيار المكان بوجه خاص كدلالة أو رسالة فنية إلى "الضمائر الميتة للأحياء" خارج المقبرة حد قول النصيري, وهي رسالة أيضا إلى أولئك الموتى من المسئولين غير المسائلين والعابرين بجوار المقبرة" كما قال أحد الشعراء. الفكرة عينها تكاد تمثل مفتتحا فنيا زاهيا بحضوره لخيار الحرية في علاقتها بالإبداع غير المدجن كي يسلك مبدعوه طريقا للإختلاف بعيدا عن الركاكة أو الزهو الفارغ في علاقته بظواهر الفساد الثقافي والفوتوغرافيا كما حاولت ظواهر بعينها كعادتها في إفساد كل تظاهرة جميلة تنظم في ظل غياب أي إهتمام إستراتيجي وطني وإنساني بالفن وتجاربه الفذة من الفنانين والمبدعين والإبداع الحقيقي في اليمن بمجالاته المختلفة. وفي الفعالية تحدث عدد من الشعراء والمثقفين والفنانين عن واقع وحال الحركة الثقافية والابداعية اليمنية وحالة الجمود والركود الذي تعانيه وعدم إهتمام الجهات الرسمية بها وكذا المثقف نفسه. وتحدثت الرؤى الفنية عبر اللوحات المعروضة التي شاركتها أفكار رسام الكاريكاتور كمال شرف إلى جانب موهبة العبسي وهم من المشاركين بلوحات أخذ بعضها بلمساته في إيصال الفكرة النقدية ذات الخطاب الشعبي الساخر. واختتمت الفعالية بزيارة لضريح الشاعر ومبدع اليمن الكبير عبد الله البردوني في مثواه الأخير في مقبرة خزيمة وحيث قرأت الفاتحة على روحة.