تركز كافة الدراسات على أهمية التمارين الرياضية في الحفاظ على الصحة، ولكنّ بعض النساء يبتعدن عن النوادي الرياضية لأسباب لا تقتصر على مشاغل الحياة أو الإرهاق أو حتى الكسل فحسب، بل لأنهن ببساطة لا يرغبن في إفساد تصفيفة شعرهن . وذكر موقع (لايف ساينس) أن دراسة شملت نساء أمريكيات من أصل إفريقي في ولاية شمال كارولاينا أظهرت أن 40% منهن يقلن إنهن يتفادين أحياناً ممارسة التمارين الرياضية بسبب شعرهن، وقالت ثلثهنّ إن القلق على شعرهنّ يمنعهنّ من ممارسة التمارين بالقدر الذي قد يرغبن به . تخضع الكثير من النساء، وخاصة النساء الأمريكيات من أصل إفريقي في الولاياتالمتحدة إلى علاجات للشعر تشمل تمليس الشعر أو تجعيده باستخدام الحرارة أو منتجات أخرى تستهلك الكثير من الوقت والمال، وقد تفسد عند التعرّض للرطوبة أو التعرّق أو لدى غسل الشعر باستمرار . وقال باحثون من كلية "وايك فوريست" للطبّ في مدينة وينستون - سالم في شمال كارلولاينا، إن النساء الأمريكيات من أصل إفريقي هنّ أقل من يحصلن على معدّل التمارين الجسدية الموصى بها (150 دقيقة من التمارين المعتدلة في الأسبوع) مقارنة بالفئات الأثنية الأخرى وهن الفئة الأكثر معاناة من البدانة . وأوصى الباحثون بأن تشمل استراتيجيات التوعية حول فوائد التمارين البدنية الموجهة لهذه الفئة من النساء القلق الذي قد يراودهن حول مشكلات الشعر . وشملت الدراسة 103 نساء أمريكيات من أصل إفريقي تتراوح أعمارهن بين 21 و60 سنة، زرن العيادة الجلدية في الجامعة عام 2007 . وقال الباحثون إن الدراسة قد لا تكون شاملة بما أن النساء اللواتي خضعن لها هنّ من منطقة واحدة وقد جرت في عيادة جلدية . من جهة أخرى، وجدت دراسة أمريكية جديدة أن تبريد الكفين خلال ممارسة الرياضة يساعد النساء على إطالة مدة التمارين . ونقل موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة بجامعة "ستانفورد" ستاسي سيمز، أن تبريد اليدين خلال التمارين الرياضية يجعل النساء اللواتي يعانين السمنة يطلن فترة ممارستهن لها . وهدفت الباحثة من خلال دراستها إلى معرفة ما إذا كان تبريد كفوف النساء يساعدهن على التغلب على التعب والسخونة أثناء ممارسة الرياضة . وقالت سيمز إن الجهاز الذي اسخدمته موجود ويستعمله بعض الرياضيين، لكنها قررت اختباره على النساء اللواتي يعانين السمنة، واللواتي وجدتهن دائماً يتركن التمارين بسبب سخونة أجسامهن والشعور بالتعب . وشملت الدراسة 24 امرأة سليمة بين 30 و45 من العمر، لم تمارسن الرياضة لمدة طويلة سابقاً، ويعانين السمنة مع مؤشر كتلة جسم تتراوح بين 30 وقرابة 35 . وقسّمت الباحثة النساء إلى مجموعتين، أمسكت فيها النساء كلهن بجهاز التبريد، لكن مجموعة واحدة فقط كان يعمل لديها الجهاز ببث مياه باردة داخله، في حين أن المجموعة الأخرى كان يمر في جهازهن مياه بدرجة حرارة الجسم . وشاركت المجموعتان ب 3 جلسات رياضية في الأسبوع لمدة 12 أسبوعاً، حيث تبيّن أن النساء بالمجموعة الأولى استطعن القيام بتمارين على جهاز المشي ل 5 دقائق إضافية عن الوقت المحدد، وزاد معدل ضربات قلبهن من 136 إلى 154 ضربة في الدقيقة، وهو مؤشر جيّد . وقالت الباحثة "إن قللت ضغط الحرارة، فسيقل التعب، والتعرّق، والشعور بعدم الراحة" . وفي هذا الصدد توصّل باحثون يابانيون إلى أن الرجال يتعرّقون أكثر من النساء أثناء ممارسة الرياضة . وذكر موقع "هيلث دي" الأمريكي أن الدراسة التي نشرت في مجلة "الفيزيولوجيا التجريبية"، أشارت إلى أن الباحثين طلبوا من متطوّعين ذكور وإناث ممارسة الرياضة على دراجة ثابتة وبمستويات مختلفة من الشدّة . ووجد الباحثون أن الرجال يتعرّقون أكثر من النساء، وأن النساء يحتجن إلى رفع حرارة أجسامهنّ أكثر قبل أن يبدأن بالتعرّق . وهذا يفسّر، بحسب الباحثين، سبب معاناة النساء في الحر والتمرين أكثر من الرجال كون العرق يساعد الجسم على التعامل مع الحرارة وتحمّل التمرين لوقت أطول . وقال المشرف على البحث، البروفيسور يوشيميتسو إنوي، في جامعة أوساكا اليابانية، إن النساء عادة لديهن كميات سوائل أقل في أجسامهن لذلك فهنّ يتعرضن للجفاف بشكل أسرع . وأضاف "لذلك فإن التعرّق أقل لدى النساء قد يكون استراتيجياً للتأقلم والصمود في أجواء حارة، في حين أن معدّل التعرّق الأعلى لدى الرجال قد يكون استراتيجياً لتحقيق فاعلية أكبر في الحركة أو الجهد" .