بقلم : أبو مسلم اليافعي الوحدة. أبناء الجنوب ناضلوا من أجل تحقيق الوحدة بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية، وأبتدأوا تدريجيا في تغيير المسمى للجنوب للعربي وقاموا بترويج كل ما من شأنه يدعو إلى الوحدة بين الدولتين في المؤسسات الحكومية والخاصة وفي الشارع وعبر جميع الوسائل وقدّموا قوافل من الشهداء من أجل تحقيقها، وكان الطرف الآخر يروّج عكس ذلك بإن الجنوب فرع ويجب إن يعود إلى الأصل وإن سكان الجنوب ليسوا يمنيين وإن الجنوبيين كفّار وملحدين أو على الأقل الحزب الحاكم في الجنوب وما أن تحققت الوحدة شرعوا بتصفية الكفّار والملحدين حسب زعمهم واحد تلو الآخر ولم تكتمل الأربع السنوات من عمر الوحدة حتى شنوا الحرب على الجنوب واحتلوه وفعلا تطبق ما كانوا يقولونه فأعادوا الفرع إلى الأصل وعملوا ما عملوا بهذا الشعب الوافد بنظرهم وبعد ما لحق من الظلم والأذى والجرائم بشعب الجنوب عانى الشعب وقاوم بطرق مختلفة حتى ظهر الحراك الجنوبي السلمي في 2007م. الحراك الجنوبي السلمي. بدأت المقاومة بعد حرب صيف 1994م مباشرة وبعدد من الوسائل السلمية ولكنها كانت سرّيّة لان آلت القمع والقبضة الحديدية وقطع الأرزاق والقتل والاعتقال كانت الوسيلة الوحيدة التي انتهجها النظام وأعوانه آنذاك حتى وصل الشعب في الجنوب إلى مرحلة لا يستطيع تحملها فخرج في 2007م إلى العلن للمطالبة بحقوقه فتعرض للقتل والاعتقال وقطع الأرزاق ومحاصرة القرى وقطع الطرقات وقطع المياه والكهرباء وغيرها من الوسائل الإجرامية وحاول النظام لصق كل التهم القبيحة بهذا الشعب كالإرهاب والعنصرية والمناطقية والعمالة وغيرها، تجاوز الحراك السلمي كل العقبات حتى وصل إلى مرحلة النجاح فظهرت بعض القيادات في صنعاء التي كانت تشارك النظام بتلك الأعمال الإجرامية عام 2011م بالدعوة إلى واحدية الثورة ودعوا إلى مظاهرات لإسقاط النظام حتى أزاحوا علي صالح من رئيس الجمهورية إلى رئاسة المؤتمر ونصبّوا مكانه نائبه ودخلوا معه شركاء في الحكم والذي هم في الأصل شركائه منذ عام 1990م فاعتبروا إن ذلك هو الحل لقضية الجنوب. التصالح والتسامح. عملت القيادات في الجمهورية العربية اليمنية من أول يوم لاستقلال الجنوب عن بريطانيا من أجل السيطرة على الجنوب بالضم وإلحاق وليس بالشراكة فعملت ما عملت لا أستطيع بهذا المقال سرد الأحداث ولكنها عملت على إنشاء الخلافات بين أبناء الجنوب وتغذيتها حتى وصلت إلى ما تريد في العام 1986م فانشق الجنوب إلى نصفين واستثمروا هذا الانشقاق كما يعرف الجميع في عام 1990م وفي عام 1994م وقاموا بتوسيع الخلافات بطريقة قذرة خاصة بعد إن أصبح الجنوب تحت قبضتهم، أبناء الجنوب الشرفاء استمروا في السعي من أجل المصالحة الوطنية ورغم الظروف إلا أنهم نجحوا في ذلك، وأعلنوا من جمعية ردفان عام 2006م التسامح والتصالح وقامت عصابة صنعاء بإغلاق هذه الجمعية وملاحقة وقمع من قاموا بهذا العمل وشنوا حربهم الضروس على كل من يدعو إلى التسامح والتصالح فكم من الشهداء قضوا في هذه المناسبة على يد قوات صنعاء ولكن إرادة الشعب كانت فوق إرادة أعداء التسامح والتصالح فنجح شعبنا النجاح الأعظم يوم الثالث عشر من يناير 2013م فسمعنا إن القيادات التي حاربت هذا العمل لسنوات وقتلت العشرات من أجل وأد هذا التصالح تدعو إلى إن يعم هذا التصالح الجنوب واليمن. نحن لسنا ضد التسامح والتصالح ولكن ما لا يقبله عقل كيف نصدّق من زرع الخلاف بيننا وغذاه وقتل وسجن من يدعون إلى هذا التسامح والتصالح إن يستبشر بهذا العمل ويدعو إلى إن يكون تسامح وتصالح أوسع فأعتقد من وجهة نظري إن هذه الدعوة هي لخلط الأوراق ولإعادة شق الصف الجنوبي مرة أخرى وليست من أجل تسامح وتصالح أوسع كما يدّعون وقد تبيّن ذلك جليّاً عندما حاولوا زرع بذور الفتنة في عدن قبل أمس بقيادة المدعو فاروق حمزة وما يحاولون فعله في حضرموت غيرها من مناطق الجنوب. ولا أعتقد إن الشعب الجنوبي يقبل إن يكون حقل تجارب أو إن يُحارَب بكل الوسائل لأي عمل يقوم به حتى ينجح بعد تقديم قوافل من الشهداء والجرحى ويذوق الويلات ثم تأتي هذه القوى لتجيير ما قام به هذا الشعب العظيم لصالحها. المتابع لكل ما يجري في الجنوب واليمن يرى إن اليمنيين يعملون جاهدين من أجل تثبيت الاحتلال ومحاولة إقناع المحيط الإقليمي والدولي بشرعية الاحتلال، وتحاك الكثير من المؤامرات ضد شعب الجنوب ولكن هذا الشعب العظيم بتلاحمه وتماسكه وتشبثه بحقه يخلط الحسابات على الاحتلال والدول المتآمرة معه، رغم الدسائس والمؤامرات وانقسام القيادة والعملاء وشح الإمكانيات ولكن هذا الشعب سيصل إلى ما يريد بإذن الله. ملحوظة. أدعو شعبنا الجنوبي العظيم إلى الخروج بمسرات مليونية بتاريخ 28 يناير 2013م أثناء انعقاد الجلسة الاستثنائية لأعضاء مجلس الأمن الدولي في عاصمة الاحتلال صنعاء، كم أدعوهم أيضا إلى الخروج أثناء الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية الدول المنضوية في أطار مجموعة أصدقاء اليمن الذي تقرر انعقاده في العاصمة البريطانية لندن مطلع مارس/آذار من العام الحالي، حتى نسمع العالم ماذا نريد والله الموفق. [email protected] ثورة حتى النصر المجد والخلود للشهداء يعيش الجنوب حراً أبياً من المهرة إلى باب المندب. 21 يناير 2013م.