بقلم: عبدالله بن آل عبدالله ((لو إجتمع جميع الرفاق الأعداء اليوم او غدا على طاولة إجتماع واحده وخرجوا متماسكي الأيدي متفقين على زعيم واحد ونائب واحد وأعترفوا بالمكونات الجنوبية والحضرمية الأخرى لكان خيراً لهم من مليون 13 يناير ،ولصدقهم الشعب والناس أجمعين )) اما كذبة 13 يناير فلن يصدقها إلاغبي ، من يتصالح ويتسامح ومع من ؟ في الحقيقة هذا ليس سؤالي ولكنه سؤال كل من يريد ان يفهم لماذا سيحتفل ويرقص ويزمر ليوم 13 يناير وخصوصا الجيل الذي لم يكن حاضراً فترة الحكم الرذيل منذ عام 67م وحتى عام 90م وخصوصا من كانوا على علم بما تم بين الرفاق في 86م . إن الذين يدْعُون اليوم للتصالح والتسامح وينفقون على هذه الاحتفالات أمولاً طائله ندري ولا ندري من اين اكتسبوها ،هؤلاء الداعين لهذا التصالح والتسامح وإلى هذه اللحظة والعداوة والبغضاء تملاء صدورهم على بعضهم والكل يعلم ذلك .واختلافاتهم الحالية وشتائمهم لبعضهم في وسائل إعلام كل منهم وفي إجتماعاتهم دليل واضح على ذلك . الإخوة شعب الجنوباليمني قد تكون بينهم نزعات ونزاعات مناطقية وقروية وقبلية وهذا إرث تاريخي في منطقة اليمن عموما جنوبها وشمالها . ولكن لا يصل إلى ما حصل من حروب كانت نتيجتها آلاف القتلى ومئات الآف الجرحى وآلاف الأرامل والأيتام . إذن من هم الخصوم نعم من هم الخصوم ،،، هل الخصوم هم شعب الجنوباليمني مع بعضه او الشعب الحضرمي مع بعضه او المشكلة بين الشعب الحضرمي من جهة والشعب الجنوبياليمني من جهة أخرى ... الإجابة المؤكدة طبعا لا .... إذن لماذا هذه الاحتفالات بالتصالح والتسامح وبين من ؟ من هم الخصوم : إنهم أعداء الأمس وأعداء اليوم وأعداء غدا ،، هم الرفاق الأعداء منذ عام 67 وحتى اللحظة وستستمر طالما هم باقين . هم الأعداء لأنهم إتفقوا في 67 على جريمة ،، ولا يتفق على جريمة غير مجرمين ، وعادة في العرف الإجرامي وقوانين العصابات بعد تنفيذ الجريمة تبدأ مشاكل القسمة والسيطرة . لذا ومنذ اليوم الأول لتنفيذ الجريمة في 30 نوفمبر عام 1967 ورفاق الجريمة يختلفون ويتقاتلون حتى صار الإختلاف الكبير بينهم في عام 86 والذي انتهى بإزهاق الأرواح وتيتم الأطفال وترمل الأرامل وانتصار فريق وهزيمة أخر. في ذلك العام تحددت اطراف الجريمة بشكل واضح غير النزاعات والحروب السابقة بينهم. وانقسموا إلى عصابتين كل منها أطلق إسما على العصابة الأخرى حيث اصبحوا معروفين بالزمرة والطغمة . لو إنتهى بينهم العداء كما يدعون اليوم لتصالحوا وتسامحوا في عام 90 مباشرة طالما المسروقات التي سرقوها تم تسلميها إلى العصابة الكبرى في صنعاءاليمن .فعلى أي شيء بقي خلافهم ؟ ولكنهم ضلوا على عداء قائم وكان كل منهما يحاول التقرب أكثر إلى عصابة صنعاء ويكون لها الخادم الأمين إلى عام 94 الذي اتضح ان العداء والثأر والضغائن والأحقاد بين هؤلاء لا يزال في أعلى مستوياته ،حتى أن عصابة الزمرة يومها لم تفكر في وطن ولا في اهل بل كانت تضرب كل شيء أمامها فهدفها الثأر من رفاق الطغمة فأهلكت الحرث والنسل في تلك الحرب اليمنية الظالمة على الجنوب وعلى حضرموت ،،ثم سلمت مفاتيح إنتصارها لشيوخ العصابة . واليوم بدأ الطرفان يشعران انهما على موعد لعودة تلك البلاد التي اهدروها في 90 لأهلها الجنوبيين والحضارم. وأنهم إن لم يتفقوا سيستلمها آخرين من اهل الخير والصلاح والعلم والعقل والحكمة اهل الوطن الشرفاء .. لذاقاموا بتدبير فكرة ( التصالح والتسامح!!) مع انهم لا يزالون اعداء وقلوبهم شتى وبينهم اشد الحقد والبغضاء . بل اصبحوا أكثر فُرقة وفِرقة ،، فالزمرة خَلَّفتْ زُمرات ،،والطغمة ايضا تمخضت وانجبت طُغمات . مشروع جريمة جديد هكذا هو الأمر في قوانين واعراف العصابات الإجرامية ،، يؤجلون خلافهم طالما وهناك مشروع جريمة جديد . يحتفلون اليوم بالتصالح والتسامح المؤقت للتحضير لجريمة قادمة،، إن كان هؤلاء صادقين وكان ما يسمونه يوم التصالح والتسامح 13 يناير يوم صدق وكم نتمنى ذلك ،، فالأولى بهم أن يتصالحون مع أهالي القتلى الذين قتلوا تحت بنود جرائمهم ، يتصالحون مع آبائهم وأمهاتهم مع الأرامل والأيتام . يذهبون إليهم ويجمعونهم ويواسونهم وينفقون عليهم هذه الأموال التي يصرفونها في هذه الاحتفالات الكاذبة والتي لا داعي لها اصلا إن كانوا بالفعل متصالحين . لو كانوا يريدون التصالح والتسامح لقام كل واحد من هؤلاء بالتكفل برعاية جرحى تلك الجرائم التي ارتكبوها ورعاية أسر الشهداء من أباء وأمهات وأرامل اللواتي بلغن من الكبر عتيا وليس لهم من معيل . لوكانوا صادقين لتصالحوا مع من قتلوا ابنائهم وأجدادهم وآبائهم وسُحلوا في الشوارع بعد استلامهم للحكم في 67 على الجنوب واحتلالهم لحضرموت ،، لوكانوا صادقين في التصالح والتسامح لتصالحوا وتسامحوا مع من سرقوا واستولوا على مساكنهم وأموالهم ومزارعهم ثم هجروهم وأخرجوهم من ديارهم . لو كانوا صادقين في التصالح والتسامح لتصالحوا مع الوطن لتصالحوا مع ارض الجنوب ومع عدن بالذات التي دمروها وجعلوا منها كانت مدينة ومع حضرموت التي حطموها وطمسوا هوية شعبها . أي تصالح وتسامح هذا الذي يدعي هؤلاء الأعداء بينهم . إنه تصالح وتسامح مرحلي فقط كي يستلمون الحكم من صنعاء ثم بعد ذلك تبدأ بينهم الصراعات من جديد ,, فالطغمة لا تزال قائمة والزمرة متأهبة جاهزة . نكتة 13 يناير لا أدري كيف إستطاع هؤلاء الخبثاء ورثة كرسي الجبهة القومية والحزب الإشتراكي لابسي ثوب قيادات الحراك الجنوبي اليوم تمرير الاعيبهم على بعض من هذا الشعب المسكين ،،خصوصا الشباب الذي يهتف بشعاراتهم ويرفع أعلامهم دون ان يدري من هم هؤلاء وماذا فعلوا بالجنوبوحضرموت عندما كانوا جلادين عليه . لو كان هناك تصالح وتسامح حقيقي لما إحتفلوا به اصلاً ، لأنه إنتهى . تماماً مثل ( الوحدة ) يحتفل اليمنيون بها حتى وهم يصلون عليها صلاة الجنازة ،وكل يوم يرددون ترانيمها. لأنهم يعلمون جيدا انها لم تتم إلا على ورق فقط .. لذا يحاولون تذكير الناس عنها كل حين في محاولات يائسة منهم . وهذا ليس قولي، بل قول كل المتابعين والمحللين والأطباء النفسيين وأجهزة الكشف عن الكذب . مليونية عدن ومليونية شحير!! هي الأخرى مقطوعة من نكته ،، في اكبر جُمعة ثورية مليونية مصرية وصل عدد من حضروها حوالي مليون ونصف المليون لشعب تعداده 90 مليون نسمة ، وهي مظاهرة مصيرية فمن اين سيأتي مليون التصالح والتسامح في عدن ؟! جنوباليمن مليون ونصف، ثلث هذا الشعب من اصول يمنية شمالية وكثير منهم الآن مع بقاء الوحدة ، عدن يسكنها حوالي 800 الف نسمة إن بالغنا في ذلك لو اعتبرنا ان 400 الف منهم من اصول شمالية فسيكون نصيب عدد الجنوبيين في عدن 400 الف نسمة فقط .. من اين سيأتي ال 600 الف ليكتمل المليون ،، !!! طبعا لا نتحدث عن حضرموت وشعبها . ولو إفترضنا إكتمل المليون ،، هل جميعهم سيحظرون إلى ساحة الاحتفال ؟!!! هل سيغلقون منازلهم ومحلاتهم التجارية ومصالحهم الأخرى ويصطحبون آبائهم وأمهاتهم ونسائهم وأطفالهم ويحضرون !!! وهل سينزح سكان المحافظات المحيطة بعدن كلحج وابين ويغلقون قراهم ومدنهم ليكتمل المليون !! لو كان في عدن جورج قرداحي ومن سيربح المليون لن يفعلوا ذلك . الدراسات والإحصاءات المتخصصة في مثل هذه الأمور تقول أن أي ثورة وأي مظاهرة لو بلغ المؤيدين لها 90 % من أي شعب ،، يكون الحضور عادة في تلك الفعاليات بحد اقصى 20% فقط من اجمالي عدد الشعب . لذا فالصحيح المنطقي والذي ستقبله عقول البشر فإن الحضور لمهرجان (تصالح وتسامح الرفاق ) في ساحات عدن لن يتعدى ال 100 الف شخص هذا إن كان كل شعب جنوباليمن مؤيد لحكم الرفاق اصلاً . النكتة التي اضحكتني اكثر هي مليونية ( شحير) التي قرأتها في إحدى الصحف! أما ما يثير فضولي وحقيقة كحضرمي يستفزني فهو لماذا يتم الاحتفال بتصالح وتسامح الرفاق في حضرموت ،، فالشعب الحضرمي لم يكن طرفا في مشاكل وصراعات رفاق السوء في جنوباليمن سابقاً ،، ان كان هناك تصالح وتسامح في حضرموت فعلى من قاموا بعمليات السحل والإعدامات من الحضارمة ومنهم من لا يزال على قيد الحياة ان يذهبوا في زيارات خاصة لمنازل اهالي الشهداء الذين تم إعدامهم وسحلهم وطلب السماح منهم والمغفرة من الله وتكون زيارتهم زيارة هذه زيارة النادمين المستغفرين . وعلى من قاموا بعمليات السطو ( التآميم ) ايضا الذهاب إلى اصحاب الممتلكات وطلب الصفح والمسامحة منهم ،، هذا هو التصالح والتسامح الحقيقي الذي يجب ان يكون في حضرموت لا تصالح وتسامح الرفاق الذي يطبل له ويزمر بعض الشباب في حضرموت من الذين لا يعلمون مالذي يجري ويدور حولهم . وحضرموت من كل ذلك براء. اتمنى ان يكون هناك تصالح وتسامح حقيقي خالٍ من الكذب والخديعة بين اطراف النزاع على السلطة وبين جميع أبناء شعب جنوباليمن وبين الشعب الجنوبي والشعب الحضرمي ،وذلك بإحقاق الحق وإزهاق الباطل والاتفاق من الان على حقوق الشعبين بعد فك الإرتباط عن اليمن . أما هذا التصالح والتسامح الذي ينعقون به فليس إلا تحضيرا لجريمة أخرى . 12/1/2013م يسرني ويشرفني التواصل معكم عبر الإيميل أوعلى الفيس بوك ( حضرموت أمه ) [email protected] facebook.com/hdommah