بقلم: محمد بالفخر [email protected] احتلت الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد مساحة كبيرة من تفكير واهتمامات الشعوب في كافة اقطار العالم وألقت المواقف السياسية بظلالها على كثير من الدورات واللقاءات الرياضية وبطولة الخليج العربي لم تخل من تلك الظلال فبعد ان تم ادخال العراق في البطولة الرابعة التي اقيمت في الدوحة عام 1976م. وكان الهدف الرئيس من اشراك العراق هو كسر احتكار وسيطرت المنتخب الكويتي بكاس البطولة فكانت المفاجأة ان الكويت فازت بها للمرة الرابعة على التوالي . وفي الدورة الحادية عشر في الدوحة ايضا لم تشارك العراق بعد ان استبعدت بقرار سياسي بعد غزوها للكويت في اغسطس 1990م. وفي دورة ابوظبي 1994م. حقق المنتخب السعودي اول فوز بالبطولة بعد 24 عاما من انطلاقتها الاولى . ثم كان قرارا سياسيا آخر باشراك اليمن في خليجي 16 بالكويت في 2002م . وكانت مشاركتها كتسلية للمنتخبات الخليجية ايهم يسجل أكثر في المرمى اليمني حسب تعبير المحلل السياسي البارع عبدالباري عطوان ، و أعيدت العراق مرة اخرى في دورة الدوحة خليجي 17 والتي حققتها قطر للمرة الثانية وبعدها حققتها الامارات ثم عمان كلا على ارضها واعطيت لليمن فرصة تنظيم خليجي 20 وبقرار سياسي ايضا تمت اقامتها في عدن على غير العادة فيما مضى من الدورات التسعة عشر الماضية حيث كانت تقام في عواصم الدول المستضيفة ، وبدعم سياسي خليجي غير مسبوق استجيب لرغبة المخلوع بإقامتها في عدن وفيها لم يحافظ المنتخب اليمني على النقطة اليتيمة التي كان يحققها في كل الدورات التي شارك فيها ، وعلق احدهم حينها انها لو اقيمت في صنعاء لربما حقق انجازا غير مسبوق ولكن البعد السياسي للمخلوع والرسالة التي كان يريد ان يوصلها لدول الخليج وللعالم ان سياسة الضم والالحاق اصبحت امرا واقعا لا مفر منه وهو ما أدحضه الواقع . وفي خليجي 21 خرج المنتخب اليمني صفر اليدين حتى دون ان يسجل هدفا يتيما كما حصل في عدن . وكان التألق لمنتخب الامارات التي تشارك للمرة الأولى بمدرب وطني وبنجم كان ساطعا ومميزا جاء ابويه قبل عقود من حضرموت الى الرياض وقطنوا فيها بحثا عن لقمة العيش والحياة الكريمة فولد عموري واخوانه في الرياض وبزغت موهبته ولم تكن بعيدا من انظار عيون النادي الملكي الذي حاول استقطابه فكانت عقدة الاجنبي حائلا دون الاستفادة منه لكن عيون اخرى لزعيم الاندية الإماراتية قد رصدت كل صغيرة وكبيرة عنه فنقلته واسرته الى العين وهناك كانت الجنسية الاماراتية تنتظر الجميع فكأنهم حصلوا على جوهرة ثمينة سيحققون بها امجادا يخلدها التاريخ ، فكانت نجومية عموري الطاغية هي من خطفت الكاس من براثن اسود الرافدين لتنشر الفرح والسرور والابتهاج في قلوب كل صغير وكبير في الامارات فكانت فرحت الاماراتيين تفوق افراحهم بالكاس الأولى التي حققوها امام المنتخب العماني في خليجي 18 وانهالت المكرمات والهدايا على كافة افراد المنتخب الاماراتي وعلى عموري بدرجة اساسية تقديرا وعرفانا لدوره الكبير في ذلك النصر العظيم . وعموري او بالأصح عمر بن عبدالرحمن العمودي ومعه خمسة آخرين من نجوم المنتخب الاماراتي تعود اصولهم الى حضرموت يصدق فيهم قول اديب حضرموت الكبير الراحل علي احمد باكثير الكندي : ولو ثقفت يوما حضرميا لجاءك آية في النابغينا وفي هذه المناسبة الرياضية نتذكر جيلا من النجوم سطروا ابداعاتهم في الرياضة السعودية على وجه التحديد وسجلت أسماءهم بأحرف من نور في سجلات الابداع الرياضي فقد كان الكابتن تركي بافرط حارس نادي اتحاد جده المميز حتى اطلق عليه الملك فيصل يرحمه الله لقب خط ماجينو بعد ان حقق مع زملائه كاس الملك فيصل عام 1387ه وكان النجم احمد عبدالقادر بايزيد من نجوم الاتحاد والمنتخب السعودي في منتصف الثمانينات وكذلك مايسترو الوسط الأهلاوي والمنتخب السعودي احمد الصغير (الشاطري) ونجم نادي الاتفاق والمنتخب السعودي عمر باخشوين وغيرهم ممن سبق فترتهم تلك وممن جاء بعدهم. ولا ننسى نجمي الكرة الحضرمية الكابتن عبدالله باعامر والكابتن طاهر باسعد اللذين كان من اعمدة منتخب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية البارزين وكان ذلك المنتخب في لقاءته بالمنتخبات الخليجية على المستوى العربي او الاسيوي ندا قويا لهم رغم قلة امكانياته او عدمها بالأصح فسجل انتصارين على المنتخب السعودي في بطولة كاس فلسطين بتونس وفي الدورة الرياضية العربية بدمشق ولم يخسر منه سوى خسارة واحدة في الرياض وبهدف يتيم وفي جو مشحون وتحكيم منحاز بدرجة امتياز . ونعود لأبونقطه الذي لم تكن مشاركاته في الدورات الخليجية ذات جدوى سوى حجم الوفود المرافقة التي ترافق المنتخب من كل شكل ولون حتى احدى الصحف البحرينية وصفتهم بعبارة الجيش اليمني وكاد يكون من ابرز الحاضرين الكابتن حمود الذي ربما انه نسي ان اصبح يلقب بالقاضي بدل الكابتن ، ولم يحقق المنتخب اليمني أي نتيجة تحسب له ولم يسجل حضورا تهابه الفرق التي تقابله بغض النظر عن النتيجة وقد يكون كثرة المرافقين قد اثرت نفسيا في عطائه . وختاما نبارك للإمارتين ولعموري العمودي ورفاقه المميزين كاس خليجي 21 و يا ليت قطر والآخرين يستفيدوا من تجربة الامارات حقا انها تجربة حققت النجاح