ورغم أنه بدأ فترة رئاسته الثانية رسميا بعد ظهر الأحد بعدما أقسم أمام رئيس المحكمة العليا الأمريكية جون روبرتس, كرر أوباما وأداء اليمين الدستورية أمام الواجهة الغربية للكونجرس التي تطل علي المتنزه الوطني. وأقسم أوباما علي احترام وحماية والدفاع عن دستور الولاياتالمتحدة, فليعينني الرب. وبذلك انضم أوباما, الرئيس ال44 في تاريخ البلاد, لأكثر من عشرة من رؤساء الولاياتالمتحدة الذين انتخبوا لأكثر من فترة رئاسية, وأصبح الثاني بعد فرانكلين روزفلت في أداء اليمين أربع مرات. ووضع أوباما يده علي نسختين من الإنجيل استخدمهما رجلان من أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ الأمريكي, إحداهما استعملها الرئيس إبراهام لينكولن في حفل تنصيبه لفترة ولايته الأولي في عام1861, والأخري كان يستعملها زعيم حركة الحقوق المدنية القس مارتن لوثر كينج جونيور للاستلهام وإعداد العظات خلال رحلاته عبر الولاياتالمتحدة حتي اغتياله عام.1968 وفقد حفل تنصيب أوباما بعض رونقه, حيث شارك ما يتراوح بين500 و700 ألف شخص مراسم التنصيب, وفقا لتقديرات المسئولين الأمريكيين, وهو ما يقل كثيرا عن عدد من حضروا احتفال تنصيبه لفترة رئاسته الأولي في2009 والذين بلغ عددهم1.8 مليون شخص. ورغم ذلك حملت مراسم تنصيب أوباما أمس رمزا إضافيا لتزامنها مع عيد ميلاد الزعيم الأمريكي مارتن لوثر كنج, وهو عطلة رسمية لإحياء ذكري الناشط الحائز علي جائزة نوبل للسلام. وتضمنت مراسم التنصيب أيضا أداء نائب الرئيس جو بايدن اليمين مرة أخري بعد أن أداها أمس الأول, بالإضافة إلي الغناء بمشاركة فنانين مثل جيمس تيلور وكيلي كلاركسون اللذين سينشدان أغاني وطنية وستغني بيونسيه النشيد الوطني. وبعد أداء القسم أمام رئيس المحكمة العليا الأمريكية, أدلي أوباما بخطاب التنصيب الذي طال انتظاره وحدد الخطوط العريضة لمطامحه خلال فترة الرئاسة الثانية, وعرض رؤيته للسنوات الأربع القادمة, لكنه لم يتطرق إلي تفاصيل بعينها في السياسة. وفي وقت سابق, قال ديفيد بلوف وهو مستشار كبير إن أوباما سيدعو كلا الحزبين للتعاون من أجل مواجهة التحديات الكبري التي تواجه البلاد في الفترة الثانية مثل الميزانية والحاجة إلي رفع الحد الأقصي للاقتراض وحملة الحزب الديمقراطي لإحكام قوانين حيازة الأسلحة النارية ومنح الجنسية للمهاجرين بشكل غير مشروع. وقال بلوف لشبكة سي.إن.إن أمس الأول' في خطاب التنصيب سوف يعرض حقا رؤيته لفترته الثانية والوجهة التي يعتقد أن البلاد في حاجة إلي الاتجاه إليها في السنوات القادمة والقيم المطلوبة لدعم هذا الاتجاه.
