طوكيو (أ ف ب) - «أجل، هذه السترة الأمنية الحمراء هي سترته!». فبفضل قطعة ثياب حيناً، أو خاتم حفرت عليه حروف أحياناً، أمكن التعرف إلى اليابانيين العشرة الذين قتلوا في إن اميناس. أما السبعة الأحياء فقد نجوا من غضب المتشددين عندما تنكروا بعمامة أو اختبؤوا تحت شاحنة. وبعد أسبوع على النهاية الدموية لعملية احتجاز الرهائن في منشأة إن اميناس للغاز بالجنوبالجزائري، عاد اليابانيون السبعة فجر أمس إلى وطنهم. بأي أعجوبة وبأي حيلة تمكن هؤلاء السبعة من الخروج أحياء من المجزرة التي لقي فيها عشرة من مواطنيهم مصرعهم؟. بدأ رئيس مجلس إدارة شركتهم «جاي جي سي» في يوكوهاما بضاحية طوكيو، يخبر تفاصيل هذه المأساة فور عودته هو أيضاً من الجزائر على متن الطائرة التي نقلت موظفيه الأحياء وجثث التسعة الآخرين، وبتأثر قال كويشي كاوانا الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة هذه الشركة المختصة ببناء المواقع الكيميائية ومواقع الطاقة، «نجا واحد منهم، حبس أنفاسه واختبأ تحت شاحنة. كان الرصاص يلعلع حوله». وقد سافر كاوانا إلى الجزائر في 18 يناير للاستعلام عن مصير 17 يابانياً و61 موظفاً آخرين في الشركة كانوا موجودين في إن اميناس يوم الأربعاء في 16 يناير، عندما هاجمت مجموعة من المتشددين المدججين بالسلاح منشأة الغاز الكائنة في وسط الصحراء على الحدود الليبية وعلى بعد 1300 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية. واحتجزت المجموعة آنذاك أكثر من 600 جزائري وعشرات الأجانب. وعمد ياباني آخر نجا من المجزرة إلى الاختباء في غرفته بالمجمع السكني لمنشأة الغاز، وقد أرعبه إطلاق النار في الخارج. ولن يكشف اسم هذا الياباني. وقد أنقذ زملاؤه الجزائريون حياته عندما أعطوه ثياباً «محلية» تنكر بها وخرج من دون أن يلفت نظر المتشددين الذين كانوا يؤكدون أنهم يقومون بعمليتهم انتقاماً من تدخل القوات الفرنسية في مالي، ويبحثون عن الأجانب في الموقع. ... المزيد