أثار فيديو لسحل متظاهر مصري أمام قصر الرئاسة في القاهرة ردود فعل مستنكرة من الطبقة السياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. فقد نددت رئاسة الجمهورية المصرية السبت بمقطع الفيديو الذي يصور تجريد رجل من ملابسه وضربه من قبل قوات الشرطة أمام قصر الرئاسة، في الوقت الذي تعرض فيه موكب رئيس الوزراء المصري هشام قنديل في ميدان التحرير إلى الرشق بالحجارة والقنابل الحارقة. وقالت الرئاسة المصرية في بيان إنه "في إطار متابعة رئاسة الجمهورية لمجريات الأحداث المؤسفة التي وقعت أمام قصر الاتحادية، فقد آلم مؤسسة الرئاسة ذلك المقطع الصادم الذي يصور تعامل بعض أفراد الشرطة مع أحد المتظاهرين بشكل لا يتفق مع الكرامة الإنسانية أو حقوق الإنسان". وأضاف البيان أن "مؤسسة الرئاسة تؤكد حرصها وكل أجهزة الدولة على تفعيل ما ورد في الدستور المصري من ضمانات للمواطن تحظر تعذيبه أو ترهيبه أو إكراهه أو إيذاءه بدنيا أو معنويا". وتابع البيان أن "مؤسسة الرئاسة تشيد بتأكيد وزارة الداخلية في ما يتعلق بمقطع الفيديو الذي بثته وسائل الإعلام أن ما حدث هو تصرف فردي ولا يعبر بأي حال عن عقيدة جموع رجال الشرطة وأنه سيكون محل تحقيق". وشدد البيان على أنه "في سياق ما سبق فإنه ليس مقبولا من أحد أن يزايد على أخطاء فردية مشجوبة من الجميع، ليبرر جريمة الاعتداء على منشآت الدولة وتبني أسلوب العنف والتخريب بدلا عن سلمية التعبير عن الرأي". وكانت قنوات التلفزيون المصري الخاصة قد عرضت مساء السبت مشاهد كان لها تأثير الصدمة في مصر، إذ ظهر فيها عدة رجال شرطة يسحلون رجلا وقد جرد تماما من ملابسه ثم يركلونه ويضربونه ويضعونه بعد ذلك في سيارة شرطة. وتحدث مستخدمو موقع تويتر عن اعتداء الشرطة على المتظاهر وسحله. وتساءل شاذلي في تغريدته عن كيفية تعامل السلطات مع المواطنين بعيدا عن الأنظار، وكتب: وفي نفس السياق، غرد أحمد وجيه: وغردت دينا عبد الحي: الداخلية تدين سحل المواطن وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف قد أعلن أن الوزير محمد إبراهيم أمر بالتحقيق في اعتداء بعض قوات الأمن المركزي على أحد المواطنين في محيط قصر الاتحادية ومحاسبة المتورطين وإخطاره شخصيا بنتيجة التحقيق. ووصف عبد اللطيف في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط مشهد الاعتداء على المواطن ب"المؤسف" مؤكدا أنه مرفوض شكلا وموضوعا. وأكد أن الشارع المصري يشهد ما وصفها بأنها "فتنة" نتيجة الخلافات السياسية الموجودة حاليا، وناشد كافة الأحزاب والقوى والحركات السياسية والثورية بالتكاتف والتعاون مع رجال الشرطة وعدم إقحامهم في تلك الخلافات من أجل تفرغهم لأداء رسالتهم في حفظ أمن المواطن. أحزاب سياسية تندد في نفس الإطار، أدان حزب مصر برئاسة عمر خالد في مؤتمر صحافي حضره عضو الهيئة العليا للحزب أحمد حسن كل أعمال الهدم والتخريب والنهب والتدمير التي تتعرض لها المنشآت العامة والممتلكات الخاصة. وقال إن تلك الأعمال ليست فعلا ثوريا ولكنها جرائم تضر بالوطن ولا تحقق أهداف الثورة. وقال المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي نادر بكار تعليقا على فيديو سحل مواطن أمام قصر الاتحادية: وطالب بكار في تغريدة له على تويتر بفتح تحقيق فوري مع الجنود المعتدين على المواطن وإيقاف كل أشكال العنف أيا كان مصدره، معربا من جهة أخرى عن رفضه أعمال الشغب والحرق عند الاتحادية والتعامل الوحشي مع أي مواطن أيا كانت جريمته. من جانبه، قال عضو مجلس الشعب السابق عمرو حمزاوي في تغريدة له على تويتر إن من سياسة العبث حكم نظام لا يبادر لحل الأزمة الراهنة بالاستجابة الحقيقية للمطالب الشعبية ويكتفي بالبيانات و الطوارئ والآلة الأمنية. وأضاف أن "من سياسة العبث أيضا وجود قوى وطنية توقع على وثيقة الأزهر المتوازنة لنبذ العنف فيزايد عليها بعض جمهورها وفورا يبدأ بعض قياداتها بمكيافيلية في التنصل من الوثيقة، ومسيرات سلمية يحدث على هامشها بعض العنف فيوظف ذلك الحكم لتوريط المعارضين بدلا من ضبط النفس والدفاع عن حرمة الدماء والمنشآت العامة والخاصة". واختتم حمزاوي تدوينته حول الأحداث الجارية وما ستؤول إليه الأمور بأن ما يحدث "عبث كامل وأن شبح انهيار العملية السياسية لم يعد ببعيد". رشق موكب قنديل وفي سياق متصل ذكر تلفزيون محلي أن متظاهرين رشقوا موكب رئيس الوزراء هشام قنديل في ميدان التحرير في القاهرة بالحجارة والقنابل الحارقة. وبحسب قناة "دريم لايف" التلفزيونية، فقد غادر قنديل الميدان، بينما أعلن مكتبه في بيان مقتضب أن رئيس الوزراء كان عرضة لمثيري شغب أثناء زيارة ميدان التحرير. وقال رئيس الوزراء على صفحته في فيسبوك "فضلت أن أتجنب مواجهة بين هؤلاء الأشخاص وعناصر الأمن". وفي وقت سابق أدان قنديل أعمال العنف التي جرت الجمعة قرب قصر الاتحادية والتعديات بقنابل المولوتوف وقذائف اللهب على قصر الرئاسة. وقال قنديل في رسالة وجهها عبر التلفزيون إلى الشعب المصري إنه "بعد توقيع القوى السياسية على وثيقة الأزهر التي سعدنا بها جميعا، فوجئنا ببعض القوى تدعو أنصارها إلى الزحف على قصر الاتحادية بما ترتب على ذلك من أعمال عنف وتعديات بقنابل مولوتوف وقذائف اللهب على قصر الرئاسة".