طموحها يتخطى الحدود، تحلم بحركة ثقافية وفنية كبيرة داخل مدينة العين، وتسعى إلى تحقيق الكثير للفن والموهوبين في كل المجالات والوسائل إنها هدى البلوشي مديرة مركز القطارة للفنون بالعين التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والتي تولت هذا المنصب منذ نحو ستة أشهر، وعلى الرغم من أن تخصصها في إدارة الأعمال، إلا أنها استطاعت الدمج بين ميولها الفنية كرسامة تشكيلية، وبين دراستها التي أهلتها لإدارة مركز للفنون، تمنت في البداية أن تلتحق به كفنانة، ولكن شاءت الأقدار أن تتولى إدارته، فهو يرعى عدداً كبيراً من الهواة والفنانين من قاطني مدينة العين الذين يبحثون عن مقر يضم معارضهم وينمي مواهبهم ويحتضن إبداعاتهم، في هذا الحوار تحدثنا هدى البلوشي عن حياتها الشخصية وطموحها ومشروعاتها المستقبلية . في البداية حدثينا عن نفسك؟ - تخرجت في كلية الإدارة والاقتصاد وعملت ست سنوات بهيئة أبوظبي للسياحة، وأربع سنوات بادارة العلاقات العامة ببلدية العين، ولدي خبرة كبيرة في إدارة وتنظيم الفعاليات، كما أنني فنانة تشكيلية في مجال الرسم . وماذا عن ممارستك لفن الرسم؟ - كان الفن بالنسبة إليَّ هواية منذ الطفولة، حيث أهوى الرسم، وكنت على الدوام أتطلع لإنشاء مركز في العين لرعاية المواهب والفنانين في المجالات كافة، حيث كنت أضطر دائماً للانتقال إلى دبي لعرض أعمالي أو المشاركة في معارض، أو حضور ورش عمل أو دورات، وكانت تلك هي مشكلة كل المواهب والفنانين هنا بالعين . وكيف توليت منصبك هنا بالمركز؟ - لأنني متابعة لنشاط هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، فقد سمعت عن إنشاء هذا المركز عام ،2011 وكنت أنتظر أن يكون لي مكان فيه خاصة أن طبيعة العمل به يناسب ميولي، فضلاً عن تخصصي الإداري الذي كان يسمح لي أيضاً بتولي منصب به، حيث تجمعت الخبرة والهواية والدراسة في مكان واحد، ومن هنا تكللت مساعي بالنجاح، وتم ترشيحي لهذا المنصب الذي أسعد به تماماً وأتمنى أن نستطيع من خلاله تقديم شيء ذا قيمة للوسط الثقافي في العين وما الذي يقدمه المركز؟ - يتميز المركز بطابع ثقافي إلى الجانب الفني، وحالياً تجري الهيئة عمليات توسع في الجانبين وسوف يشهد عام ،2013 تطورات كبيرة في نشاطاته في المجالين الفني والثقافي، ويحتضن المركز بين جدرانه مئات المعروضات العصرية وقاعات مخصصة للفصول التعليمية، ذلك أن جزءاً من مهمته يتمثل في تأمين مكان يتيح للمجتمع الإماراتي كلّه دراسة الفنون والثقافة وممارستها وتطويرها، كما يضم المركز استوديو متعدد الأغراض لأنشطة متنوعة كالموسيقا والحرف الفنية، وآخر للرسم والفن التشكيلي، واستوديو مجهزاً لصناعة الفخار، وغرفة رقمية مناسبة للتصوير الفوتوغرافي ودروس الكمبيوتر، واستديو كبيراً لفن الخط، كما ينتظر إقامة مقهى ومكتبة متخصصة . وماذا عن الطراز التراثي الخاص للمركز؟ - قامت الهيئة مؤخراً بترميم حصن القطارة، وإنشاء المركز بداخله تقديراً لتاريخها وتراثها ونتيجة لذلك تم الإبقاء على جميع جوانب البناء الأصلي للمحافظة على التوازن بين التراث والحداثة، التي هي أحد التحديات الرئيسة التي تواجهها الحياة الثقافية في الإمارات . تجربتك الفنية ماذا أضافت لك؟ - الفن يضيف للإنسان على المستوى الحسي والإبداعي، حيث يعطيه صفات معينة مثل الهدوء والتأمل والراحة النفسية، والتعمق والنظر للأمور بمنظار أجمل . هل لزوجك دور في ما حققته من نجاح مهني؟ - بالطبع، حيث يتمتع زوجي بمرونة عالية، ولديه احترام كبير وتقدير وتفهم لاهتماماتي وانشغالي، كما أنني أحرص على مناقشته فهو دائماً أذنه صاغية لي، فهو يواكب طموحي ويشجعني ويسعد بنجاحي ويفخر به . هل واجهتك صعوبات في تنمية موهبتك الفنية؟ - بالفعل عانيت كثيراً فقد حاولت اللجوء إلى تخصص دراسي فني بحت بجامعة الإمارات أتعلم منه أصول الفن على حقيقته، ولكنني حينما طالعت تخصص التربية الفنية بالجامعة لم يرض طموحي ووجدته يدرس بهدف اخراج معلمات تربية فنية، وليس من أجل التعمق في الفن كما كنت أتمنى، لذلك اخترت علم الإدارة، لا سيما وكانت الثقافة السائدة متمثلة في أن الفتاة من الممكن أن تسافر لدراسة العلوم أو الهندسة، ولكن الرسم لم يكن مقبولاً وبالتاكيد، ولو كنت وقتها قد تعلمت الفن كما أردت لأصبحت اليوم أكثر احترافاً . ما الشخصية الأهم التي لعبت دوراً في حياتك؟ - والدي، فقد كنت الابنة الأكبر، وقد رسم لي خطة للنجاح، وعلمني كيف أكون امرأة ناجحة، ومتفوقة ومتميزة، وكيف اكتسب احترام الآخرين وهو لا يزال مرجعي ومستشاري الأول أرجع له في كثير من مشكلاتي.