شهدت العاصمة العمانية انعقاد المؤتمر الدولي للمراكز الوطنية للسلامة المعلوماتية لدول منظمة التعاون الاسلامي تحت شعار "التهديدات الأمنية المتجددة"، الذي يهدف إلى تعزيز أمن المعلومات لدى مختلف المؤسسات الحكومية ومؤسسات البنى الأساسية وقطاعات الصناعات الحيوية، وإبراز الجهود التي تقوم بها في هذا المجال ضمن إطار التعاون الإقليمي والدولي . د . عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية يؤكد ضرورة وجود "مركز للمعلومات" خاصة في ظل عالم أصبح قرية صغيرة وبحر متلاطم من المعلومات التي تدخل في كل نواحي الحياة، وأن مثل هذه المؤتمرات تسهم في التوصل إلى كيفية الحماية من كل المخاطر والتطور الحديث الذي يغزو العالم . الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي - الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات- يقول إن عقد مثل هذه المؤتمرات والملتقيات الدولية يسهم في فهم التحديات التي تواجهها الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بشكل خاص والعالم بشكل عام في مجال الأمن السيبراني، كما يأتي تعزيزاً لأهمية التعاون الإقليمي في مجال الأمن الإلكتروني والمشاركة بالتجارب والخبرات بما يعزز الجهود والمبادرات التي تقوم بها الدول الأعضاء من أجل تأمين مؤسسات البنى الأساسية وقطاعات الصناعات الحيوية بكل منها في ظل التحديات والمخاطر الأمنية المعلوماتية التي تهدد اقتصادات وخطط وبرامج التنمية بدول العالم . الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر تناولت تشكيل مستقبل أمن المعلومات وناقشت تعزيز "الأمن السيبراني" والعمل على إيجاد بيئة معلوماتية آمنة التي يستوجبها تنامي الحاجات التقنية لقطاعات البنى الأساسية، ما يؤكد ضرورة تطوير السياسات الشاملة لأمن المعلومات . وتناولت الجلسة الثانية الجيل الجديد من المخاطر والتهديدات السيبرانية والعقبات المترتبة عليها كاشفة عن ما أسمته "السلالة الجديدة" من التهديدات التي تستهدف النظام الإيكولوجي والأمن السيبراني للأمم التي قد تؤثر سلباً في بناء القدرات البشرية والتقنية، الأمر الذي أثار التحالفات الإقليمية للدعوة إلى ايجاد الحلول العالمية، وجاءت الثالثة حول تطوير القدرات البشرية في إدارة آثار وعواقب الجيل الجديد من المخاطر والتهديدات، خاصة أن هذه القدرات تتميز بدور كبير في تحديد كيفية إدارة الفرق الأمنية للتهديدات السيبرانية بصرف النظر عن السياسات والتقنيات المستخدمة، وأن التحديات الرئيسة تكمن في بناء هذه القدرات للتعامل مع الحوادث الأمنية، وشهدت الرابعة حواراً مفتوحاً حول التهديدات الناشئة والتحالفات الإقليمية، وتأكيد صعوبة عمل الفرق الأمنية على عزل إدارة الجيل الجديد من التهديدات السيبرانية، حيث تكمن "الشكوك" في ما اذا كانت التحالفات الإقليمية تعمل "حقاً" لتخفيف أثر هذه التهديدات . وكان المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة العمانية لتقنية المعلومات قد حصل خلال العام 2011 على عضوية اللجنة الرئيسة التي تعمل كمجلس إدارة تقديراً للجهود التي يبذلها لتعزيز أمن المعلومات بالسلطنة ومساهماته على المستويين الإقليمي والدولي في هذ المجال .