يبدو أن مقولة ( التاريخ يعيد نفسة ) لم تأت من فراق , إذ , أننا , جميعا , نعرف أن ثورة 14 أكتوبر 63 قامت من قمم جبال ردفان الشماء ( الأبية ) ولا جدال في ذلك , وأن بريطانيا كانت تحسب لتلك المناطق ألف حساب بعد أن تلقت الضربات الموجعة منها ومن ثوارها حتى صارت مصدر خوف باستمرار لبريطانيا . - أجل كانت ردفان مصدر خوف وقلق ( جبالها وثوارها ) لجنود بريطانيا العظمى . اما اليوم وبعد ما يقارب 46 عام من استقلال الجنوب عن بريطانيا , عادة الصورة والاوضاع من جديد ولكن الزمان مختلف , والمكان واحد رغم تشابه اسلوب الاحتلال والقمع واختلاف جنسية المحتل ولذك على ما يبدو بل حقيقة أن ( يعيد التاريخ نفسه ) في ردفان وان كانت الصورة مختلفة نوعا ما , وفي واقع وعودة استعمارية جديدة ( واستفزازية ) لا مثيل لها في التاريخ , تحدث هذه الايام من قبل بلد عربي وجيش رجالة نعتبرهم أبناء شعب شقيق وجار في نفس الوقت , هذا الجيش اليوم يقتحم المدن والقرى ويحاصرها بأ كملها وبوحشية المحتل البريطاني نفسها , وليس بين الامس واليوم فرق بين المحتل البريطاني , والمحتل اليمني من حيث الاسلوب والقمع . إلا بأن المواطنين هم كانوا يتصدون للقوات البريطانية في ذاك الوقت ويواجهونها بكل السبل والوسائل الممكنة والمتاحة بين مظاهرات وتفجيرات وعمليات فدائية ويستخدمون كافة الاسلحة ضدها . بعكس ما يحدث اليوم بين الطرفين ! طرف قمعي , وطرف مسالم . - نعم العكس يحدث اليوم من قبل قوات عسكرية يمنية ( عربية ) مدججة بكافة انواع الاسلحة تواجه المواطنين العزل عن السلاح , بالمدفع والرشاش , وتحاصرهم بالدبابات , هذه القوات المحتشدة في ردفان ومثلها في الضالع ومناطق الجنوب الأخرى القصد من تواجدها إسكات الاصوات التي تنادي بالسلم والسلام وعودت حقوقها الشرعية المتمثلة في عودة الوطن الجنوبي بأكمله إلى أهلة , بعد أن فقد الامن والامان والحرية في وحدة مزيفة م مدعاه من طرف واحد , واصبح هذا المواطن الجنوبي غريب داخل وطنه , - أن هذه القوات التي تقتحم المدن بصورة همجية اليوم في ردفان ومناطق اخرى , أنما يزيد ذلك شعب الجنوب اصرار على مواصلة نضاله التحرري مهما كانت النتائج , . - أيها المحتلون نقول لكممهما كانت قوتكم وجبروتكم انكم لن تستطيعوا هزيمة شعب الجنوب , ولن تنالوا من عزيمة أبناء الجنوب , مهما كان اسلوب القمع لديكم , وما يحدث اليوم في ردفان والضالع على ارض الواقع لدليل على (إسقاط المدن في وقت الحرب ) وربما تعلن الطوارىء وهذا متوقع حتى وإن لم تكن قوانين لديكم بذلك ,. - الآ تعلمون أن المواقع التي تتمركزوا فيها أي ( تحتلوها ) اليوم في ردفان فهي نفس المواقع التي كانت تحتلها القوات البريطانية , وتحارب منها ثوار الجنوب العربي ؟ إذن ماهي مهمتكم أنتم اليوم ؟ وإلى متى ستستمر تلك المهمة ؟ أن وجودكم في ارض الجنوب وفي ردفان بالذات يزيد من تذمر الناس لكونكم تكرروا الماضي , (البريطاني) وربما يكرر المصير نفسه لكم أيضا , والذي والله لا يتمناه شعب الجنوب الذي يطالب بالحرية والاستقلال عن طريق السلم والسلام ,ومبادء ثورته السلمية , وأن شعب الجنوب صابر على تلك الآلام التي تحدث من قبلكم , ولكن في النهاية نقول للصبر حدود !!