عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرط النشاط ونقص الانتباه . . مشكلة نفسية تؤرق الجميع
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 02 - 2012

يعتبر اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه "ADHD"، من أكثر المشكلات الشائعة لدى الكثير من الأطفال في سن المدرسة، حيث يغيب عن ذهن الكثير من الأهالي ماهية هذا الاضطراب وأسبابه وأعراضه، فيتم التعامل مع الطفل على أنه يعاني شقاوة طبيعية، وهذا ما يزيد من تفاقم المشكلة وتأثيرها في الطفل وأسرته بشكل سلبي، كما يؤدي إلى تقلص علاقاته الاجتماعية، وتراجع تحصيله الدراسي . وكون هذه الحالة اضطراباً، فمن الممكن مساعدة الطفل على اجتيازها والتغلب عليها بطرق متعددة علاجية أو تدريبية .
تشير الدراسات إلى أن نسبة الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه "ADHD" تراوح ما بين 3-7%، وقد تصل إلى 9% في بعض المجتمعات الأخرى، بينما تشير الدراسات القليلة التي أجريت في الإمارات إلى أن هذا الاضطراب يصيب ما بين 4 - 5% من الأطفال .
وعلى وجه العموم فإن اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه يصيب الذكور بنسبة تزيد على أربعة أضعاف من الإناث، وعلى مستوى العالم فإن هذا الاضطراب في تزايد مستمر، وهذا يرجع إلى تأثيرات تغير البيئة، ودور وسائل الإعلام والإنترنت، إضافة إلى تغير أنماط الأبوة والأمومة في المجتمعات .
تشخيص الاضطراب
تقول كاريمان حمامي اختصاصية علم نفس ورئيسة برنامج التعلم اليومي في مركز الطفل للتعلم وتعزيز المهارات الطبي: "إن كثيراً من الأطفال يكونون في فترة من فترات حياتهم مشاغبين، ودرجة حركتهم زائدة بعض الشيء أو درجة انتباههم ضعيفة نوعاً ما، لكن عندما تكون الحالة غير طبيعية من النشاط الحركي الزائد وضعف التركيز، فإنها تكون حالة مرضية سلوكية تسمى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم تشخيصها لدى الأطفال والمراهقين، ويرافقهم حتى مراحل متقدمة من حياتهم، حيث يأخذ هذا الاضطراب أشكالاً وأعراضاً مختلفة، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى صعوبات في التأقلم مع الحياة في المنزل والمجتمع بصفة عامة إذا لم يتم التعرف إليها وتشخيصها وعلاجها" .
وتضيف: "لا يدرك الكثير من الأهل أن هذه الحالة هي اضطراب سلوكي، حيث يكون التعامل مع الطفل على أنه شقي، ما يترك أثره السلبي في الطفل نفسه وفي أسرته من نواح متعددة، ويجعل حياتهم صعبة للغاية في كثير من الأحيان، فهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى التدريب المناسب، إضافة إلى التشخيص المناسب، وهم بحاجة إلى برنامج موضوع بدقة يطلق عليه تربوياً "برنامج تعديل السلوك"، ويتم ذلك باستخدام العديد من تقنيات العلاج السلوكي، حيث إن نسبة حدوث هذا المرض متفاوتة جداً وتكون بين (2 إلى 20%) من مجتمع إلى آخر حسب مقاييس التشخيص المستخدمة" .
الذكور أكثر إصابة من الإناث
تشير الاختصاصية كاريمان إلى أن اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه يعتبر مشكلة سلوكية عند الطفل، ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط، حيث يصاب من ثلاثة إلى خمسة في المئة من طلاب المدارس بهذه الحالة، والذكور أكثر إصابة من الإناث، ويشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحياناً للأهل، وفي أغلب الأحيان لا يستطيع الطفل السيطرة على تصرفاته، ويجب على الوالدين معرفة ذلك، ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان والدعم، كما أن عليهم كذلك التعاون مع طبيب الأطفال والمدرسين من أجل كيفية التعامل مع الطفل .
وذكرت كاريمان أن دراسات التوائم الحديثة كشفت أن فرط النشاط ونقص الانتباه يعد من بين الاضطرابات الوراثية إلى حد كبير، وأن العوامل الوراثية قد تكون سبب الإصابة بهذا الاضطراب في نحو 75% من الحالات، ويبدو أن اضطراب فرط الحركة مرض وراثي في المقام الأول، ولكن هناك أسباباً أخرى لها دور مؤثر .
الأعراض
وعن الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب تقول: "لا يستطيع الطفل البقاء أو الجلوس في مكان واحد، ويتشتت انتباهه بسرعة، ويكون قليل التركيز، وفي حركة مستمرة أثناء جلوسه، ولا يفكر قبل أن يتصرف، وكثيراً ما يفقد أو ينسى الأشياء، ويكون اندفاعياً وطائشاً، ولا يستمع إلى التعليمات، ولا يتمكن في معظم الأحيان من أداء واجباته حتى النهاية، ولا يملك انتباها جيداً، وفي كثير من الأحيان يتجنب أو لا يرغب في أن يفعل الأشياء التي تحتاج إلى مجهود كبير لفترة طويلة (مثل الواجبات المدرسية أو المنزلية)" .
أنواع الاضطراب
وتضيف: "لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ثلاثة أنواع: النوع الأول هو الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع، وفي هذا النوع تشير معظم الأعراض إلى النشاط الحركي الزائد والاندفاع، أما النوع الثاني فهو الذي يغلب عليه نقص الانتباه، حيث في هذه الحالة تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه موجودة بنسب متفاوتة، ولكن يغلب عليها علامات وأعراض نقص الانتباه، ومن المرجح أن يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع الاضطراب وعدم الانتباه، ولذلك، قد يُهمَل هذا الطفل، وقد لا يلاحظ أولياء الأمور والمدرسون أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عليه، أما النوع الثالث فهو الذي يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه في آنٍ، حيث يعاني معظم الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هذا النوع" .
العلاج
وترى الاختصاصية أن العلاج لا بد أن يؤخذ من جوانب عدة، منها المساعدة التعليمية، حيث هناك بعض الأطفال يعانون مشكلات صعوبات التعلم، وقد يستفيدون من بعض الحصص الأسبوعية المخصصة لصعوبات التعلم، أما الجانب السلوكي فهو يعتبر مهماً جداً حيث يوضع برنامج خاص للطفل ينفذ في البيت أو المدرسة بالتعاون مع الأهل، ويعتمد على نظام التعزيز للتصرفات الجيدة، وهو فعال جداً إذا نفذ بطريقة صحيحة، أما من الناحية الدوائية فيجب أن تعطى عن طريق طبيب مختص .
كما تؤكد أن الأطفال المصابين بفرط الحركة واضطراب نقص الانتباه "ADHA" غير منظمين للغاية، ويجب على الآباء أن يجدوا أماكن محددة لكل شيء، وأن يعلموا الأطفال استخدام الجداول، كما تنصح الآباء والأمهات بأن يشركوا أطفالهم في الألعاب الرياضية لمساعدتهم على بناء الانضباط، والثقة، وتحسين مهاراتهم الاجتماعية .
مشكلة سلوكية ونفسية
وترى الاختصاصية الاجتماعية إيمان صلاح أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال هو حالة لا تعتبر من صعوبات التعلم، ولكنها مشكلة سلوكية عند الطفل، وهي حالة نفسية قد تظهر أعراضها منذ الطفولة المبكرة، وهي نموذج من تصرفات طفل غير قادر على اتباع الأوامر أو على السيطرة على تصرفاته، أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين . وتشير إحصاءات وزارة الصحة في الولايات المتحدة إلى أن الأولاد أكثر عرضة لهذه الاضطرابات بأربعة أضعاف من الفتيات، وعلى الأقل ثلث الأطفال الذين عانوا هذا الاضطراب ستستمر أعراضهم حتى سن المراهقة، وبعضهم إلى سن البلوغ، وفي حالة عدم تشخيصه وعلاجه مبكراً، فإنه سوف يؤدي إلى تأثيرات عكسية في نواح عديدة من حياة الطفل اجتماعياً وأكاديمياً وسلوكياً" .
وتضيف: "لا يوجد أي سبب واضح لهذه الاضطرابات، ولكن هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوثه مثل، عوامل وراثية وجينية تشير الأبحاث إلى أن العنصر الوراثي يزيد احتمال الإصابة ب 25%، وهناك العوامل البيئية التي تتمثل في تدخين الأم في أثناء فترة الحمل، أو تعرض الطفل لكدمات في الدماغ أو التعرض لمستويات عالية من الرصاص" .
دور المدرسة
وتؤكد الاختصاصية إيمان صلاح أهمية دور المدرسة في التعامل مع الطفل الذي يعاني فرط النشاط وقلة الانتباه، حيث يجب على المدرسة أن توفر كل الوسائل التعليمية الحديثة المختلفة التي تسهل على الطالب التركيز وجذب الانتباه، وتخصيص وقت للأنشطة الترفيهية المناسبة للمرحلة العمرية، لتفريغ طاقات الأطفال وإشباع رغباتهم، وتنظيم دورات تدريبية للمعلمات في كيفية التعامل مع السلوكيات المختلفة للأطفال، وإطلاعهم على ما هو جديد في هذا المجال، وعقد المحاضرات لأولياء الأمور عن كيفية التعامل مع السلوكيات المختلفة لأبنائهم، وكل ذلك بواسطة مكتب الخدمة الاجتماعية .
دور الاختصاصي الاجتماعي
وعن الاختصاصي الاجتماعي ودوره، تشير إلى أنه يعتبر حلقة وصل بين الطالب والمدرسة وأهل المريض، ودوره مهم جداً في التعامل مع هذه الحالات، وذلك من خلال قيامه بدراسة الحالة، وقياس نسبة التركيز والانتباه وجمع المعلومات من قبل المعلمات، ومتابعة سلوكه داخل الصف ومع زملائه، والتواصل مع ولي الأمر لتوضيح حالة الطفل، وإعطائه المعلومات الكافية عن المرض وأهمية التكيف مع وضع الطفل، والعمل على تخطي مرحلة العلاج بنجاح من خلال إمداد المعلمات بالمعلومات الكافية عن كيفية التعامل وما يجب أن تتبعه مع الطالب داخل الصف .
ردة فعل الأهل
وعن مدى تقبل الأهل لحالة طفلهم، تقول: "بالطبع هناك تفاوت في ردة فعل الأهل، البعض يرفض الفكرة ويعتبرونها سلوكاً طبيعياً وشقاوة أطفال، وهنا يكون دور الاختصاصي الاجتماعي ضروري جداً في إقناع ولي الأمر لتقبل الحالة والتعاون والصبر من دون تململ، والبعض الآخر يتقبل ويتعاون مع الاختصاصي لإحساسه بالمشكلة وأنه غير قادر على معالجتها، وهنا تأتي ضرورة الاجتماع مع الأهل والمعلمات لوضع الخطة العلاجية المناسبة للحالة، والجلوس مع الطالب للتفاهم معه ومساعدته على الاندماج ضمن فريق يتقارب ميوله مع ميول الطفل المريض، ووضع خطة علاجية لكل حالة واستخدام الخطط السلوكية داخل الصف وخطط داخل البيت ومتابعة جداول مستوى الطالب الدراسية" .
كما تؤكد أهمية عقد اجتماعات دورية مع الأهل ومع المعلمات لمعرفة مدى تحسن الطالب ومدى الاستجابة للعلاج، وهل سيتم الاستمرار على الخطة الموضوعة للعلاج؟ أو يتم التعديل عليها وتطويرها بوسائل علاجية أخرى؟
التعامل مع أطفال "ADHD"
وعن كيفية التعامل مع نقص الانتباه وفرط النشاط عند الأطفال أشارت الدكتورة شولا فانرينان اختصاصية طب أطفال إلى ثلاثة أنواع من المصابين بهذا الاضطراب، مؤكدة ضرورة استخدام نهج متعدد الأوجه لدعم الأطفال المصابين ADHD، الذي يشمل إدارة السلوك، التدريب الرئيس، معالجة الحالات المرضية على سبيل المثال، التدريس الخصوصي لصعوبات التعلم، وعلاج النطق للكلمة المرتبطة بها ومشكلات اللغة، والعلاج المهني للأطفال الضعفاء في المهارات الحركية الدقيقة، بناء قوة الطفل من خلال التدريب على المهارات الاجتماعية، والمشاركة في الألعاب الرياضية مثل كرة فريق القدم، وإدارة الغضب والتدريب وحل المشكلات، وأخيراً اللجوء إلى الأدوية" . وترى شولا، أن النوع الأول، وهو النوع الغافل من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، هو الأكثر شيوعاً لدى الفتيات وأيضاً يحدث للأولاد، وفي هذا النوع يتشتت انتباه وتركيز الطفل بسهولة، والمصابون به عادة لا يتسببون بمشكلة في المنزل أو في المدرسة، ويتصفون بأنهم حالمون، وكثيراً ما ينسون الإرشادات والواجبات المنزلية، ويضيعون مقتنياتهم . أما النوع شديد النشاط، فهو الأكثر شيوعاً بين الأولاد، ولكنه يحدث أيضاً عند الفتيات، والمصابون به يكونون أطفالاً نموذجيين مع اضطراب نقص الانتباه، وغالباً ما يلتفون حول المتاعب، ولا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي ويتميزون بأنهم عصبيون جداً . أما النوع المجتمعي، فهذا النوع هو الأكثر شيوعاً من اضطراب نقص الانتباه، حيث يكون لدى الأطفال خليط من الغفلة وفرط النشاط .
يستمر مدى الحياة
وحول المسببات المرضية ودور العامل الوراثي، تقول: "لا يوجد سبب واضح لاضطراب نقص الانتباه، ومن المتفق عليه أن هناك جينات داخلية لاضطراب "ADHD"، حيث العديد من الدراسات تظهر أن هناك الكثير من أسر الأطفال مصابين ب"ADHD"، ما يجعل الأطفال الذين يعانون ADHD لهم قابلية وراثية، حيث تلعب البيئة التي يتم وضع الطفل فيها والمعلم دوراً في ذلك" . وتضيف: "إن اضطراب ADHD لا يتوقف، بل هو اضطراب مدى الحياة، وعند تقدم الأطفال في السن، فإنه يتم وضع استراتيجيات لإدارة الاندفاع أو عدم الانتباه، خاصة الأطفال الذين تلقوا العلاج في سن مبكرة، وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص "ADHD" بحضور الآباء، وذلك لحصولهم على المعلومات والمساعدة لحالة طفلهم أثناء التشخيص، لإدراكهم الأعراض التي يصارعها أطفالهم منذ الطفولة .
تأثر المهارات الاجتماعية
وعن مدى تأثر المهارات الاجتماعية للطفل وتفاعله مع بيئته، تؤكد الدكتورة شولا أن الأطفال الذين يعانون "ADHD" تكون المهارات الاجتماعية لديهم ضعيفة، كما أن السلوكيات المرتبطة لديهم تميل إلى عزل هؤلاء الأطفال من أقرانهم على وجه الخصوص، وعادة الأطفال الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية يتسببون دائماً في الحصول على مشكلات في المنزل، والمدرسة، والأوساط الاجتماعية الأخرى، كما أن المعروف عنهم هو أنهم يثيرون المتاعب، ما يؤدي إلى نبذهم من قبل زملائهم، وحتى أولياء أمور الآخرين الذين لا يريدون لأبنائهم أن يرتبطوا بأطفال "مثيري الشغب"، وهذا قد يؤثر في تحصيله الدراسي، ما يؤدي إلى ضعف الأداء المدرسي، زيادة التسرب من المدارس، وزيادة مخاطر اتخاذ السلوكيات الخاطئة ك(التدخين، والمخدرات، والكحول) .
بين الغذاء والدواء
وتشير الدكتورة شولا إلى أن النظام الغذائي المتوازن يلعب دوراً رئيساً في صحة الطفل، كما أن هناك عدداً قليلاً من الأطفال لديهم عدم ميل إلى تقبل للطعام الذي يسهم في زيادة الحركة وقلة الانتباه، وقد تبين أنه ليس هناك طعام محدد قد يتسبب في زيادة الحركة، كما أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن زيت السمك قد يكون له تأثير مفيد في سلوك الطفل، وبعض الدراسات الأخرى لم تتمكن من إظهار مدى تأثير الغذاء في فرط الحركة وقلة الانتباه عند الأطفال .
الجانب الدوائي
وفي الجانب العلاجي يحذر الدكتور زياد إبراهيم (صيدلاني)، من استخدام أدوية اضطراب فرط النشاط ونقص التركيز والانتباه من دون الرجوع إلى الطبيب وتشخيص الحالة، ذلك أن أغلبية هذه الأدوية عبارة عن مسكنات ومهدئات، ولا تصرف إلا بوصفة طبية، وتقوم فاعلية هذه الأدوية على تهدئة نشاط الطفل الزائد عن الطبيعي والتقليل من حركته، لفترات متباعدة، لمدة شهر وبعدها يتم مراقبة الحالة إذا طرأ عليها تحسن تقلل الجرعة الدوائية أو العكس، وبالتدريج حتى يستغنى عن الدواء .
وعن التداخلات التي قد يسببها دواء الاضطراب في حال استخدامه مع أدوية أخرى، يقول: "قد تتسبب هذه الأدوية بأعراض جانبية في حال استخدامها مع أدوية الغدة، والكولسترول حيث تسبب ضغطاً في العين، وتؤثر في المعدة بشكل سلبي، والكبد، والكلية، إضافة إلى الخمول الذي قد يصيب الطفل، لهذا على الطبيب أو الصيدلي النظر في التاريخ الطبي للحالة قبل صرف أي نوع من أدوية الاضطراب" .
و يضيف: "للأسف لا تتوافر طرق بديلة للعلاج غير العلاج النفسي وأغلبية الأهالي لا يتقبلونه لما يسببه لهم من إحراج أمام الأهل والأصدقاء، لهذا يفضلون استخدام الأدوية عوضاً عن العلاج النفسي، ولضمان فعالية الدواء يجب أخذه بالطريقة الصحيحة مع مراجعة الطبيب كل فترة" .
طلاب "ADHD"
تقول نعمة أحمد (مدرسة لغة عربية): "تواجهنا حالات كثيرة من الطلاب الذين يعانون فرط الحركة وقلة الانتباه، لكن هناك بعضاً من الطلاب لديهم حركة زائدة ويتمتعون بتركيز طبيعي وجيد، وهؤلاء تندرج حركتهم تحت الشقاوة الطبيعية للأطفال، أما البعض منهم فيكون كثير الحركة، قليل التركيز، وضعيف التواصل، حيث يتم تلقينهم المعلومة بصعوبة وبشكل بطيء جداً" . وتضيف: "كما يتصف الطالب المصاب باضطراب فرط النشاط وقلة التركيز، بعدم الالتزام بالواجبات المدرسية والأمور الصفية، وكثرة الدوران والحركة في الصف بشكل مستمر، وعدم التواصل مع المعلمة، وزيادة حدة العنف لديه، وتراجع تحصيله الدراسي، وعادة ما تكون حاسة السمع لديه جيدة، وكثير النسيان للمعلومة" .
كما تشير نعمة إلى عدم وجود تعاون وتجاوب من قبل الأهل اتجاه حالة أبنائهم، ولا يتقبلون النصيحة في كيفية التعامل مع الطفل وتدريسه في البيت، والبعض منهم محبطون ومتقبلون للحالة التي يمر بها أطفالهم، ويعتبرونها مشكلة ويجب إيجاد حل لها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.