ترجمت خمس طالبات من كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات شعورهن بالمسؤولية تجاه قضايا مجتمعهن وقناعتهن بأهمية دور الإعلام في توعيته وما تعلمنه من فنون إعلامية في تنظيم حملة لترسيخ مفهوم دمج فئة ذوي الاحتياجات في المجتمع . وتحت شعار "بصمتك رمز التحدي"، تناولت الطالبات هذه القضية بأسلوب مختلف يحقق هدفهن من الحملة . تقول الطالبة أميرة سالم البادي عن رسالتهن الموجهة من خلال الحملة: اخترنا أن تكون حملتنا عن ترسيخ مفهوم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، لأننا مدركات أهمية مساعدة هذه الفئة على تنمية مداركها من خلال محيطها، ومنحها الإحساس بالانتماء إلي المجموعة، وتنمية ما لديها من قدرات وإمكانيات ومواهب، مما يساعدها على تعويض عجزها والقيام بدورها في الأسرة والمجتمع . وتضيف: جاءت فكرة الحملة من إيماننا القوي بأن ذوي الاحتياجات الخاصة يستحقون منا إلقاء الضوء على نجاحاتهم لتحفيزهم على بذل قصارى جهدهم في تنمية قدراتهم المختلفة، ولنثبت أنهم لا يختلفون عنا، بل قد يكونون أفضل منا في ما يحققونه من إنجازات، وأن ارتباط هذه الفئة بالحياة واندماجهم في المجتمع الخطوة الأولى لتميزهم . وتوضح الطالبة شيخة سعيد الشامسي آلياتهن في الحملة، قائلة: اخترنا أن يكون شعارها "بصمتك رمز التحدي" رسالة موجهة لجمهونا المستهدف وهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لنؤكد أن لهم بصمتهم في الحياة، حتى لو فقدوا أحد حواسهم، وفي الشعار يد تمثل ذوي الاحتياجات الخاصة، ينقصها إصبع الإبهام وبدلاً عنه بصمة مميزة بألوان الطيف، وهو يعبر عما تفتقده هذه الفئة، ويؤكد في نفس الوقت قدرتهم العمل والإبداع، والأمثلة على ذلك كثيرة . وتضيف: صممنا ملصقاً إعلانياً يعبر عن تكاتف الأشخاص الأسوياء مع ذوي الاحتياجات الخاصة، واستخدمنا فيه صوراً تعبيرية لمجموعة من أشخاص تغلبوا على إعاقتهم، ورفعوا اسم دولتهم، إضافة إلى صور تعبر عن بعض مواهب هذه الفئة، وفي أسفل الملصق بيانات الحملة للتواصل معنا، وأسماء الرعاة وهم شركة جلفار ومؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وشرطة أبوظبي، قسم مرور العين . وتقول الطالبة أمل علي كرم: شاركت في تصميم شعار الحملة وملصقاتها، وكتابة البيان الإخباري لوسائل الإعلام، وكتابة نصوص شهادات التقدير للرعاة والحضور وتصوير فعاليات الحملة ومتابعة وتنزيل التغريدات على حساب الحملة في "تويتر" . وتضيف: كنت ضمن الطالبات المشاركات في تصميم لوحة لمركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، كتبنا عليها كلمات تحفيزية موجهة لهم بهدف تشجيعهم على الإنجاز والتميز، أيضاً أسهمت في تنظيم يوم ترفيهي ثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في حديقة المبزرة الخضراء بالتعاون مع شرطة أبوظبي، قسم المرور . وتقول الطالبة عليا صالح الكثيري: نظمنا حلقة نقاشية بعنوان (تجربتي في تحدّي الإعاقة)، هدفها تسليط الضوء على دور ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، ومدى اهتمام الدولة بهذه الفئة وما تقدمه من دعم وتشجيع لهم، وافتتح الحلقة مدير مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة محمد خميس الحدادي، وشارك فيها عدة محاضرين منهم الخبيرة فاطمة خليفة المناعي وهي أول مترجمة ومدربة قانونية معتمدة من قبل محاكم دبي للغة الإشارة للصم، وقامت بترجمة ما دار في الحلقة النقاشية للغة الإشارة، وتحدثت عن طموحها ودوافعها التي جعلتها تتجه لتعلم لغة الإشارة، واستعرضت أمثلة من فئة الصم تعمل في قطاعات العمل الحكومي والخاص، وضمت الحلقة أيضاً أروى المقطري، رئيسة شعبة الدمج في مركز العين، وتحدثت عن طرق وأساليب الدمج المتبعة في المركز، وفي ختام الحلقة تحدثت إحدى أولياء الأمور، عن تجربة ابنها الذي تخطى إعاقته واستطاع إكمال حياته كغيره من الأشخاص الأسوياء . وتضيف: بعد انتهاء الحلقة النقاشية، نظمنا ورشة فنية لاستعراض مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز العين، وتضمنت عرض بعض الأعمال اليدوية لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى عرض فيلم تسجيلي لفعاليات حملتنا، لتعريف الحضور بإنجازاتنا وتشجيعهم على مشاركتنا في توصيل رسالتنا للمجتمع . أما الطالبة مريم سلطان الظاهري، فتقول: يجب أن نقوم كأفراد واعين ومؤهلين بدورنا في توعية الناس بقضايا مجتمعهم، خاصة في حالات الفهم المغلوط التي تؤدي إلى انتشار الظواهر السلبية في المجتمع، وفي ما يتعلق بقضية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، أعتقد أن كثيراً من الناس يظنون أنهم فئة عاجزة عن العمل والعطاء والتميز كغيرهم، وهذه النظرة خاطئة، ومن السهل تصحيحها إذا نظرنا إلى واقعنا المملوء بالنماذج الإيجابية التي تحدت إعاقتها، وأثبتت للجميع أنها قادرة على النجاح والتميز .