الغنوشي يؤكد لهويدي ان العلمانيين طلبوا منا سجن السلفيين كما فعل بن علي.. الإخوان يتراجعون عن التمسك بالحكومة والنائب العامالقاهرة 'القدس العربي' أبرز وأهم ما في الصحف المصرية الصادرة أمس كانت المظاهرات التي نظمها أمناء وأفراد الشرطة أمام عدد من مديريات الأمن والأقسام في عشر محافظات، وهتفوا خلالها ضد الوزر الحالي اللواء محمد إبراهيم وضد الإخوان المسلمين، ومحاولتهم بواسطة الوزير أخونة الوزارة واستخدام الشرطة لصالحهم للايقاع من جديد بينها وبين الشعب لدفعها للاعتداء عليه، وكذلك رفض مشروع القانون الجديد الذي تعده الوزارة ويتضمن قيودا جديدة، بالإضافة إلى مطالب أخرى خاصة بهم، مثل عدم علاجهم في مستشفيات الشرطة رغم خصم الاشتراكات منهم وقصرها على الضباط، واتهامات بأن عنصر من الإخوان اصبحت تشارك مع الشرطة في الاعتداء على الناس وممارسة التعذيب. وبينما أبرزت الصحف المستقلة الحدث في صفحاتها الأولى فان الصحف القومية اشارت اليها في صفحاتها الاولى فان الصحف القومية أشارت إليها في صفحات الحوادث. أما صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' فلم تشر إليها أبداً. كما صدر تصريح عن المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي بأن الرئيس محمد مرسي سوف يترأس جلسات الحوار وأن كل الموضوعات ستكون مطروحة للنقاش، ولا توجد خطوط حمراء، وهو ما تم فهمه على وجهين، الأول، ان تغيير الحكومة وإقالة النائب العام واردة، والثاني انهما شرطان لجبهة الإنقاذ وحزب النور لا يمكن القبول بهما، وان كانت الترجيحات تميل الى تراجع الإخوان وبالتالي الرئاسة عن التمسك بالحكومة والنائب العام خاصة بعد ازدياد مستوى التدهور في الأمن وزيادة موجات الغضب، ورعب فئات كثيرة من اقتراب البلاد من مرحلة الاغتيالات، والعنف والعنف المضاد، وانهيار الدولة، وتحميل الإخوان وحلفائهم المسؤولية، إضافة الى ان استمرارهم في الحكم غير مضمون لهم إذا وصلت البلاد إلى هذه المرحلة. وإلى بعض مما عندنا: تفاقم سوء الوضع الاقتصادي في البلاد ونبدأ بتدهور الأوضاع الاقتصادية يتزايد وهو ما دفع وكالة موديز للتصنيف الائتماني تخفض تصنيف مصر الى 'بي ثلاثة' بسبب تراجع الاحتياطي النقدي وتزيد عجز ميزان المدفوعات، وكانت مؤسسة 'ستاندرد آند بورز' قد خفضت المستوى إلى 'بي اثنين'، مما أدى إلى زيادة التأمينات على النقل وتراجع المستثمرين، وترافق ذلك من تراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى، خاصة وتسبب في زيادات في أسعارها لأن مصر تنتج حوالي أربعين في المائة فقط من غذائها. وبالتالي زادت قيمة الدعم الذي تقدمه الدولة لعدد من السلع، أي زيادات في عجزها المالي، واضطرارها الى تخفيض أو إلغاء الدعم، مما سيؤدي إلى موجات اضطرابات أشد عنفا، والإخوان والرئيس لن يجرؤوا الآن على فعل ذلك، وهم في الحكم، ولذا يريدون اتمام الانتخابات النيابية في موعدها بعد شهرين أو ثلاثة قبل أن يزداد تدهور شعبيتهم، ويحققوا الفوز فيها مع حلفائهم من التيار الديني، ثم يبدأون في تطبيق خطط لتقشف. وارتفاع الأسعار وقلة الموارد الإعلانية دفعت صحيفة 'الوطن اليومية' المستقلة ان تعلن امس، اضطرارها لرفع سعرها خمسين قرشا، لتصبح مائة وأربعين قرشا، لأنها تبيع النسخة بتسعين قرشا للقارىء، أي أقل عشرة قروش من سعر الصحف القومية 'الأهرام' و'الأخبار' و'الجمهورية' و'روزاليوسف' التي تبيع النسخة بجنيه، بينما 'المساء'، و'الأهرام المسائي' القوميتان تبيعان بتسعين قرشا، أيضا فان الصباح تبيع نسختها بنفس المبلغ، والسبب في هذا التقليد هو تشجيع الباعة على عرض الصحية، لأن مكسبه منه سيكون مضاعفاً، فبالإضافة إلى نسبة عمولته في النسخة، فان المشتري يدفع الجنيه ولا يطالب بالقروش العشرة، لأنه لم تعد هناك عملات من هذه الفئة. الزج باسم حماس في أداء دور مسلح لصالح الإخوان وأول القضايا في تقرير اليوم، ستكون عن بعض ردود الأفعال التي ظهرت منذ حوالي أسبوعين عن نشر صحيفة 'الخليج' البحرينية، وثيقة قطرية عن تحويل مبلغ مائتين وخمسين مليون دولار إلى حركة حماس مقابل قيامها بمهام أمنية في مصر ولحماية الرئيس محمد مرسي، وقال عنها زميلنا في 'الوفد' علاء عريبي يوم الثلاثاء قبل الماضي: هذه الوثيقة بنصها الحالي إن صحت وأظن أنها صحيحة تدفعنا لأن نوجه العديد من الأسئلة إلى الجهات الأمنية في مصر، جهاز المخابرات العامة وجهاز المخابرات العسكرية وجهاز أمن الدولة، هل لديكم علم بالجماعات التي تحمي وتساند الرئيس مرسي؟ وما هو عددهم؟ وما هو مقر إقامتهم في مصر؟ وما هي نوعية الأسلحة التي يحملونها؟ ومن الذي ينفق على إقامتهم ومعيشتهم وتحركاتهم في القاهرة؟ وهل من بينهم الأفراد الذين يحيطون بالرئيس؟ هل يعملون تحت قيادة قائد الحرس الجمهوري أم أن لهم قائدا فلسطينياً من بينهم؟ هل مصر التي تنفق عليهم في مصر أم دولة قطر أم حركة حماس؟ هل هناك فريق آخر لحماية قيادات الإخوان المسلمين؟ وما هي علاقة هذه الفرق الأمنية العسكرية الحمساوية بإطلاق الرصاص على الشباب في المظاهرات؟ هل هم الذين يتحرشون بالفتيات في المظاهرات لتخويفهن؟ هل هذه الميليشيات التي تعتمد عليها قيادات الإخوان في تهديداتهم في حالة إسقاط الرئيس مرسي؟ أجهزة الأمن المصرية مطالبة بأن توضح لنا حقيقة هذه الوثيقة التي نشرتها الجريدة البحرينية'؟ فبركة في إطار حرب إعلامية وفي الحقيقة، فأنا أختلف مع علاء في صحة هذه الوثيقة وتقديري أنها مفبركة في إطار حرب إعلامية، يمارسها الإخوان ضد خصومهم ويمارسها الخصوم ضدهم، وقد تخصص الإخوان بالذات منذ السبعينيات من القرن الماضي في فبركة الوثائق، والمعلومات ضد خالد الذكر ونظامه، بطريقة ساذجة وكانوا ينشرونها في مجلة 'الدعوة' الشهرية التي يصدرونها وأغلقها السادات في سبتمبر 1981، وفي مجلة 'الاعتصام' الشهرية أيضاً بل هم يمارسون الفبركة الآن حتى وهم في الحكم وتتبعهم أجهزة الأمن كلها، لدرجة أن رئيس الجمهورية وكبار قادتهم يتحدثون عن مؤامرات وتسجيلات موثقة عنها ثم عندما يطالبهم الناس بإبرازها، ويقدمون ضدهم البلاغات يسارعون بالنفي أو الصمت، وهذه الوثيقة عن تحويل أموال من قطر إلى حماس ثم إلى مصر من هذا النوع، ولأن مثل هذه العمليات لا تتم بمذكرات مكتوبة ومرسلة من جهة إلى أخرى، كأنها تحويلات مالية من بنك إلى شركة، أو مودع، إنما الخطورة هنا هي الزج باسم حماس في أداء دور مسلح لصالح الإخوان، سواء في مهاجمة سجن وادي النطرون، بالاشتراك مع عناصر تابعة لحزب الله، لإخراج المعتقلين الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسي، ومن كانوا يتبعون حزب الله، وهذه القضية تحديدا بدأت تفاصيلها تنفجر في محكمة استئناف الإسماعيلية، في شهادة مدير السجن التي نفى فيها قيام الأهالي بإخراج المساجين، كما قال الرئيس. أو ما يقال عن مشاركة عناصر من حماس في عمليات إرهابية ضد المعارضين في مصر، ولو صح ذلك، فلن يظل مخفياً، وسوف ينكشف، وأنا لا أميل إلى تصديقه، إنما خطورة هذه الأقاويل انها بدلا من أن تتجه إلى كراهية حماس، وأن تتحول إلى هجوم على أشقائنا الفلسطينيين وقضيتهم عموماً، وهو ما يتطلب من كل معارض للإخوان، سواء في مصر، او فرعهم فلسطين، أن يحذر من هذا الخلط، كما يتطلب من حماس أن تبعد نفسها نهائياً، عن أي تورط، في الأوضاع الداخلية عندنا، وأن لا يستجيبوا إلى أي غواية من إخوان مصر، الذين يريدون تطبيق نموذجها في غزة. اليوم ضد مصر هم اللاعبون أنفسهم ضد حماس وهو ما قرأناه لأحدهم وهو صاحبنا شعبان عبدالرحمن في جريدة 'الحرية والعدالة' يوم الخميس قبل الماضي بقوله: 'ما أشبه الحالين، حال الإسلاميين اليوم في مصر وحال الإسلاميين بالأمس القريب في فلسطينالمحتلة، كلاهما أتت به ثقة الجماهير إلى سدة الحكم وكلاهما تعرض - وما زال - لحرب استئصالية من الغرب الصليبي والكيان الصهيوني والسماسرة العرب، وفي الوقت نفسه يتعرض الشعب صاحب الثقة في هؤلاء الإسلاميين إلى عقاب جماعي حتى لا يكرر 'غلطته' وينتخب الإسلاميين! سعت الحركة إلى تشكيل حكومة ائتلافية من جميع القوى السياسية لكن الطبقة السياسية الفلسطينية انصرفت عن بكرة أبيها ورفضت المشاركة ظنا منها ان حماس ستفشل في تشكيل الحكومة، فلما شكلتها حماس بنجاح وبدأت الحكومة تشق طريها نحو تحقيق مزيد من النجاح ومزيد من الشعبية بدأت الحرب عليها لإسقاطها أو إفشالها بمعوقات ثم احتكاكات ثم حرب مسلحة قادها محمود دحلان ولقي فيها هزيمة ساحقة جعلتها أضحوكة للعالم، اليوم يتكرر السيناريو نفسه مع الرئيس محمد مرسي أو مع التجربة الإسلامية في مصر. عزوف عن المشاركة في مؤسسة الرئاسة وعن تشكيل الحكومة بالتكويش وبأخونة الدولة، لما انطلق مرسي بحكومته نحو مشروعات عملاقة قطعوا عليه الطريق بالفوضى والمظاهرات التي لم تخل منها شوارع مصر منذ تولي مرسي الرئاسة، فلما فشلت بدأت الحصار الاقتصادي من أقرب الناس بل بدأت الحرب المسلحة التي تشهد تفاصيلها اليوم، واللاعبون اليوم ضد مصر هم اللاعبون أنفسهم ضد حماس والمستهدف واحد هو إسقاط التجربة الإسلامية، لقد فشلوا مع غزة وهي قطعة صغيرة، فشلوا مع الفرع فهل ينجحون مع الأصل الثابت بجذوره في أعماق الأرض؟!'. 'الكرامة': على حماس النأي بنفسها كي لا يورطونها ويوم الأحد قبل الماضي، شن زميلنا وصديقنا سيد الطوخي رئيس تحرير جريدة 'الكرامة' الناصرية الأسبوعية ولسان حال حزب الكرامة، هجوماً ضد حماس محذراً إياها بالقول: أقاويل ووثائق وشواهد كثيرة تؤكد تورط كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الشأن المصري وذلك لمعاونة جماعة الإخوان في قمع المظاهرات والاحتجاجات ضد مرسي وجماعته، هذه الوثائق إن صحت فستكون كارثة حقيقية على حماس وجناحها العسكري، فنضال الشعب المصري وقواه الوطنية طوال سنوات مع قضية فلسطين وتحريرها من العدو الصهيوني وتدخل حماس في الشأن المصري بهذه الطرقة قد يخلق جيلا جيدا بين كره للإخوان وأفعالهم وقضية فلسطين التي هي قضية العرب جميعاً، حماس اذا صح ذلك تلعب بالنار ولن تحميها سلطة الإخوان، فالسلطة ليست دائمة لهم وإذا كانوا يريدون الشعب المصري معهم فالأفضل أن يذهبوا ويقاتلون الكيان الصهيوني بدلا من الهدنة المذلة التي فرضها عليهم محمد مرسي وجماعته وإذا كانوا سيستخدمون هذه الهدنة في قتال بجانب لإخوان والدفاع عنهم وتدريب ميليشياتهم لمواجهة الشعب المصري الذي يثور الآن ضدهم، فهذا تقدير خاطيء وسيكون بداية لنهاية قضية كبيرة تخص الجميع وإياكم واللعب بالنار فالمصريون لن ينسوا ذلك أبداً وإذا كان مرسي الذي وصف السفاح 'شيمون بيريز' بالصديق الحميم وعادى الشعب المصري وتعتقدون أنهم سيكونون ملاذاً لكم فهذا فهم خاطىء'. وخطورة هذا الاتهام نابعة من اتجاه الجهة التي توجهه إلى حماس، والتي ترتبط بالقضية الفلسطينية، ارتباطاً عضوياً، وتعتبر القومية والوحدة العربية جزءا من تركيبتها الفكرية والروحية. مرة أخرى، نتمنى من أشقائنا في حماس، أن يبعدوا أنفسهم نهائيا عن أي تدخل، لأن علاقاتهم وارتباطاتهم مع كل المصريين من كل الاتجاهات ولأن قضية فلسطين، قضيتهم، من قبل ظهور خالد الذكر أو ياسر عرفات أو حماس. 'الشروق' والاتهامات الموجهة لحركة النهضة والسلفيين باغتيال السياسي التونسي بلعيد والقضية الثانية ستكون عن بعض ردود الأفعال على اغتيال السياسي التونسي شكري بلعيد، والاتهامات الموجهة إلى حركة النهضة والسلفيين، باغتياله، وهو الاتهام الذي نفاه زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي يوم الأحد في 'الشروق' بقوله: 'لم تُعرف نتائج التحقيقات الجارية في الجريمة بعد، لكن حملات قوى المعارضة استثمرت الجريمة في السعي للانقضاض على حكومة حركة النهضة، الأمر الذي يعني أن الهدف الذي سعى إليه قتلة شكري بلعيد يجري تحقيقه، القصة ليست جديدة إذن، ولكنها في الحالة التونسية ساذجة أيضاً، فبشاعة الجريمة لا جدال فيها، لكن توجيه الاتهام إلى حركة وحكومة النهضة يبعث على الدهشة والارتياب، لأن الحركة التي عرفت باعتدالها وبرفضها الدائم للعنف مع حرصها الشديد على التوافق الوطني، لا يصدق أي عقل رشيد أن تكون لها أية علاقة بجريمة القتل أو بتفجير الموقف الداخلي، وهذه اللقطة لها شبيه بالحاصل في مصر هذه الأيام، حيث يشيع بعض خصوم الإخوان أن جهازهم السري هو الذي يطلق الرصاص على المتظاهرين، ويلقي بقذائف المولوتوف على قصر الاتحادية، لكي يبرر ذلك الإجراءات القمعية التي يمكن أن يلجأ إليها الرئيس مرسي، وهو منطق ساذج بدوره ويحاول إقناعنا بأن حزب الإخوان هو الذي يسعى إلى إشاعة الفوضى لإفشال حكم الإخوان'. بلعيد طالب بوقف ارسال المجاهدين لسورية وعلى عكسه تماماً، سا ر في نفس اليوم زميلنا وصديقنا ب'الأخبار' والأديب الكبير جمال الغيطاني في عموده اليومي - عبور - فقد اتهم النهضة وربطها بالإخوان في مصر بقوله: 'منذ تأسيس حزب النهضة الذي يعتبر امتدادا لحركة الإخوان، وبروز زعيمه راشد الغنوشي، يحرص المروجون له على انه نموذج للتفتح والاعتدال وتفهم روح العصر، ويدللون على ذلك بقضائه عشرين عاما في الغرب منفياً، وأن ذلك انعكس على تكوينه، وكان شكري بلعيد صوتاً قوياً في المواجهة، نبه إلى خطورة تجنيد الشباب التونسي وتدريبه على الأعمال القتالية وإرسالهم إلى سورية للانخراط في صراع لا يتصل بتونس أو مصالحها، وعودة معظمهم ليشكلوا قوة لها مخاطرها على المدى القريب، والبعيد، الرد على المعارض التونسي البارز جاء بعد ساعات من ظهوره في التليفزيون مع أحد قادة حزب النهضة في مشادة عنيفة، وما جرى في تونس في ظل حكم حزب النهضة، أو ما يجري في مصر من إراقة دماء، يثبت بالقطع انه عندما تظهر الاتجاهات التي تتخذ الدين ستارا للسياسة لا يصبح هناك حد فاصل بين التطرف والاعتدال، بين القاعدة والنهضة'. علمانيو تونس يحاولون الايقاع بين النهضة والسلفيين وفي اليوم التالي - الاثنين - عاد هويدي لتناول نفس القضية في مقاله اليومي المتميز في 'الشروق' بقوله: 'الإعلام المصري سار وراء خطاب المعارضة التونسية فقامت أبواق المعارضة عندنا بما يلزم لاتهام حركة النهضة بالمسؤولية عن القتل، وفي اتصال هاتفي مع السيد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة قال لي ان العلمانيين في تونس يريدون من النهضة أن تحظر نشاط السلفيين وتضعهم جميعاً في السجون، كما كان يفعل الرئيس السابق، لكن حكومة النهضة لا تحارب جماعات، ولكنها تقف ضد كل من يخالف القانون من الأفراد أياً كانوا، وأضاف أن العلمانيين بذلك لا يريدون فقط قمع السلفيين ومصادرتهم ولكنهم يريدون الايقاع بينهم وبين النهضة لإضعاف موقف الحركة في الانتخابات المقبلة. وقال هويدي معلقاً: 'اننا أمام مشهد يبعث على الحزن ليس فقط لأن مناضلا تونسياً قتل غيلة وغدرا، ولكن لأن مختلف الأطراف في تونس ومصر أرادت توظيف دم الرجل لتصفية حساباتها السياسية قبل أن يجف الدم وأن يُعرف القاتل'. والملفت هنا أن هويدي لم يتطرق إلى ردود الأفعال الأبرز داخل حركة النهضة بإعلان رئيس الوزراء والأمين العام لها، تشكيل حكومة جديدة وأن تكون الوزارات السيادية بعيدة عن أي حزب، وهو ما عارضه زعيم الحركة راشد الغنوشي، وقيام مظاهرة من النهضة ضد طلب حمادي مما يشير إلى انقسامها. مقارنة بين الرئيس مرسي وحمادي الجبالي وقد سد هذا النقص نيابة عن هويدي في اليوم التالي - الثلاثاء - فؤاد السعيد بقوله في الوطن: 'على الرغم من وصول الأوضاع في مصر إلى مستوى الأزمة بعد سقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين خلال الأسابيع الأخيرة وهو وضع لا يقارن بأحداث تونس، فان المقارنة بين السلوك السياسي للرجلين الأكثر نفوذا في البلدين، الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي، تكشف عن فارق نوعي واضح في درجة الحساسية السياسية، مرسي لا يزال رد فعله يتسم بالجمود وانعدام المرونة السياسية إزاء وضع سياسي يقترب بسرعة من حافة الحرب الأهلية، في المقابل وبعد واقعة اغتيال فردي واحدة - لا عشرات القتلى والمختفين في مصر - أبدى الجبالي حركية عالية ومرونة سياسية كبيرة، أدرك خطورة اللحظة على التماسك الوطني التونسي، ورغم يقينه ان حزبه لا يزال هو الأقوى على الساحة، فانه سارع بالتعهد بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية، يشمل ذلك الوزارات السيادية المهمة، الداخلية والعدل والشؤون الخارجية التي كانت تتولاها قيادات إسلامية من النهضة، على ان تكون المهمة الرئيسية للوزارة إجراء انتخابات جديدة في أسرع وقت كي يطمئن كل تونسي الى نزاهتها، وشفافيتها، دون سيطرة حكومة حزبية عليها. ورغم حصول إسلامي النهضة على الأغلبية في أول انتخابات بعد الثورة، فانهم وافقوا على اختيار رئيس مدني للبلاد كرسالة للتونسيين بكل فئاتهم واتجاهاتهم وللعالم كله، على خيار الديمقراطية التوافقية في تونس، حينها سجل الغنوشي الهدف الأول في مرمى بديع والشاطر، واليوم يسجل الجبالي الهدف الثاني في مرمى مرسي وما زلنا في انتظار المزيد من الأهداف'. وفي الحقيقة، فان هذه الأهداف لا يجب أن يحتسبها حكم المباراة فؤاد السعيد، لأنها تسلل، من الغنوشي، لأنه اتخذ نفس موقف المرشد ومرسي في قضية تغيير الحكومة، بينما الجبالي سجل هدفه في مرمى الغنوشي لا مرسي. سخرية من تكوين جبهة الضمير والقضية الثالثة في تقرير اليوم، ستكون عن الجبهة الجديدة التي شكلها على حين غرة عدد من قيادات الإخوان وأطلقوا عليها اسم - جبهة الضمير - سرعان ما كشفها يوم الثلاثاء صاحبنا الإخواني حمزة زوبع بقوله: 'غاب الضمير عن الساحة السياسية بعد الثورة وتحديداً بعد أن استقر الأمر للرئيس مرسي فرأينا أهل الليبرالية والمنادين بالتعددية ومسوقي الديمقراطية ينقلبون على أعقابهم فيضعون أيديهم في أيدي دعاة ديكتاتورية الحزب الواحد، غاب الضمير فرأينا المنادين بالسوق الحرة وبالرأسمالية يقون جنباً إلى جنب مع النادين بالتأميم والاشتراكية القحة دون خجل، هذه الوجوه الكالحة والمفاهيم المتكلسة والقلوب التي تقف على حافة الهاوية وتبيع أوطانها تارة بالدرهم وتارة بالدينار وبالليرة في معظم الأحيان، هذه النفوس التي رضيت الهون لا يمكنها أن تقنع شعوبها بأنها هي الخلاص، اليوم وأنا أسمع عن تشكيل جبهة للضمير الوطني أستعيد بعض تفاؤلي في غد فيه بعض الضمير ليواجه هذا الجيش الجرار ممن غابت ضمائرهم وباعوا الحقيقة من أجل وهم وزيف لن يدوم'. مجموعة ترفض إراقة الدم المصري بالمجان هذا ومن بين أعضاء جبهة الضمير زميلنا وائل قنديل، وأحد مديري تحرير 'الشروق' والذي يواصل من مدة هجماته ضد جبهة الإنقاذ بعد أن كان من أكبر مؤيدي الدكتور البرادعي وكان من الناصريين ولكنه يقوم أيضا بالهجمات غير المباشرة ضدهم وخاصة حمدين صباحي، قال في نفس اليوم وهو يدافع عن السفير السابق بوزارة الخارجية، والمحكم الدولي، وصاحب قضية وقف تصدير الغاز لإسرائيل، إبراهيم يسري الذي قبل عضوية الجبهة الجديدة: 'تجرى الآن وعلى نطاق واسع عملية رجم منظمة لرمز وطني كبير هو السفير ابراهيم يسري لأن الرجل قرر أن ينضم إلى مجموعة من المصريين ترفض إراقة الدم المصري بالمجان تحت أقدام المتصارعين على الحكم، سواء سلطة مرتعشة مستسلمة للعجز وقلة الحيلة وغياب روح المبادرة والمبارأة، أو معارضة مخلوطة بشوائب نظام أسقطته الثورة، وتمضي في طريق لا يؤدي إلا إلى إعادة لك النظام البائس، وساعتها ستكون أول من يدفع الثمن وكل جريمة السفير إبراهيم يسري انه يعلن موقفاً ضد ممارسة السياسة بالمولوتوف وضد الوصول إلى السلطة فوق جماجم وعظام المصريين'. وفي الحقيقة، فعندما قرأت عن انضمام السفير إبراهيم يسري لهذه الجبهة، أسفت لأن هذا ليس مكانه في نهاية الأمر. تشبيه جبهة الضمير ب'الوش العكر لإسماعيل يسن' وقد فوجئت في نفس اليوم - الثلاثاء - بأن زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة 'اليوم السابع' أكرم القصاص - ناصري - يخبرني بما خفي عني عن أعضاء جبهة الضمير بقوله: 'هو بعينه بغباوته بشكله العكر، الكلمة الخالدة للفنان العظيم الراحل رياض القصبجي مع إسماعيل ياسين كلما التقاه في سلسلة أفلامه الرائعة، لكنه كان إفيه مضحكاً نتذكره كلما وجدنا واحدا أو مجموعة من رجالات السلطة والمتحلقين حولها، الذين يظهرون في كل لجنة وكل موقع، ويتنططون بين الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى ولجان تقصي الحقائق، ويحصلون على مكافآت فورية عبارة عن مناسب ومواقع، بعضها يتنافى مع فكرة الحياد، نراهم أعضاء لجان هنا أو متحدثين رسميين وأشباه رسميين هناك، بما يؤكد أنهم يتخذون مواقفهم من أجل الثمن الفوري غير المؤجل، وآخر افتكاسات الاختراعات، جبهة الضمير المستتر التي تشكلت من اجل مصر، حقن المحقونات ينما تدفع الكثير من المؤشرات الى تصويرها انها خرجت لتلاعب جبهة الانقاذ، يعني معارضة المعارضة وهي عادة سبق ان اخترعها الحزب الوطني المنصرم عندما كانت لجنة الأحزاب ترفض الاعترافات بأحزاب مهمة كالكرامة والوسط وتسمح بعدد من أحزاب الأنابيب التي تلعب دور المعارضة مع المعارضة، الآن نحن أمام نفس الخلطة السحرية للخلط بين المواقف والتبريرات جبهة التبريرات تضم بين صفوفها عددا من الإعلاميين والسياسيين المحايدين، نظنها محايدة، وما أن نرى أمورها وباقي أعضائها، يظهر الفنان رياض القصبجي، وهو يستعرض وجوه السادة أعضاء الجبهات والمتحدثين، الرسميين ويقول، هو ما فيش غيره، هو بغباوته'. 'عقيدتي': جرائم الشباب والمعارضة وأنا أثق تماما في معلومات وأمانة أكرم، خاصة عن روايته نقلا عن رياض القصبجي والوش العكر، ولكن ما لم ينتبه إليه أكرم ان عمليات التجميل تقدمت هذه الأيام لإصلاح الوش العكر، وهو ما نبهه إليه في نفس اليوم زميلنا في جريدة 'عقيدتي' الدينية موسى حال، بقوله: 'تشكلت لتجميل وجه حزب الحرية والعدالة والإخوان، والدفاع عنهم، ورصد أخطاء شباب الثورة والثوار والمعارضة وإدانتها لصالح الإخوان، فحينما تطالبهم بإدانة السجل والتعذيب للشباب يقولون، هم الشباب عملوا كذا ومسكوا الطوب وغيره، وحينما يتحدثون عن أخطاء الشاب يقولون، جرائم الشباب والمعارضة، وحينما تطالبهم بجرائم السلطة يقولون، أخطاء السلطة، وهنا يتضح هدف تلك الجبهة وهو تجميل النظام والإخوان، والهجوم على المعارضة والشباب وهل يسمح للضمير الغائب أن يدين الإخوان، أظن لا، وألف لا، وهل يمكن لهم محاسبة عصام العريان على تصريحاته؟ وهل يعقل محاسبة أو إدانة عصام سلطان على تصريحاته بالاستعانة بجيش أجنبي على جيش مصر، كما نشر؟ أظن، لا، وألف لا، إذن القضية أن جبهة الضمير ولدت ميتة، وتركيبة باهتة بسرعان ما تذوب ويذهب طعمها وريحها'. ومما يؤكد صدق معلومات أكرم وموسى، ما رواه لنا زميلنا الرسام النابه في 'روزاليوسف'، أنور، وأشار إليه أمس في جريدة الصباح اليومية المستقلة، انه عند تجوله في شارع قريب من الجريدة، شاهد أحد قادة الإخوان وقد وقعت منه ورقة عنوانها - جبهة الضمير - ومواطن صالح يضحك ويقول له: 'حوش، الجبهة اللي وقعت منك يا أستاذ.