درست اللغة الإنجليزية لكن رغبتها في أن تصبح إعلامية قادتها إلى التلفزيون لتعمل محررة ثم مقدمة أخبار، ومنها إلى تقديم البرامج . إنها المذيعة في تلفزيون "الشارقة" ريم سيف، مقدمة برنامج "صباح الشارقة"، التي تؤمن بأن القنوات هي التي تصنع من المذيع نجماً، وتتابع "تويتر" باستمرار للتعبير عن رأيها الشخصي، وتعده جزءاً من الإعلام الجديد . التقيناها في الحوار التالي . كيف تصفين تجربتك بعد العمل لسنوات في مجال الإعلام؟ - كنت أطمح إلى العمل في الإعلام قبل أن أدرس وأصبح خريجة لغة إنجليزية، ولكن الدخول إليه كان صعباً بالنسبة إلى المرأة الخليجية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص، بدليل أنه لم يكن لدينا قبل عشر سنوات مذيعة بالزي الخليجي الرسمي، وبعد أن تم تعميم التجربة في التلفزيونات المحلية، بدأت كمحررة أخبار ومنتج منفذ لنشرة أخبار "الدار" لمدة سنة ونصف السنة تقريباً، ثم مذيعة أخبار، وبعدها تخصصت في تقديم البرامج المباشرة على الهواء، لذلك أحس أن البرامج التسجيلية مملة . هل هذا يعني أن "الهواء" مسألة سهلة؟ - عندما يدخل المذيع إلى الاستوديو عليه أن يحذف كل ما في مخيلته، لأنه في النهاية إنسان ويتأثر بما يدور حوله، ولو بقي تحت تأثير أفكاره لانعكس ذلك على عمله، وكلنا يعلم أن الهواء يتطلب التركيز بدرجة عالية، ولا يقبل الظهور تحت أي تأثير نفسي أو صحي . لمن يعود فضل ظهورك على الشاشة؟ - الفضل الكبير في دخولي مجال الإعلام وظهوري على الشاسة يعود لخالد صفر مدير تلفزيون الشارقة سابقاً، الذي كان لديه إيمان بي وبمجموعة من الشباب، وقدم لنا الدعم والمساعدة والثقة، لذلك أذكر فضله دائماً عليّ . كيف وجدت النقلة من تقديم الأخبار إلى البرامج؟ - كل من يدخل مجالاً جديداً لا تكون الرؤية لديه واضحة، بعدها تتضح شيئاً فشيئاً ويعلم ما يلائم طموحاته، وبموجب ذلك وجدت نفسي في تقديم البرامج، لأن هناك جزءاً كبيراً من شخصيتي وثقافتي يظهر من خلالها للجمهور . هل هذا يعني أن مذيع الأخبار آلة ملقنة؟ - على العكس، هناك مقومات كثيرة يجب توافرها فيه كي يجيد تقديم الأخبار ويستحق العمل في هذا المجال، كأن تكون لغته العربية قوية، ولديه نفس عميق لقراءة الأخبار، ودرجة تركيز عالية، وأن يبين للمشاهدين أنه متفاعل مع الخبر عبر تعابير وجهه، ومعروف عني أنني ابتسم كثيراً وعندما كنت أخطئ في خبر ابتسم، ولحسن الحظ أن مساحة تدارك الخطأ في البرامج مفتوحة بطريقة لطيفة، وفيها سهولة ومرونة . هل نلت فرصتك الحقيقية في تقديم البرامج؟ - قدمت "صباح الشارقة" بنسخته القديمة، واعتبر أن بدايتي الحقيقية في تقديم البرنامج كانت مع "أماسي" لأنه عرفني إلى الجمهور بشكل أكبر، وحالياً أقدم "صباح الشارقة" ولديّ حلم أن اقدم برنامجاً خاصاً بالمرأة والموضة واهتماماتها، وإن شاء الله سيتحقق قريباً . هل هذا يعني أن طموحك سوف ينتهي هنا؟ - المرحلة العمرية تتحكم في البرامج التي يقدمها المذيع، فليس من المعقول بعد فترة من التقديم تصل إلى 10 أو 15 سنة أن يستمر المذيع في تقديم البرامج نفسها لأنها لن تعود مناسبة له، ولأن خبرته سوف تزيد، لذلك أنا حريصة أن اترك سقف البرامج التي سوف اقدمها في المستقبل مفتوحاً . إلى أي مدى يمكن إسقاط هذه الرؤية على كل المذيعات؟ - الشكل النمطي للمذيع كان جامداً وجاداً زيادة عن اللزوم، وعندما كنا صغاراً كنا نرى المذيع على أنه "شيء كبير"، اليوم تغيرت النظرة، ولكن للأسف هناك بعض المذيعات يحملن من تلك الصفات الشكل فقط، وما يؤسف أكثر أن هناك من ليس لديهن القدرة على الحوار، حتى إن بعضهن يقرأن الأسئلة من "السكربت" أو من الورقة، وهذا عيب في حق من يقدم برامج، لكنه لا يلغي أن البرامج الموجهة للأسرة والشباب تتطلب مذيعين يتمتعون بالثقافة والوعي، وليس الشكل فقط . وما تقييمك لهن؟ - مجرد فقاعات، بدليل أننا نشاهد كل فترة وجوهاً تختفي وأخرى تظهر بينها المذيعة الناجحة والمثقفة تحافظ على مكانتها أمثال منى الشاذلي في مصر، ولجين عمران في الخليج . هل لذلك تأثير في صورتك في المستقبل؟ - من المفروض أن يطور المذيع أدواته وليس شكله فقط، وبالنسبة إلينا تحكمنا العادات والتقاليد، لأن العباءة والشيلة تفرضان علينا الكثير وتقيداننا . إذاً، ما تلك الأدوات التي تحدثت عنها؟ - القراءة ومطالعة كل ما يدور من حولنا، وأن يكون لدى المذيع الحد الأدنى من الثقافة، إضافة إلى متابعة القنوات وما يقدمه المذيعون في العالم، وبالنسبة لي فأنا مدمنة "الإعلام الاجتماعي"، و"تويتر"، ولا أعده فقط وسيلة للتواصل الاجتماعي، بل بوابة إلى الثقافة، لأنه يحوي نخبة المجتمع، وأتفاعل عبره مع الجمهور، في المواضيع التي تخص المرأة والمجتمع وهو صنع شخصيات أشهر من المذيعين والفنانيين الذين يطلون على الجمهور عبر التلفزيون . هل هذا يعني أنك تستغلين "تويتر" للشهرة؟ - أتابعه كمستخدمة عادية، باسمي الشخصي ومن دون ألقاب، ولا أستخدمه كوسيلة ترويجية لاسمي، وآرائي فيه تعبر عن شخصي فقط . من يصنع لك النجومية؟ - شكل البرنامج وفقراته والنص، أشياء لها الدور المباشر في أن يصبح المذيع في قمة الإبداع أو أن تحبط معنوياته، ورغم ذلك فإن القنوات هي التي تصنع من المذيعين نجوماً وليس البرنامج، ومن دون ذكر أسماء هناك مؤسسات فيها كل المذيعين والمذيعات نجوم، رغم أنها قد تعرض برامج عادية، لكنها تحظى بجماهيرية كبيرة، وقد تكون هناك برامج جيدة، لكنها تعرض على قنوات مغمورة، لذلك تفتقد إلى الجماهيرية . ما اهتماماتك خارج دائرة العمل؟ - احاول أن أنظم وقتي بين عملي وبيتي، خاصة أنني أم لابنتين، سارة ونورا، وهما متفوقتان في المدرسة، واهتماماتي أصبحت مرتبطة بهما، لذلك حاولت أن أؤسس لهما كي أكون راضية عن نفسي، وهذا لا يخلو من أنني أواجه صعوبات، ورغم ذلك فإنني مثل أي امرأة أحب التسوق، وقراءة الروايات المحلية والخليجية، وأعشق السينما، وأتابع أفلام هوليوود في السينما والتلفزيون، وأحب الأكل، ولكنني لا أحب الطهي لذلك دائماً أسأل عن المطابخ والمطاعم العالمية الجديدة .