برلين - أ ش أ ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أنه على الرغم من أن المجتمع الدولي أدان بشكل واسع التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية أول أمس الثلاثاء ، وطالب باتخاذ اجراءات أكثر صرامة مع بيونج يانج ، إلا أنه من بين الأمور التي يجب الإعتراف بها أن استراتيجيات وقف البرنامج النووي الكوري الشمالي قد باءت بالفشل ، وأن الصين أصبحت الدولة الوحيدة القادرة على التصدي لهذا التحدي. وقالت المجلة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت اليوم الخميس - إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ، والذي وصفته بالديكتاتور ، أبدى أول أمس اعتزامه تطوير قدرات الجيش الكوري الشمالي من خلال التجربة التي تضمنت تفجير جهاز نووي ضخم ، مشيرة إلى أن هذه التجربة تعد الأولى لأون بعد تجربتين نوويتين تم إجراؤهما في عهد والده الراحل. وأضافت المجلة أن المجتمع الدولي أبدى غضبه فور انتهاء كوريا الشمالية من "استعراضها الإستفزازي" للقوة ، مشيرة إلى بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصف فيه التجربة النووية بالتجربة البائسة التي تمثل انتهاكا واضحا وخطيرا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بهذا الملف. وأوضحت المجلة أنه على الرغم من اتفاق الدول ال 15 الأعضاء بمجلس الأمن الدولى ، بما في ذلك الصين ، على بيان إدانة التجربة الكورية الشمالية ، وتعهد المجلس بالبدء فورا في اتخاذ التدابير المناسبة ، ودعوة بعض الدول مثل الولاياتالمتحدة المريكية وألمانيا لفرض المزيد من العقوبات على بيونج يانج ، إلا أن موقف الصين يعد الأبرز ، حيث أدانت التجربة النووية التي أجرتها جارتها شريكتها الإستراتيجية الهامة ، على نحو يشير إلى تغير السياسة الصينية نحو كوريا الشمالية. ونقلت المجلة الصورة التي أجمعت عليها الصحف الألمانية بشأن قدرة الصين منفردة في تحجيم المسعى النووي لكوريا الشمالية ، حيث أشارت تلك الصحف إلى تحول حسابات بكين بشكل واضح تجاه جارتها الإشتراكية ، واستدلت في ذلك بحديث صحيفة رسمية صينية عن "ثمن غال" ستدفعه بيونج يانج في حال إجراء اختبارات نووية ، متسائلة عن الكيفية التي يمكن للأخيرة أن تواجه بها الضغوط التي قد تفرضها عليها بكين. وأجمعت الصحافة الألمانية ، وفقا لدير شبيجل ، على ضرورة أن تتفهم الصين مسئوليتها تجاه جارتها "غير المسئولة" ، وأن تترجم هذه المسئولية إلى أفعال من الآن فصاعدا ، مشيرة إلى عدم امتلاك كوريا الجنوبية واليابان والدول الغربية لقدرة مماثلة على إيقاف التطور النووي لكوريا الشمالية ، التي يظل بقائها مرهون بشحنات النفط والمساعدات التي تقدمها لها الصين. وقالت المجلة إن التجربة النووية لكوريا الشمالية جاءت لتوضح ما إذا كانت بكين ، بقيادة الزعيم الجديد شي جينبينج ، ستكتفي بالانتقاد الشفهي والعقوبات الرمزية ضد بيونج يانج ، أو أنها مستعدة لاتخاذ تدابير "صعبة" من شأنها الحد من الطموحات النووية لكوريا الشمالية.