GMT 15:30 2013 الإثنين 18 فبراير GMT 21:15 2013 الإثنين 18 فبراير :آخر تحديث * بيت الامام علي * قصر الامارة * مسجد الكوفة مواضيع ذات صلة في العراق، تزدحم المعالم السياحية الدينية بالزوار، كبيت الامام علي ومسجد الكوفة وقصر الامارة، يأتونها لتنشق عبق التاريخ الإسلامي، الذي لم تحفظه أعمال التجديد كثيرًا. إيلاف خاص من بغداد: لن يفوت أي زائر للمعالم السياحية في العراق فرصة زيارة بيت الامام علي بن ابي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، في الكوفة بعد أن اتخذها مكان اقامة له في العام 36ه، حتى وفاته في 21 رمضان سنة 40 ه، عن عمر يناهز 64 عامًا. يكتسب هذا البيت، المتكون من باحة صغيرة وممرات تؤدي إلى أربع غرف، أهمية خاصة لأنه يعبق برائحة الحوادث الاسلامية المهمة، على الرغم من أن تجديده المستمر أفقده الكثير من ملامحه الاصلية، بحسب الباحث الاسلامي جعفر حميد، الذي يؤكد أن هذه المنطقة بآثارها الاسلامية المهمة لم تُستكشف بالكامل بعد. ويضيف حميد: "لو تم التنقيب في هذه المنطقة لعُثر على الكثير من الآثار المهمة". وهو يرى أن هذه المنطقة تكتسب اهمية تأريخية ودينية ولهذا تجد أن اعداد الزائرين والسياح إلى هذا المكان اكثر بكثير من زوار الآثار التاريخية الاخرى، التي لا تحمل ابعادًا دينية. غرف وزوايا عبر مساحة مفتوحة، يبدو للزائر بيت الامام علي، وما إن يدلف إلى المكان حتى يؤدي به إلى غرفة صغيرة، هي غرفة الامامين الحسن والحسين. ويقود عباس الشمري إلى قاعة صغيرة، يقول إن الامام علي غسل فيها بعد استشهاده، حيث يلتم جمع غفير من الناس الجالسين هناك، يقرأون القرآن. ويرشد أحد القائمين بخدمة المكان إلى الزاوية الذي كان يفضل فيها الامام علي وأسرته الجلوس فيها، وكذلك إلى غرفة هي لبنات الإمام عليّ. ويمر الزوار في ممر ينتهي إلى بئر، كانت تشرب منه العائلة، ولا يزال الماء يتدفق منه إلى الآن، يتبارك به الزوار. القصر والمسجد بجوار البيت، يمكن للزائر التمعن في أطلال قصر الإمارة، الذي يعد أحد أهم المواقع الإسلامية والحضارية المهمة للدولة الإسلامية آنذاك. يقول رجل الدين علي حسن إن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان أمر بهدم هذا القصر بسبب كثرة الدماء التي اريقت فيه، في معارك قامت بين الخلفاء والأمراء. وتدل التنقيبات الأثرية الحديثة على أن قصر الامارة كان متصلًا بمسجد الكوفة، وله جدران سميكة جدًا وبُني بطريقة هندسية معينة، جعلت منه مركزًا استراتيجيًا وسط الأبنية والأسواق التي كانت تحف بالقصر. وعلى عكس القصر، الذي لم تبق منه سوى الاطلال، وتملأه المياه الجوفية، يزور السائح مسجد الكوفة الذي حافظ على معالمه الأصلية إلى حد كبير، وكل هذه المعالم تعود إلى فترة الفتح الاسلامي في العراق. بُني المسجد على مساحة واسعة، مربع الشكل، وتحيط به جدران عالية يصل ارتفاعها إلى نحو 20 مترًا. وبحسب حميد، كان المسجد يحتوي في الماضي على الكثير من الأعمدة، والمساحات المسقوفة، لكنها اندثرت بمرور الزمن. محراب ومراقد أهم المعالم التي تجذب السياح اليها في المسجد، ويتحلّق حولها الكثير من الزوار، هو المكان الذي جرت فيه محاولة اغتيال الامام علي، ويضم المحراب الذي كان يجلس عليه. يقول حميد : "ليس هذا هو المحراب الاصلي، بل هو محراب بديل، مزيّن بالقاشاني، وكتب في أعلاه (هذا مقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)". ويقود حميد إلى مقامين، الاول هو مرقد مسلم بن عقيل، ابن عم الحسين بن علي ومبعوثه إلى أهل الكوفة، والآخر مرقد هانئ بن عروة، أحد مؤيدي الحسين ممن كانوا يسكنون الكوفة. وتحيط بصحن الجامع غرف تأوي الزوار والمعتكفين في المسجد. ومن أهم معالم المسجد فناء منخفض، هو البقعة التي أقلعت منها سفينة نوح إبان الطوفان، بحسب حميد، ويحتوي الفناء على غرف ترتفع إلى مستوى أرض المسجد. كما يتدفق الزوار إلى مقامات أخرى يضمها المسجد، مثل مقام النبيّ إدريس، وقبر المختار بن عبيدالله الثقفي زعيم التوابين.