GMT 0:00 2013 الثلائاء 19 فبراير GMT 1:11 2013 الثلائاء 19 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة Marco Rubio سنحت للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال خطاب "حالة الاتحاد"، الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي، فرصة إثارة مسألة الدور الأميركي في العالم، إلا أنه أخفق في استغلالها. راح يتحدث بفصاحة عن دور الولاياتالمتحدة "كمنارة لكل من يبحثون عن الحرية". رغم ذلك، وقف مكتوف اليدين بينما نزل المتظاهرون إلى الشارع في إيران وسورية وغيرهما من الدول، مطالبين بالدعم الأميركي لينالوا في المقابل الصد والرفض. يسعى أوباما وراء عالم خالٍ من الأسلحة النووية، في حين أن أنظمة مارقة، مثل كوريا الشماليةوإيران، تمكنت من تحقيق تقدم كبير في برامجها النووية خلال عهده. يتحدث الرئيس عن "توجهٍ" نحو آسيا، مع أنه يشرف على اقتطاعات هائلة في ميزانية الدفاع ستسلبنا أصولنا البحرية التي تتيح لنا إنجاز هذه الخطوة. زوّدنا نظامُ الاقتصاد الحر الأميركي بالوسائل لنحمي شعبنا ونروج لأهداف الحرية العالمية، والازدهار، وصون حقوق الإنسان، ولكن من المؤسف أن اقتصادنا الضعيف لم يصعب على الناس العثور على وظائف جيدة فحسب، بل سهل علينا أيضا الاستسلام لإغراء الانعزال عن العالم. لا تكمن المشكلة الرئيسة، التي تعانيها الولاياتالمتحدة اليوم في مجال السياسة الخارجية، في كثرة التزاماتها، بل في مواجهة خطر عالم نصر فيه على رفضنا تولي القيادة. فلا يمكننا حل الكثير من التحديات العالمية من دون القيادة الأميركية الحاسمة. لا شك أن ما يحدث في سورية، حيث لقي أكثر من 70 ألف شخص حتفهم طوال سنتين تقريبا من القتال، يُعتبر مسألة أساسية بالنسبة إلى مصالحنا، فمن الضروري أن يدفعنا احتمال سقوط الأسلحة الكيماوية في أيدي الإرهابيين واستعمالها ضد الموظفين والجنود الأميركيين في المنطقة أو ضد حلفاء الولاياتالمتحدة إلى التحرك واتخاذ الخطوات اللازمة، حتى لو لم تؤثر فينا حصيلة القتلى والمأساة الإنسانية. تحدث الرئيس يوم الثلاثاء عن إنهاء الحرب في أفغانستان، لكنه أخفق في مناقشة الأسباب التي تجعل استقرار أفغانستان مهماً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، والدوافع التي تجعلنا نضمن عدم تحول هذا البلد (الذي استثمرنا فيه الكثير من الأرواح الأميركية والدعم) مرة أخرى إلى معقل لإرهابيين يسعون إلى مهاجمتنا. على نحو مماثل، سيكون للاضطرابات المحتملة في شرق آسيا بسبب بروز الصين واستفزازات كوريا الشمالية المتواصلة تأثير مباشر في أمننا الاقتصادي ونظام التحالفات التي بنيناه في تلك المنطقة. نتيجة لذلك، حضضتُ لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ أخيرا على عقد سلسلة من الجلسات لدرس هذه التحديات، وشاركت في رعاية تشريعات تدعو إلى فرض عقوبات جديدة وتحسّن الوضع العسكري الأميركي في المنطقة، ردّا على الاختبار النووي الكوري الشمالي. لا شك أن أزمة في شرق آسيا أو الشرق الأوسط ستؤثر في الحد الأدنى لهامش الربح بالنسبة إلى أسر أميركية كثيرة، ولا أبالغ إذا قلت إن ما يحدث في أماكن بعيدة، مثل اليمن ومالي، قد ينعكس على مَن يعيشون في قلب الولاياتالمتحدة. وإن لم يتأثروا به اليوم، فسيتأثرون به غدا لا محالة. نتيجة لذلك، يجب أن نحرص على أن تكون برامج المساعدة الخارجية، التي ننظمها، فاعلة وشفافة، ويجب أن تمتاز بمراقبة وتقييم حقيقيين لنضمن أن أموال دافعي الضرائب لا تذهب هباء، وأن الفقر وغياب الفرص لا يؤديان إلى أرضٍ جديدة خصبة للإرهاب والكره. قامت سياسات الرئيس أوباما غالبا على تجاهل الكثير من هذه المشاكل. يعتقد أوباما، على ما يبدو، أن هذه المشاكل، إن لم نعالجها، ستختفي أو يحلها آخرون من دون أن يكون لذلك أي عواقب على الشعب الأميركي، والمؤسف أن عدداً من أعضاء حزبي يشاطرونه هذه النظرة الخاطئة. يعتمد ازدهارنا على النظام الدولي الليبرالي الذي دعمته الولاياتالمتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ففضلاً عن التداعيات الاقتصادية والأمنية، يقوّض الجمود واللامبالاة موقف الولاياتالمتحدة في العالم، ويضعفان القيم التي تشكل أسس جمهوريتنا. شكلت هذه الأمة وأفكارها السامية طوال عقود منارة الأمل لمَن يسعون إلى تحويل مجتمعاتهم الخاصة أو لمن يهربون إلى شواطئنا، رغبة منهم في حياة أفضل وفرص أكبر لأولادهم. بينما يناضل الناشطون اليوم للفوز بحقوق الإنسان الأساسية، فمن واجبنا التحدث باسمهم وتقديم المساعدة لهم، إن سنحت لنا الفرصة. لذلك عندما نخفق في تقديم المساعدة المناسبة للحكومة الليبية الحديثة الولادة، التي تواجه الاضطرابات في ذلك البلد، نتجاهل آلام الأقليات المضطهدة في مصر وغيرها من الدول، أو نرفض التصدي لطغاة أمثال فلاديمير بوتين في روسيا، نخاطر بخسارة جزء من أنفسنا. طبعا، لا تستطيع الولاياتالمتحدة التدخل في كل صراع أو حل كل المشاكل، لكن المؤسف أن فشلنا في معالجة مشاكلنا المالية الخاصة منح حلفاءنا (سواء كانوا حلفاء قدماء، مثل إسرائيل، أو شركاء محتملين في المستقبل في الشرق الأوسط أو آسيا) سببا للتشكيك في قدراتنا على الاستمرار والتزامنا بأمنهم ومثلنا المشتركة. لا شك أننا نحتاج إلى معالجة أزمتنا المالية، لكننا لا نستطيع ذلك بالتضحية بأمننا القومي وبإرغام جنودنا الرجال والنساء على تحمّل ثمن إصلاح معضلة مالية لا دخل لهم فيه. اقترح الجمهوريون في الكونغرس طرقاً لموازنة هذه الاقتطاعات الآلية في الموازنة التي يُفترض أن تصبح سارية المفعول في الشهر المقبل، وآن الأوان ليقترح الرئيس سبيلاً إلى المضي قدماً، غير رفع الضرائب. لن نتمكن من الوفاء بالوعد الأميركي إلا إن اضطلعنا بالدور الرئيس الذي لعبته دولتنا في المساهمة بالاستقرار العالمي ولم نواصل الهروب منه، فقد ساهم هذا الدور في ازدهارنا وأدى دوراً مهماً في ما يجعل بلدنا مميزاً، ولا شك أن هذا سيتطلب قيادة حازمة في الدخل والخارج، وقد حان الوقت لمواجهة هذا التحدي.