أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، شعار نجح مركز رعاية أحداث المفرق بشرطة أبوظبي في تطبيقه على أرض الواقع، من خلال الملتقى الأسري، الذي يقام على مدار العام تحت شعار (أبناؤنا .. أمانتنا)، والذي يجمع بين الأحداث وذويهم تحت سقف واحد، بهدف رفع الحواجز بينهم، ودفعهم إلى مزيد من التواصل ما يحميهم من تكرار الوقوع في الأخطاء، ويعمق ارتباطهم بأسرهم ومجتمعهم. هناء الحمادي (أبوظبي) - حين تعانقت الأرواح، ودمعت العيون في لقاء عاطفي، نجح مركز رعاية أحداث المفرق بشرطة أبوظبي في تنظيمه ملتقيات أسرية بهدف لمّ شمل الأحداث مع ذويهم في حوار مباشر، مُركزاً على إعادة النظر في مفهوم العلاقات العائلية، وتعزيز دور الأهل في مد جسور التواصل بينهم وأبنائهم، حتى لا يكونوا ضحايا لأصدقاء السوء، وشلل المفسدين. أولوية العمل حول الملتقى الأسري ودوره في تعزيز العلاقة بين الأسرة والأبناء، أكد رئيس اللجنة الخاصة لتسيير عمل مركز رعاية الأحداث في شرطة أبوظبي العميد أحمد المحرمي أن المركز يعطي أولوية للاهتمام بالرعاية اللاحقة للأحداث، بعد مغادرتهم المركز بالتنسيق والتعاون مع إدارة مراكز الدعم الاجتماعي، وإدارة الشرطة المجتمعية والجهات الرسمية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني، لمساعدة الأبناء الأحداث على التكيّف والاندماج في المجتمع، وعدم العودة لارتكاب السلوكات المخالفة، لافتاً إلى أن الملتقى الأسري هو الركيزة الأساسية للرعاية اللاحقة، حيث يقوم المركز بتهيئة الأسرة لاستقبال الحدث وإعداده وتهيئته للعودة إلى حياته الطبيعية في جو أسري يسوده التفاهم والمحبة. وأوضح أن نتائج الملتقيات الأسرية كانت متميزة بشهادة أهالي الأحداث، خصوصاً أنها نجحت في سبر أغوار غياب اللغة المشتركة بين الحدث وأهله، كما ألقت الضوء على الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى جنوح الأحداث، والتغيرات الجذرية التي طرأت على المجتمع. من جانبها، أوضحت الاختصاصية الاجتماعية، والمسؤولة عن وحدة التنسيق الأسري بمركز أحداث المفرق نجلاء علي أن «الهدف من إقامة الملتقى الأسري المستمر، هو التأكيد على أن الأسرة عنصر مهم وأساسي في صياغة المشهد التربوي، وإذا نجحنا في تأهيل الأسرة، وتوجيهها بطريقة سليمة، وتعريفها بكيفية التعامل مع الأبناء، ومعالجة المشاكل التي تواجههم نكون قد بدأنا أولى خطواتنا نحو أسرة مستقرة، وأبناء ينعمون بالدفء العائلي». وأشارت إلى أن المركز يسعى من خلال الملتقى الأسري إلى تصحيح الكثير من المفاهيم التربوية الخاطئة لدى الأهل، وتعزيز دورهم في الوقاية والحماية حتى لا يحدث تضارب بين ما يتلقاه الحدث داخل المركز من عناية ورعاية، وتصحيح للمفاهيم، وبين ما يراه على أرض الواقع في البيت من مشاكل، وخلافات أسرية تترك أثراً كبيراً على سلوكه، وطريقة تفكيره. ... المزيد