قال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي يوم الثلاثاء إنه استقال من منصبه بعد إعلانه الفشل في تكوين حكومة غير سياسية معمقا بذلك الأزمة السياسية التي هزت البلاد بعد مقتل زعيم معارض في وقت سابق هذا الشهر. وقال الجبالي في مؤتمر صحافي بعد لقائه مع رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي "لقد قدمت لرئيس الجمهورية استقالتي." وكان الجبالي قال يوم الاثنين إن الأحزاب الرئيسية فشلت في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة كفاءات. ولم تأت استقالة الجبالي بشكل مفاجئ إذ كان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام قد توقع في مقابلة مع "راديو سوا" في وقت سابق الثلاثاء أن يقدم رئيس الحكومة استقالته في لقائه بالمرزوقي. وقال عبد السلام إنه يتوقع أن يلتقي رئيس الحكومة والأمين العام لحركة النهضة الجبالي الرئيس التونسي ويقدم استقالته له بحكم فشل المبادرة الأصلية التي كان قد تقدم بها ولم تلق حظوظ النجاح، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن يعاد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة. وأضاف عبد السلام "الأرجح أن تتجه الأمور باتجاه حكومة كفاءات سياسية مطعمة بكفاءات فنية بمعنى أن يتم الدمج بين المقترح الأصلي لرئيس الحكومة بوجود كفاءات وطنية وتكنوقراط إلى جانب وجود وزراء منتمين إلى أحزاب سياسية". حكومة تسيير أعمال وأكد وزير الخارجية التونسي أن حكومة تسيير أعمال هي التي ستتولى مهام البلاد خلال الفترة المقبلة في حال استقالة الجبالي، مشيرا إلى أن حكومة تصريف الأعمال ستستمر في أداء عملها وستواصل القيام بوظائفها إلى غاية أن تتشكل حكومة جديدة، وفق مواصفات وشروط جديدة. كما توقع رفيق عبد السلام، وزير الخارجية المنتمي لحزب حركة النهضة، أن يجدد حزبه ثقته في الجبالي الذي واجه اقتراحه بتشكيل حكومة كفاءات فنية معارضة من قبل حزبه. وكان الجبالي قد أعلن الاثنين فشل المفاوضات بهدف تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية بعد أن تمسكت حركة النهضة بالاحتفاظ بوزارات السيادة. ويلزم القانون التونسي رئيس الجمهورية، في حال استقالة رئيس الحكومة، بتكليف شخصية أخرى من الحزب الأكثر تمثيلا في المجلس التأسيسي بتشكيل حكومة جديدة.