2013-02-20T11:08:47.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في بقلم/ راسل عمر القرشي مطالبة الشيخ صادق الأحمر بنصيبه من مقاعد المؤتمر الوطني للحوار التي أعلنها عبر صحيفة عكاظ السعودية هدفها على ما يبدو خلط الأوراق من جديد، وإعلان صريح لعرقلة الحوار، وعدم استكمال الإجراءات النهائية للجنة الفنية للإعداد والتحضير للمؤتمر الوطني.. لماذا لم يطالب الشيخ صادق الأحمر بنصيبه أو حصته من المقاعد قبل أن يتم توزيع نسب التمثيل بين الأحزاب والتنظيمات السياسية وبقية المكونات الشعبية؟ وما السر وراء اختيار هذا التوقيت بعد أن تم الإعلان عن موعد الحوار وتسلم فنية الحوار لأسماء المشاركين من كل التيارات في الوطن؟!.. يبدو أن الشيخ صادق الأحمر لديه حساباته الخاصة، وهي التي دفعته للمطالبة بمقاعد «حاشد» ولكن أياً كانت تلك الحسابات فإن هدفها الواضح عرقلة الحوار الوطني أو أن لدى حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه الشيخ صادق الأحمر مطالب واشتراطات جديدة ويحاول إيصالها هذه المرة عن طريق القبيلة ممثلة بالشيخ صادق!.. كما أن الشيخ صادق وضع العربة قبل الحصان بالإعلان عن رفضه أخذ مقاعد من الحصة المخصصة لرئيس الجمهورية، وهو بذلك يقطع الطريق أمام أي عرض قد يقدمه رئيس الجمهورية، والتي منها إعطاؤه من المقاعد المخصصة له!.. تصريحات الشيخ صادق الأحمر الأخيرة تتعارض مع ما كان يقوله سابقاً من أن اليمنيين جميعاً قبيلة واحدة، ولا يجب التمييز بينهم، فهل أراد بما قاله مؤخراً أن يميز «حاشد» وأبناءها عن اليمنيين من مختلف القبائل؟!.. الشيخ صادق الأحمر أراد أن يوجه في مقابلته مع عكاظ السعودية عدة رسائل أولها أن القبيلة ستظل المكون الرئيس لأية تسوية سياسية، ولن يسمح بتجاوزها وإغفالها.. وثانيها العلاقة التاريخية والأزلية مع المملكة العربية السعودية المبنية على أساس أن القبيلة هي من تحدد العلاقة بدول الجوار.. وثالث تلك الرسائل أن الحوار لن ينعقد أو يتم إلا بتمثيل قبيلة حاشد التي تعتبر كما قال «أكبر القبائل ولها تأثيراتها على الساحة اليمنية». ورابع تلك الرسائل تهديده المبطن بأن المواجهات محتملة إذا لم يتم الحوار بالطريقة التي ترضي الجميع.. ولكن لا ندري من هم هؤلاء «الجميع» الذي قصدهم الشيخ صادق الأحمر.. إن ما قاله الشيخ صادق الأحمر يصب في نفس الاتجاه الذي قاله الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وكلاهما تحدثا بعبارات تهديد واضحة موجهة للجنة الفنية للحوار لقبول مطالبهم.. وهذا التشابه في الموقفين يؤكد أن هناك توجهاً في قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح بشقيه القبلي والعقائدي اللذين يمثلهما الشيخ صادق الأحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني بهدف إن لم يكن إفشال الحوار الحصول على مزيد من المقاعد ومن ثم توجيه دفة مؤتمر الحوار بحسب ما تقتضيه توجهات الإصلاح بمكوناته كافة.. ولا نستبعد أن تشمل كلمة «الجميع» التي أشار إليها الشيخ صادق الأحمر تنظيم القاعدة والذي كان قد دعا إلى إشراكهم في الحوار في وقت سابق.. وفي الأخير نتساءل: كيف سيتم التعاطي مع هذه المطالب التي كشف عنها الشيخ صادق الأحمر وغيره خصوصاً ونحن على عتبات انعقاد المؤتمر الوطني للحوار، ولم يعد هناك متسع من الوقت لإعادة غربلة المقاعد المحددة إلا إذا كان ذلك سيؤدي إلى توسيع قوام المشاركين في المؤتمر عما تم الاتفاق عليه؟!.وخطوة كهذه قد تسبب إرباكات وإشكالات جديدة تدفع إلى تأجيل المؤتمر الوطني للحوار!.. [email protected]