بقلم: مصبح الغرابي هذا المقال عبارة عن نقل لمعاناة طفل يبلغ من العمر 12 عاماً يرقد حاليا بقسم جراحي النساء بهيئة مستشفى ابن سيناء م/حضرموت, هذا الطفل كان يلعب و يلهو بدارجته الهوائية مثل اقرانه الصغار, شاء الله له السقوط فانكسرت احدى رجليه, فذهب به والده مسرعاً الى أحد هؤلاء المتطببين في ضواحي مدينة المكلا, من الذين يمتهنون الطب دون علم و لا دراية, وإنما جرهدة وغواية, فكان من هذا المتطبب أن قام بربط رجل هذا الصغير ربطاً و كأنه يقوم بحزم حزمة من حطب وليست عضوا انسانيا, فمنع التروية وتدفق الدم لهذا العضو المصاب جهلاً منه و تطبباً مقيتاً, وما أن مرت نصف المدة الموصى بها لفك الرباط, حتى تعرضت رجل هذا الطفل الصغير – نور عين أبويه وفلذة فؤادهما – للغرغرينا المهلكة, فكان لابد من التدخل الجراحي العاجل لبتر هذا العضو للتخلص من الغرغرينا حماية للنفس من الهلاك وتضحية بالجزء حماية للكل وهذا معروف طبيا و جراحيا , فتحول هذا الطفل البريء بين عشية وضحاها الى طفل معاق حركيا أعاقة دائمة ما بقي من عمره في هذه الدنيا, بعبث عابث وجهل جاهل متطبب, أمِنَ الجزاء و العقاب وضعف الرقابة و الحساب من الجهات المعنية بوزارة الصحة العامة و السكان, ومستغلا ايماننا بربنا كمسلمين و تفويضنا له بقولنا ( حسبنا الله ونعم الوكيل), فضاف معاقا لجملة المعاقين , وها نحن نطرح هذه المعاناة للقراء الكرام ليس من قبيل الكتابة و المقال, وإنما لتكون قضية رأى عام في اطار المحافظة و لتتداعى له كل الاطراف المعنية القانونية و الادارية و المنظمات الحقوقية و المجتمعية, لتتبنى هذا القضية الانسانية, فإن وراءها ما وراءها من القضايا الجسام وما خفي كان أعظم, فحسبي في الختام أني أثرت هذه القضية في وسائل الاعلام تبصرة للغافلين و اعلاما للجاهلين و أيقاظا للنيام , فهل يوقف هذا العبث و يحاسب هذا المتطبب على ما اقترفت يداه هذا ما آمله و أرجوه.