اوسان بن سده جمعني لقاء في القاهرة في النصف الثاني من عام 2010 بالسيد باسندوه رئيس حكومة الوفاق الحالية كان الحديث يتركز حول توقيع المشترك في ذلك الوقت اتفاقيه مع علي عبدالله صالح ونكوث المشترك عن تعهداته للمعارضة الجنوبية بتشكيل جبهه واسعه لإسقاط حكم صالح , تمحور جل حديثنا عن الالتزام او الاتفاق المبرم بين المشترك او بالأصح الاصلاح للقوى الدولية والاقليمه في سبتمبر 2008 بأنه بمقدرته احتواء الجنوب واخماد الاحتجاجات المتصاعدة والحفاظ على المصالح الدولية والاقليمه في اليمن وتقديم انفسهم على انهم القوه الاكثر تنظيما وفعالية وقبولا على مستوى اليمن وهي القوه القادرة على اداره البلاد في حال حصولهم على مسانده دوليه واقليمه للإطاحة بحكم صالح. ما استنجته من حديث السيد باسندوه و د. سعد الدين بن طالب حينها بأن الجنوب قادم على سنوات عجاف بعد تمكن المشترك توظيف الاشتراكي لتفكيك الحراك من الداخل والزج بعناصره في شرايين الحركة الوطنية الجنوبية لتعطيل اي تقدم مستقبلي في مسار الثورة الجنوبية لا ايصال الحال الى التذمر والقبول بما يطرح من حلول . كان الكثير من المراقبين بانتظار تغيير مرتقب في صيغه الحكم بصنعاء من خلال صفقه سياسيه او انقلاب عسكري او حتى تغير التحالفات القبلية لصالح طرف ضد اخر, ولم يتأخر ذلك كثيرا رغم حذر الاصلاح من تحرك الشباب المستقل في كلا من صنعا ء وتعز بعد سقوط نظام مبارك دفع الاصلاح بقواعده الشابة لساحات التظاهر وساعده في ذلك السخط الشعبي السايد ضد صالح ولا نتناسى حمى الثورات التي اسقطت حكام تونس ومصر وتتهيأ للانقضاض على قذافي ليبيا. ما يهمنا هو جزئيه كيف يكون بإمكان الاصلاح احتواء النزعة المتعاظمة لدى الجنوبيين بالانفكاك من حكم صنعاء واعاده وضع دولتي ما قبل 90. إذا استبعدنا باقي احزاب المشترك من التأثير على الساحة الجنوبية لضعف قواعدها الشعبية فقد اوكلت للإصلاح تلك المهمة بداية بتشييد الساحات والبذل عليها بسخاء وجلب مناصريه والبقيه سيأتون لا محاله، حتى نشطاء الحراك فقد الكثير منهم توازنه وعانت الحركة الوطنية الجنوبية اسوء الاوقات التي مرت به منذ قيامها في 2007 الكثير من القيادات المنتمية للا اشتراكي عادت بعد ان انهت مهمتها السيئة في جسد الحراك. لازلت اتذكر ذلك المساء اللندني في مثل هذا التوقيت من عام 2011 الذي لم يكن اسوء من برودته الا حديث المهندس العطاس حين استدعانا للنزل الي يقيم فيه ليقنعنا بالانضمام لنشطاء المشترك معلل ذلك بالشعار الذي روٍج له كثير بأن القضية الجنوبية هي جزء من ثورة صنعاء ولا بد لنا ان نذوب فيها فبعد طوي حقبة صالح سيتم طي الجنوب في حقائب الشركاء وسيتم توريثنا لا اوصيا جدد . خلال 22 عام استطاع تجمع الاصلاح ان يؤسس له قاعده شعبيه لا يستهان بها بالجنوب من خلال الاعضاء المنطوين فيه وطلاب المعاهد التابعة له وحتى الفقراء والمحتاجين والايتام الذين تربط اعانتهم على مدى التزامهم بنشاطاته الحزبية . برغم خسارته لجزء كبير من قاعدته الشعبية وذلك بعد ان استوعب الحراك صدمة عام 2011 وانضمام الكثير من المشايخ والدعاة والوجاهات الاجتماعية والأكاديمية وتجديد خطابه توسيعا لمناصريه واتساع رقعته. لم تنفض أشهر التسوية وتشكيل حكومة الوفاق حتى انفضت الجماهير عن ساحات الاصلاح وقل مرتادوها واقتصرت على اعضاء التنظيم، كان يوم انتخاب الرئيس التوافقي منصور هو يوم موجع للا اصلاح في الجنوب ذهب ما بناءه في خلال العقدين الماضين ادراج الرياح وبدأت مرحلة كسر العظم بين الاصلاح والحراك طيلة العام المنصرم 2012. امتلاك الاصلاح المال والقوه العسكرية واله الاعلام إضافة للمساندة الدولية والاقليمه وبرغم ذلك لم يستطع الوفاء بوعده باحتواء الجنوب حتى حين اراد ان يقيم عشرات المكونات التابعة له في الجنوب ليكتسب حصة الجنوب في الحوار الوطني وعمد الى احياء الجهوية للجنوبيين من اصول شماليه ليكسبهم الى صفه ونفخ الارواح للأجداث الجنوبية المحنطة ليكسب تمثيل الجنوب لم تكن كافيه لزحزحة الموقف الشعبي في الجنوب . اتى التحشيد المليونية في الاشهر الاخير الذي اقامه الحراك في كلا من عدن والمكلا والساحات الرئاسية في الجنوب عقدت المهمة على الاصلاح فقد وضع امام خياريين كلاهما مر اما ان يٍسلم بسيطرة الحراك مما يعني مبدئيا الفشل لمؤتمر الحوار قبل انعقاده لغياب ممثل فعلي عن الجنوب والخيار الثاني هو ما راءيتموه في 21 فبراير مما يعطي للإصلاح فرصه ان يثبت لرعاة المبادرة الخليجية با ان الحوار الوطني ماضي بالحراك او بدونه وان قاعدتنا الشعبية بالجنوب تعادل او تزيد عن مناصرين الحراك . خساره الجنوب ارضا تمثل لحزب الاصلاح ولمنظومة القوى في صنعاء خيار غير مقبول لا يمكن ان يتم التسليم به ولو في الامد البعيد , سيلجئ الاصلاح لصياغه تحالفات جديده واعداد استراتيجيات اخرى للأشهر القادمة التي حقا ستكون صعبه في ظل الخسارة الكبيرة التي مني بها بعد غزوة عدن , وسننتظر فالأيام حبلى بمفاجآت كبيره ...يمكننا ان نقول بأن الاصلاح وقع في الشراك الذي طالما تعود على نصبه لخصومه كثيرا. *ناشط سياسي واعلامي جنوبي