GMT 0:00 2013 السبت 9 مارس GMT 2:37 2013 السبت 9 مارس :آخر تحديث مواضيع ذات صلة بيروت بقيت تداعيات كلام وزير الخارجية عدنان منصور المدافع عن النظام السوري تتصدر الواجهة السياسية الداخلية في لبنان, خاصة بعد دفاع "حزب الله" عنه واعتبار ما قاله بأنه يعبر عن موقف الحكومة الرسمية خلافاً لمواقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي تبرأ (إعلامياً) من كلام وزير خارجيته, ما يعكس بوضوح مدى الانقسام والتخبط اللذين تتسم بهما تصرفات الحكومة. وأكدت مصادر قيادية بارزة في قوى "14 آذار" ل "السياسة" أن موقف رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية النائب محمد رعد الذي دافع عن منصور, يعكس تماماً ما كانت المعارضة تؤكده منذ بداية تشكيل الحكومة بأن "حزب الله" هو الناطق باسمها وهو من يسيرها وليس الرئيس ميقاتي, وبالتالي فإن ما قاله رعد جاء ليؤكد المؤكد, من دون الأخذ بعين الاعتبار لانعكاسات مواقف وزير الخارجية ومن خلفه "حزب الله" وقوى "8 آذار" على مصالح عشرات الآلاف من اللبنانيين العاملين في الدول الخليجية التي حذرت لبنان من مخالفة الإجماع العربي في ما يتصل بالملف السوري. وتعليقاً على موقف منصور, قال عضو كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب "إننا لا نعول على كلام "السفير" عدنان منصور لأنه ثبت بالملموس أن وزير الخارجية هو (السفير السوري) علي عبد الكريم علي", لافتاً إلى أن "مطالبة البعض بإقالة الوزير منصور, موضوع حساس نتيجة تركيبة الحكومة والحاجة إليها في الوضع الراهن, لكن رئيس الحكومة عبر بشكل واضح عن رفضه للمنطق الذي تحدث به "السفير" الوزير". وقال شهيب إن "دول الخليج أرادت أن تلفت نظر القيادة الحكيمة في لبنان والمتمثلة برئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى نتيجة مخاطر مثل هذه التعابير التي يتفوه بها بعض الوزراء أو ما يصدر من مواقف عن أحد ممن يدعي الزعامة في لبنان ويسيء إليه شخصياً وليس إلى دول قدمت وما تزال الكثير إلى لبنان وتحتضن أبناءه من دون تفرقة", في اشارة إلى النائب ميشال عون. من جهته, طالب منسق الأمانة العامة في "14 آذار" فارس سعيد رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وضع حد للتجاوز الذي يمارسه عدنان منصور وضرورة إقالته واستبداله بوزير خارجية آخر, لأنه منذ أن تولى وزارة الخارجية وبدأ يمثل لبنان في اجتماعات الجامعة العربية لم يفوت فرصة إلا وأكد دعمه للنظام السوري. وقال سعيد ل "السياسة" إن "منصور يقحم لبنان بمواجهة مع الشرعية العربية والدولية", معرباً عن اعتقاده أن مطالبته بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية كانت بطلب من "حزب الله" وكأن الأخير يحتكر عزل لبنان عن محيطه العربي وعن الشرعية العربية والدولية, "لذلك نطالب بإقالته وتعيين وزير خارجية جديد, لأنه لم يعد يمثل لبنان ولا سياسة الحكومة اللبنانية بقدر ما يمثل النظام السوري". بدوره, استغرب رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة موقف منصور في اجتماعات الجامعة العربية في القاهرة عبر المطالبة بإعادة مقعد سورية في الجامعة الى النظام الحالي, وذلك من دون الوقوف على رأي كل من رئيسي الجمهورية والحكومة وبطريقة مخالفة للدستور في شكل كلي, خصوصا في ما يتعلق بالتعبير عن السياسة الخارجية للدولة اللبنانية, مؤكداً ان "هذا الموقف يشكل مخالفة صارخة للسياسة المعلنة للحكومة اللبنانية, وخصوصا ما يتعلق بسياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها واعلنت عنها الحكومة في اكثر من مناسبة في ما يتعلق بموضوع الوضع السوري الحالي". ورداً على السنيورة, تساءل منصور "بماذا خالفت الدستور"?, كما نفى أن يكون قد تسلم رسالة من ميقاتي, على خلفية كلمته في إجتماع وزراء الخارجية العرب, بعدما ذكرت تقارير صحافية مفادها أن ميقاتي أرسل لمنصور رسالة لم يعرف مضمونها. في المقابل, أكدت أوساط ميقاتي أن الرسالة وصلت منصور "بالطرق الدبلوماسية", مشددة على أن "أيُ نفي ٍلا ينفع", وأعلنت عن استعدادها لنشر نص الرسالة "إذا أرادوا".