بعد أن تغلق ملاعب "دورينا" أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح "ستاد الاتحاد" أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. دبي (الاتحاد) - رفض فريقا الوصل والجزيرة مبدأ المخاطرة أو المجازفة الهجومية، ولعبا بطريقة "مغلقة جداً" من خلال التحفظ في الأداء الهجومي، والحذر الشديد من كل فريق في الاندفاع، باتجاه مرمى الفريق الآخر، وتسبب ذلك في انتهاء "مباراة الأسبوع" بالتعادل، بعد أن اكتفى "الامبراطور" و"الفورمولا" بالتسديد من مسافات بعيدة فقط، من أجل هز الشباك، وهو ما تكفل حارسا المرمى بالتعامل معه بالشكل الأمثل. انعدمت "التكتيكات" الهجومية للاختراق من العمق، والوصول إلى منطقة الجزاء، سواء عن طريق التمرير، أو استخدام المهارة الفردية في المرور من المنافس، وبقي الجهازان الفنيان، سواء الفرنسي موريسو ومعه المدرب الجديد لاكومب في الوصل، والبرازيلي بوناميجو في الجزيرة في موقف المتفرج في أوقات كثيرة من اللقاء، دون إحداث التعديل أو التغيير المطلوب، لإحداث الانقلاب في الأداء والنتيجة، لأن كل مدرب كان يخشى الهزيمة بدرجة أكبر من البحث عن الفوز، خاصة أن الوصل كان قد خسر بالخمسة من العين في الجولة السابقة، كما أن ظروف الجزيرة ومدربه كانت لا تحتمل خسارة أخرى في هذا التوقيت. لعب الوصل بطريقة 4-3-2-1، التي تتحول إلى 4-3-3 في ظل غياب دوندا العقل المفكر للفريق، وكان الاعتماد في المقام الأول على مهارة شيكابالا، وقدراته الفردية في المرور أو التسديد، أو عمل الكرات العرضية إلى ألفارو، لكن الفريق افتقد المساندة المؤثرة من ثلاثي الارتكاز في الوسط علي عباس وعيسى علي ومحمد جمال، ومع وجود بعض الفرص القليلة كانت اللمسة الأخيرة تفتقد للدقة والتركيز على مرمى علي خصيف، الذي تميز في المحاولات التي وصلت إليه. وتميز دفاع الوصل، وظهر أنه تعافى من الحالة التي كان عليها في مباراة العين، التي تسببت في الخسارة بخماسية، فظهر التماسك الجيد، خاصة مع اهتمام لاعبي الارتكاز بالدور الدفاعي على حساب الواجب الهجومي، وهو ما تسبب في قلة المحاولات الهجومية على مرمى راشد علي حارس المرمى، ولكن ظهر تأثير غياب دوندا على عملية قيادة الفريق فنياً ومعنوياً أيضاً، وظهر ذلك في غياب "الجماعية" لتبقى المحاولات متوقفة على ما يقوم به شيكابالا وراشد عيسى وألفارو. ... المزيد