بمناسبة انتهاء المعرض الدولي للكتاب بالرياض هذا العام وفعالياته بتحقيق رقم غير مسبوق للمبيعات بلغ واحداً وسبعين مليون ريال! وهو رقم يدعو للتفاؤل،وأرجو أن يكون مؤشراً جيداً لازدهار القراءة، وزيادة عدد القراء بيننا.فأتذكر من أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ كتاب "حكايات حارتنا" الذي يتكون من 86 قصة قصيرة (حكاية). ونظراً لترابط الحكايات بعضها ببعض في المكان والزمان، فهناك من يصنف الكتاب على أنه رواية. أختار الحكاية رقم (20) التي تقول: "يحيى مدكور أمهر لاعب كرة في مدرستنا، وصديقي المفضل في المدرسة الابتدائية. أجده يوماً يقرأ كتاباً في الفسحة فأسأله: ما هذا؟ بن جونسون.. الحلقة الأولى من سلسلة بوليسية جديدة. ويعيرني الكتاب بعد فراغه فأقرأه بسعادة لم أجد مثلها من قبل. وأواظب على قراءة السلسلة، ثم أنتقل من سلسلة إلى أخرى، ومن كتاب إلى آخر، ثم أدمن القراءة. وأصير مع الزمن بطلاً من أبطال القراءة، أما صديقي فيهجرها سريعاً، ثم يتربع على عرش الكلام". انتهت هذه الحكاية القصيرة. ماذا يقصد نجيب محفوظ بجملة "يتربع على عرش الكلام"؟ أعتقد أن القارئ الكريم يعرف المعنى أو سيتوصل إليه، لذا أترك التفسير الطويل له. ولكني أضيف إلى الحكاية بأن الذي أصبح "بطلاً من أبطال القراءة" تربع هو أيضاً على عرش آخر، هو عرش الكتابة. فأصبح أول أديب وروائي عربي يحصل على جائزة نوبل للأدب في عام 1988م، وكُتب لآثاره الخلود، لتقرأها الأجيال من بعده. أما الذي كان يتربع على عرش الكلام، فقد تطاير كلامه في الهواء فلن يسمعه من بعدُ أحد، أو يعرفه أحد. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain