قال المهندس صالح حمد المري رئيس قسم الطاقات المتجددة في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»: إن الشركة جاءت بفكرة مبتكرة تتمثل في إنتاج نحو 200 ميجاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية باستغلال أسطح خزانات المياه ومحطات الكهرباء، وذلك بهدف التقليص من تكاليف الإنتاج للشركة. وأضاف المري، في تصريحات صحافية على هامش قمة المستثمرين في مجال الطاقة البديلة: «تقوم فكرة المشروع على بناء محطات للطاقة النظيفة على أسطح خزانات المياه غير الفاعلة، حيث تمتلك المؤسسة بنية تحتية واسعة تتضمن خزانات مياه ذات أسطح مستطيلة أو دائرية, وكذلك محطات الكهرباء سواء رئيسية أو فرعية, والتي يمكن استخدام أسطح الأسقف الخاصة بها والتي تصل مساحاتها إلى 4 آلاف متر مربع, ويقدر حجم المساحة الإجمالية المتاحة بنحو مليون متر مربع قادرة على توفير نحو 170 ميجاواط». وأشار المري إلى أن مؤسسة كهرماء ستنطلق في هذه التجربة عبر مراحل, تتمثل الأولى في تهيئة محطة مياه وخزانات الدحيل, وقال: «من المنتظر أن يوفر هذا المشروع ما بين 5 و10 ميجاواط من الطاقة الكهربائية, ونحن حاليا في طور طرح المناقصة، وستحدد الطاقة الاستيعابية والطاقة المنتجة بعد الانتهاء من الدراسات والتصاميم التفصيلية للمشروع». وأكد أن المشروع هو عبارة عن مصدر للطاقات المتجددة عن طريق الألواح الشمسية، وتكمن أهميته في أنه يمكن من توفير المساحات وتفادي الاستثمار في شراء أرض خاصة بهذا المشروع على المستوى الاقتصادي، وزاد بالقول: «كما أن قطر دولة ذات مساحة محدودة جدا ولا يمكننا توفير مساحة خاصة بمشاريع من هذا النوع، كما أن مصادرة الطاقة ستكون في مراكز الأحمال, وبالتالي لن يكلفنا ذلك مد شبكة خاصة بإيصال الكهرباء أو معدات كهربائية مثل المحولات». وأشار إلى أن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع تقدر بما بين 20 و40 مليون دولار، لافتا إلى أنها قيمة تقريبية, وسيتم تحديد الكلفة النهائية بحسب المناقصات التي ستصل إلى المؤسسة. وأوضح المهندس صالح حمد المري أن هذا المشروع يخدم استراتيجية الأمن المائي للبلاد, حيث في حال انقطاع إمدادات النفط أو الغاز عن محطات التوليد سوف يتم الاعتماد على هذه المصادر للطاقة الشمسية, لتشغيل محطات توزيع المياه، وقال: «في حال الأزمات أو الكوارث لا يمكن توزيع 60 مليون جالون لمخازن الماء, وبالتالي نضطر إلى توزيعها مباشرة بالشبكة, وبالتالي يكون لدينا مصدر مستقل لتشغيل مضخات توزيع المياه». وزاد بالقول: «فكرة المشروع هي فكرة اقتصادية وبيئية وتخدم مصلحة الأمن المائي حتى نتمكن من دعم توزيع المياه في أوقات الذروة، بالإضافة إلى أن هذه الطاقة الكهربائية سيتم استخدامها في حالات ذروة استهلاك الكهرباء, والتي تأتي في فصل الصيف». وحول المؤتمر قال المهندس صالح حمد المري إن هذه التظاهرة تعطي دفعا للمستثمرين والجهات الحكومية التي لها رغبة في دعم الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الطاقة المتجددة تعتبر قطاعا ناشئا في دول الخليج بشكل عام. وأوضح أن قطر تكتسب مركزا تنافسيا في مجال الطاقة المتجددة على مستوى المنطقة, بحكم أنها من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم' وبالتالي فإن لديها تجربة أولية في هذا المجال.