تُشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» والذي سيقام في الفترة من 3 إلى 17 أبريل المقبل، وذلك بجناح كبير تشرف عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية بالسياحة والثقافة والتراث في الإمارات. وكشف فيصل الشيخ مدير مكتب الفعاليات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ورئيس اللجنة المنظمة لجناح دولة الإمارات في «الجنادرية» أنه تمّ تصميم جناح الإمارات كقرية تراثية على شكل مُجسّم بنسبة 50% من الحجم الحقيقي لقصر الحصن، والذي يعتبر أقدم المباني العمرانية في العاصمة الإماراتية ورمزًا لنشأتها ومنارة تاريخية وثقافية عريقة للمنطقة. وأكد أن هذه المشاركة الإماراتية هي الأكبر على مدى دورات «الجنادرية» الماضية، حيث تعكس العلاقات الثقافية المميزة بين دولة الإمارات والمملكة، مُشيرًا إلى أن من أولويات المشاركة تعزيز المعرفة بتراثنا العريق باعتباره أحد أهم مكونات الهوية الوطنية الإماراتية التي تراكمت وتفاعلت مع بيئتها على مدى آلاف السنين، وكذلك تؤكد المشاركة على انسجام القيم والتقاليد والعادات في منطقة دول الخليج العربي وفي مقدمتها أوجه التراث الخليجي الشعبي المشترك، وخاصة الفرق الشعبية والصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها وصونها للأجيال المقبلة، لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لدولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي عمومًا. ومن جهته، أوضح سعيد الكعبي مدير الأنشطة التراثية لجناح الدولة في مهرجان «الجنادرية» في إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن الجناح مصنوع بالكامل من المواد التراثية الطبيعية، في خطوة تهدف إلى تجسيد التراث الإماراتي الأصيل وعلاقته الوطيدة بالبيئة المحلية والالتزام باستدامتها والحفاظ عليها، وقال: يحتضن مجسم «قصر الحصن» البيئات الإماراتية المتعددة الجبلية والصحراوية والبرية والبحرية، بما تزخر به من مقتنيات تراثية وفنون شعبية، ويستضيف الجناح أنشطة وفعاليات تراثية متنوّعة ضمن ساحة أطلقنا عليها اسم «الاتحاد»، فضلا عن عروض لأفلام إماراتية قصيرة، وصور فوتوغرافية متنوّعة تعرض لبعض أهم الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في المجالين السياحي والثقافي. وسيسلط جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في «الجنادرية 28» الضوء على جانب هام وحيوي من تاريخ الدولة، مع التركيز على البعد التراثي من خلال تصميمه كنموذج لقصر الحصن التاريخي الذي يحتضن باقي أركان الجناح، والتي تعبّر بدورها عن جوانب مختلفة من الحياة التراثية الغنية للدولة. ولا يقتصر البعد التراثي على تصميم الجناح فحسب، بل يشمل أيضا استخدام مواد تقليدية من مصادر محلية متنوعة في تنفيذه بالكامل، ويتصدر هذه المواد الدعون والحصير بكافة أنواعه وخشب الجندل وجذوع النخيل وحبل الكمبار، كما كسيت الأخشاب البيضاء بمادة الجص، واستخدام العديد من الكماليات التراثية المصنوعة يدويًا ومحليًا، وتم إضاءة كافة الفراغات الداخلية بفنارات تراثية مضاءة بالكهرباء، مع استخدام أرضيات متنوعة مثل رمل البحر ورمل البر وحصير المد التراثي، أما باقي أرضية الجناح فهي على شكل تقاسيم الحجر الجبلي المحلي مع وضع رمل البر في فواصل تلك التقاسيم. ومنذ الوهلة الأولى لدخول الجناح، سيستشعر الزائر تلك المعاني التراثية الأصيلة، والتي تملأ جنباته، وسيستطيع الجالس في المقهى متابعة الفعاليات والأنشطة التراثية التي تدور في ساحة «الاتحاد»، التي تحتضن العديد من الفنون الشعبية والأنشطة التراثية الأخرى المتنوعة. وفي ركن آخر داخل الجناح ينتظر «المجلس» الزوار للاستمتاع بمذاق القهوة العربية الأصيلة والتمر. كما أن الأسواق الشعبية كانت القلب النابض في الماضي ومازالت كذلك، فعلى طراز الأسواق الإماراتية القديمة تم تصميم سوق مصغّر لتمارس فيه بعض الأنشطة التجارية التراثية المتنوعة. وفي ركن الحياة البرية التراثية، يستطيع الزائر التفاعل مع العديد من الأنشطة الممتعة، ومنها بيت شعر تعزف فيه الربابة، وركن القهوة العربية، وبئر تراثية، وركن للصقارين. ويلقي ركن الحياة البحرية الضوء على العديد من نواحي الحياة البحرية القديمة من صناعة القوارب التراثية وشباك الصيد والقراقير وتمليح الأسماك، بالإضافة إلى ركن الأهازيج البحرية. وفي قسم الصناعات التقليدية النسائية، يجري تقديم رائع ومتنوع للصناعات التقليدية بكافة أنواعها مثل التلّي والسدو والخوص، وفن نقوش الحناء، وطهي الأكلات الشعبية التقليدية، مع وجود ركن خاص لبيع هذه المنتجات، ومجلس خاص بالنساء يستضيف زائرات الجناح.