قال الرئيس المصري، محمد مرسي، أمس، إن المحاولات التى تستهدف إظهار الدولة بمظهر الدولة الضعيفة هي «محاولات فاشلة وتستهدف تحقيق مصالح العدو»، وهدد «باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد الساسة مهما كان مستواهم إذا ما أثبتت التحقيقات إدانتهم» في اعمال عنف، وذلك بعد يومين من مواجهات واسعة بين معارضين له ومناصرين لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة، فيما قالت القوات المسلحة، إن سلطات الأمن بمطار القاهرة ضبطت، أول من أمس، طروداً تحتوي على ملابس شبيهة بالزي العسكري للقوات المسلحة كانت في طريقها الى ليبيا، وتظاهر عشرات من المنتمين لقوى الإسلام السياسي، أمس، حول مدينة الإنتاج الإعلامي جنوبالقاهرة، مطالبين بما سموه «تطهير الإعلام». وتفصيلاً، قال مرسي في كلمته الافتتاحية لمبادرة حقوق وحريات المرأة المصرية، أمس، إن «الدم المصري جميعه عزيز وغالٍ، ولن أسمح بإراقة المزيد من دماء أبناء الوطن»، وإن «التظاهر السلمي حق للجميع وما يحدث الآن ليست له علاقة بالثورة، إنما هو عنف وشغب وتعدٍ على الممتلكات العامة والخاصة، يتم التعامل معها وفقا للقانون». وحول موقف القوى السياسية، قال «أدعو جميع القوى السياسية لعدم توفير أي غطاء سياسي لأعمال العنف والشغب، ولن أكون سعيدا إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعض الساسة، لكن إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعضهم فسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم مهما كان مستواهم». وتابع أن «البعض يستخدم وسائل الإعلام للتحريض على العنف، ومن يثبت تورطه فلن يفلت من العقاب فكل من شارك فى التحريض هو مشارك فى الجريمة». وأضاف «من يحاولون أن يعودوا بالمشهد للوراء، إذا لزم الأمر، إما أن أحبسهم، أو أرجع للشعب وأقول له هؤلاء السبب في إعاقة مسيرتكم، وإذا لم يرعوِ هؤلاء فسأفعل ذلك قريبا جداً، أقرب مما يتصور من يحاول هز صورة الوطن». وقال إن المحاولات التى تستهدف إظهار الدولة بمظهر الدولة الضعيفة، هي محاولات فاشلة وأجهزة الدولة تتعافى وتستطيع ردع أي متجاوز للقانون. وأضاف «إذا ما اضطررت لاتخاذ ما يلزم لحماية هذا الوطن فسأفعل وأخشى أن أكون على وشك أن أفعل ذلك». ودعا «الجميع لحفظ الأمن وإلى ضبط النفس، وأكرر إن التظاهر السلمي مكفول للجميع». وتابع «أنا رئيس لكل المصريين، ولن أسمح أن يتم النيل من الوطن». وبشأن الإعلام، قال مرسي «رغم تجاوز إحدى الصحف فى حقي بالقول إن إهانة الرئيس واجب وطني، إلا أننى لم اتخذ أي إجراءات ضدها». وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد أحمد محمد علي، في بيان على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن سلطات الأمن في قرية البضائع بمطار القاهرة «قامت بالتحفظ على 93 طرد ملابس شبيهة بالزي العسكري للقوات المسلحة المصرية، يقدر وزنها بنحو ثلاثة أطنان». وأضاف أنه تم ضبط الملابس أثناء دخولها من باب قرية البضائع بميناء القاهرة الجوى «بناء على المعلومات الواردة إلى مباحث المطار، ومفادها اعتزام (أحد الأشخاص) تهريب ملابس عسكرية خارج البلاد (دولة ليبيا) من دون الحصول على الموافقات الأمنية والعسكرية اللازمة». ومضى يقول إنه يجري التحقيق مع المتهم وعرضه على النيابة، فيما نسب إليه «ومخالفته أمر نائب الحاكم العسكري الخاص بأسلوب تداول، وحيازة الملابس العسكرية الخاصة بالشرطة والقوات المسلحة من دون الحصول على التراخيص اللازمة». من ناحية أخرى، تجمَّع عشرات من المنتمين لقوى الإسلام السياسي، أمس، حول مدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية 6 أكتوبر (جنوبالقاهرة)، مطالبين بما سموه «تطهير الإعلام من الفساد ومن رموز النظام السابق». ورفع المتظاهرون لافتات «الإسلام هو الحل»، و«الشعب يريد تطبيق شرع الله». ووقعت مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين المتظاهرين وعدد من الإعلاميين والصحافيين وجدوا لتغطية أحداث التظاهرة. وكانت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وفصائل في التيار السلفي أعلنت عدم مشاركتها في التظاهرة.