في الآونة الأخيرة، وتحديدا في الأعوام الخمسة الأخيرة،، ظهرت على الإنترنت مجلات ثقافية ومدونات تحتفي بالأدب وتروج له، وصفحات خاصة لأدباء بعضهم معروف بشدة، وبعضهم بلا اسم ولا نتاج معروف، إلا ذلك الذي ظهر على صفحته. وبالمرور على تلك الصفحات أو المجلات أصبح من الممكن الإلمام بأي حدث ثقافي مهما كان بعيدا التعرف على صدور كتاب مهم، وأيضا الإعداد لكتاب ما بقراءة كل ما يتعلق بالمادة التي ستكتب. الإنترنت هنا وفر الكثير، أو فلنقل اختصر الكثير من الدرب على الكتاب الذين لا يستطيعون الوصول إلى النشر الورقي بسهولة في زمن أصبح النشر الورقي برغم العدد الكبير من دور النشر حلما مكلفا، وغالبا ما يستنزف الكاتب قبل أن يزهو بكتابه، ويتعذب به وهو يطارد أخبار توزيعه وقراءته. إنشاء المواقع على الإنترنت وتغذيتها أمر سهل للغاية، وهي أيضا اختصار كبير لجيش من العاملين يلهثون ويركضون وراء الخبر. هي مهمة شخص واحد مولع بمهمته وغالبا ما يكون كاتبا أو شاعرا، أو حتى محبا للآداب والفنون. وأنشأ الروائي العراقي سعد هادي مجلة إلكترونية أسماها الروائي، ويحررها بنفسه معتمدا على ثقافته ومثابرته وما يرسله له المهتمون والأصدقاء، وأحسب أن مجلته برغم عمرها القصير قد حققت الهدف من إنشائها. فعبر تلك المجلة تستطيع المرور المتأني بكل ما يمت للرواية بصلة، تجد أخبارا عن كتب صدرت وكتبا ستصدر، تجد حوارات ثقافية عميقة، وفصولا من روايات قيد النشر . الأمر هنا ليس تجاريا ولن يصطدم بمعوقات التسويق الروتينية التي تقف حجر عثرة دائما أمام كل المشاريع الثقافية. أيضا توجد مجلات أخرى عديدة مثل مجلة الكلمة التي يشرف عليها الناقد صبري حافظ، وتحمل رسالة فكرية، ومواقع أخرى فيها الكثير مثل موقع دروب، ومجلة ألواح التي يحررها الكاتب العراقي محسن الرملي. أستطيع القول، وقد تزايد عدد الذين يطرقون باب الإنترنت بشدة في السنوات الأخيرة، وأصبح لكل فرد (لاب توب) يلازمه في حله وترحاله، ويتصل لا سلكيا بأي شبكة حرة يصادفها في طريقه: إن ثقافة الشبكة العنكبوتية بدأت تأكل ثقافة الورق وغالبا ما تنتصر عليها قريبا.