هدى جاسم، وكالات (بغداد، أربيل) - فشلت مباحثات الوفد الذي أرسله رئيس الوزراء نوري المالكي والذي يمثل كتلته التحالف الوطني الحاكم، إلى إقليم كردستان العراق أمس، في تحقيق تقدم في الأزمة بين بغداد وأربيل، التي اتهمت المالكي بانتهاج "سياسة السيطرة والهيمنة بعد أقل من 24 ساعة على لقاء الوفد لرئيس الإقليم مسعود بارزاني، فيما قلل رئيس الوزراء وكتلته البرلمانية من نتائج الزيارة مؤكدا أن بارزاني "صديق ولاتوجد خلافات شخصية" بينهما، وأن نتائج الزيارة "إيجابية". واجتمع بارزاني مساء أمس الأول بوفد من التحالف الوطني في أربيل للبحث في الأزمة السياسية في عموم البلد. وبعد أقل من 24 ساعة على لقاء وفد التحالف برئيس الإقليم، اتهم رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني المالكي "بانتهاج سياسة السيطرة والهيمنة". وقال بارزاني في بيان لحكومة الإقليم إن "الأزمة تبدأ من طريقة التفكير في بغداد، نحن قلنا إننا بدأنا ببناء العراق الجديد وفق المبادئ الأساسية الثلاثة وهي الشراكة، والتوافق، والمشاركة في القرار السياسي، ومع الأسف في بغداد هناك انتهاكات لهذه الأسس، وسؤالنا لبغداد هو هل نحن شركاء في الحكم وصناعة القرار السياسي أم لا؟". وأضاف "مع الأسف، فإن سياسة المالكي والمسؤولين في بغداد ليست سياسة تفاهم، بل سياسة سيطرة وهيمنة وهذا غير مقبول لنا، وغير دستوري". وأشار إلى أن "الأزمة تكمن في بناء الثقة والتعامل وفق هذا المبدأ، وأن تتصرف بغداد معنا باعتبارنا شركاء في بناء العراق، وبصراحة، ليس هناك أمل في بناء دولة مدنية ما دامت بغداد تدعم فكرة عسكرة الشارع العراقي، الشعب العراقي عانى الكثير من الظلم والاستبداد من جراء العسكرة". لكن المالكي هون من التصريحات الكردية وآثار الزيارة، وقال في مقابلة تلفزيونية "ليست لي زيارة قريبة لإقليم كردستان، وهذا لا يعني أنه لا رغبة لي بزيارة الإقليم الذي هو جزء من العراق". وأضاف أن "بارزاني صديقي منذ 30 سنة، ولا توجد مشكلة بيننا بل هناك اختلاف برؤيتنا لبنية الدولة، والخلافات ليست في مجال النفط فقط، والحلول لجميع الخلافات تكمن في الحوار والدستور". وشدد على أن "المشكلة مع بارزاني ليست شخصية ولا حزبية ولا بين العرب والكرد ولا بين السنة والشيعة، بل هي نزاع على ضوابط وينبغي الركون إلى الدستور للتوصل لحلول". وبخصوص مقاطعة الوزراء الكرد لحكومته، أوضح المالكي أن "الوزراء الكرد لم يبلغوا الحكومة بمقاطعتهم، بل هم في إجازة نوروز". وبين أن "الوزير ليس مستقلا بوزارته بل مرتبط بمجلس الوزراء، والحكومة ستستمر وسأكلف وزراء بدلاء من نفس الكتل أو المكونات في حال مقاطعة الحكومة، ومن أي كتلة كان الوزير المقاطع". ... المزيد