جاء وصول بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر لمناقشة القرض المحتمل للقاهرة بقيمة 8 .4 مليار دولار في الوقت الذي اشتد فيه تدهور الوضع المالي لمصر . وفقد الجنيه المصري 8 .5% من قيمته أمام الدولار بعد الثورة ليصل إلى 8 .6 جنيه لكل دولار . ويطالب صندوق النقد الدولي الحكومة المصرية بإصلاحات اقتصادية ومالية صارمة مقابل القرض . في الوقت نفسه تبدو الحكومة مترددة في اتخاذ إجراءات مرفوضة شعبياً قبل الانتخابات البرلمانية المنتظر إجراؤها في وقت لاحق من العام الحالي . وقد تراجع احتياطي مصر من النقد الأجنبي من 36 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 إلى نحو 5 .13 مليار دولار حالياً بحسب الأرقام الرسمية . وهذا الرقم يكفي بالكاد لتمويل الواردات لمدة 3 شهور فقط، وهو الحد الأدنى القياسي المطلوب للاحتياطي النقدي لأي دولة . يأتي ذلك فيما تستورد مصر نحو 65% من احتياجاتها الأساسية والطعام بحسب رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية . وكانت صحيفة الأهرام الحكومية المصرية قد نقلت عن وزير المالية المرسي حجازي قوله إن مصر في موقف بالغ الصعوبة . وقد وصل عجز الميزانية المصرية إلى ما يعادل 5 .21 مليار دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من العام المالي الحالي حتى نهاية فبراير/شباط الماضي بحسب أحدث بيانات وزارة المالية، مقابل عجز قدره 9 .13 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام المالي الماضي بما يعادل 2 .8% من إجمالي الناتج المحلي . ويقول رشاد عبده إن الحكومة تأمل في أن يسد القرض الفجوة في احتياطي النقد الأجنبي إلى جانب مساعدتها في مواجهة عجز الميزانية على المدى القصير . ويضيف في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ)، إن قرض الصندوق وحده لا يكفي لتحقيق هذه الأهداف لكن مصر تأمل في أن يساعد الاتفاق مع الصندوق على الحصول على حزمة قروض من دول ومؤسسات أخرى بقيمة 5 .14 مليار دولار . ونقلت صحيفة الأهرام عن مصدر في الصندوق القول إن الإجراءات التي سبق الاتفاق عليها في نوفمبر الماضي كانت أشد قسوة من تلك التي يتم تطبيقها حالياً . ويقول محللون إن هذا ربما يكون السبب وراء اقتراح صندوق النقد منح مصر قرض عاجل بقيمة 750 مليون دولار، لإتاحة المزيد من الوقت أمام المفاوضات بشأن القرض الأصلي . وتقول المحللة الاقتصادية فرح حلمي في مدونتها على الإنترنت "الاقتصاد المتمرد"، إن عرض الصندوق ربما يتيح للحكومة المصرية تأجيل إجراءات مالية ضرورية يمكن أن تحقق مكاسب على المدى الطويل . أما رشاد عبده فيشكك في إمكان الاستفادة من قرض الصندوق لأنه يرى أن الأهم هو الوصول إلى توافق مجتمعي، والحوار بشأن الموقف الاقتصادي بصراحة وشفافية . (د .ب .أ)