| طهران من أحمد أمين | جرت في العاصمة طهران، ومقابل «تالار وحدت» الذي يعد أكبر المسارح في إيران، مراسم جنازة مهيبة للممثلة الإيرانية الشابة عسل بديعي (36 عاما)، التي أوصت بإهداء أعضائها الداخلية بعد وفاتها. عقب تعرضها نهاية الأسبوع الماضي لنزيف دماغي أسفر عن موتها سريريا، ومن ثم تم تنفيذ وصيتها بالتبرع بقلبها ورئتيها وكليتيها وكبدها لسبعة مرضى حيث تقاسم اثنان منهما كبد الفقيدة. وفي حفل التأبين الذي شارك فيه آلاف المواطنين الى جانب عشرات الفنانين والمسؤولين الحكوميين المعنيين بالشؤون السينمائية، قرأت شقيقة الممثلة الراحلة غزل بديعي، جملات قصيرة خطتها أنامل شقيقتها الفقيدة في اليوم الأول من السنة الإيرانية الجديدة (بدأت في 21 مارس)، وجاء فيها «لدي طاقة كامنة تقودني نحو الخلود، سأبذل قصارى جهدي هذا العام لأجل ان اخلق الدهشة، دهشة تكون مدعاة فخر لولدي جانيار وأفراد عائلتي، أنا أعلم ان هذه السنة هي سنتي». وسادت أجواء من الحزن والبكاء حين أخذ الفتى جانيار نجل الممثلة الفقيدة، يتحدث عن ذكرياته مع والدته وكيف انه غير مصدق رحيلها وكم سيفتقدها، وقال «أريد أن أتقدم بالشكر لوالدتي، انها فعلت كل شيء لأجلي، حتى الأمور التي لم تكن ترغب بها، واليوم أحبها أكثر مما مضى واشتاق إليها كثيرا، أنا أعرف انها الآن في غاية السعادة، وإذا ما كتب لها العودة مجددا لهذه الحياة فستشعر كأنها في سجن، أرغب هنا أمامكم جميعا ان أتقدم بشكري لها وأعاهدها بأنني سأفعل كل مايرضيها». أما والد الممثلة الراحلة شاهرخ بديعي، فإنه أعرب عن شكره للمشاركين في جنازة ابنته، وقال «أنا أشعر بالعجز مقابل كل هذه المشاعر، وما بوسعي قوله هو ان أعضاء ابنتي عسل أنقذت حياة 7 مرضى، وان كنت فقدت ابنتي فإن الله عوضني عنها بسبعة أبناء».