ثمّن سموّ الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، ما تقوم به إمارة الشارقة من دعم للمكانة الثقافية والفنية والتراثية لدولة الإمارات، ممثلاً بصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يبذل دوراً لافتاً بترسيخ مكانتها المتميزة، وما تؤديه المؤسسات والجهات المختلفة في الإمارة من جهود في ترجمة توجيهات ورؤى سموّه حتى أصبحت إحدى التجارب المتميزة في المنطقة. جاء ذلك خلال زيارة سموّه إلى «القصباء» وواجهة المجاز المائية في إمارة الشارقة، واطلاعه على عدد من المرافق، وكان في استقبال سموه خلال الجولة كل من مستشارة الفنون لدى سموه، شبهة بياشامدساني، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، والمدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، مروان بن جاسم السركال، وسعود السويدي، ومدير مركز مرايا للفنون، يوسف موسكاتيللو، والفنان الإماراتي خالد الشعفار. وقال سموّ الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة إن «دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أصبحت حاضنة مهمة للفكر والثقافة والفنون، وموطناً للمبدعين الإماراتيين والعرب، ولاشك أن إنجازاتها في هذا المجال أكثر من أن تحصى، ولعل تجربة مركز مرايا للفنون تعد مثالاً حياً على ما نقول، وهو جهد يستحق الثناء والإشادة، لاسيما جهود الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس بارجيل للفنون، ومقتنياته المهمة التي تعزز نجاح التجربة في الدولة». وقال الشيخ سلطان بن سعود إن «الإبداع عنصر حي في تكوين الإماراتي، وكامن في داخله، ولاشك أن الحراك الفني والفكري والثقافي سلط الضوء على هذا الجانب، كما ضم إليه تجارب عربية أخرى في باقة تبعث على الإعجاب، ولاشك أن دعم الدولة فاعل ومؤثر، ويطيب لنا أن نثمن زيارة سموّ الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، باعتبارها خطوة اخرى دافعة ومحفزة في طريق الإبداع الإماراتي الكبير». وقال مروان السركال إن «الاهتمام بالفنون جزء مهم من ثقافات الشعوب الحية، كما أن احتضانها وإبرازها ودعمها يعكس نمواً وتطوراً فكرياً لا يقل عن أنواع النمو الأخرى التي يشهدها حاضر الدولة المشرق، وسنسعى إلى تعزيز هذه المكاسب بناء على خططنا المختلفة، ويسعدنا تفاعل الشباب مع هذه التظاهرات المختلفة، وهي علامة صحة ترافق المسيرة الثقافية الكبيرة للشارقة وإمارتنا الزاهية». واستهل سموّ الشيخ زايد بن سلطان الجولة بزيارة مركز مرايا للفنون في «القصباء»، واطلع على عدد من الأعمال الفنية المختلفة، حيث التقى الفنان الإماراتي خالد الشعفار واستمع لنبذة حول عمله المعنون «الطبيعة بتشكيل»، الذي يقوم على إعادة تفسير الطبيعة بالتركيز على المواد المستخدمة التي تأتي من الموارد الطبيعية، ويتم وضعها معاً لتكوين شكل ثابت، كما يوجه من خلال عمله رسالة بيئية لإعادة تدوير الخشب بطريقة ملائمة، متضمناً تفاصيل مختلفة. وضمن جولته في مركز مرايا للفنون، اطلع سموّه على عمل الفنان العراقي عادل عابدين «الطبعة الزرقاء» يستخدم خلاله الفنان الهندسة المعمارية والصوت لخلق رسومات تفاعلية واسعة النطاق، وتركيبات صوتية تحول قاعة العرض إلى مصنع وهمي. ويستكشف هذا العمل الجديد من نوعه والمؤثر طبيعة الهوية العربية خلال فترة ما بعد الربيع العربي، والتي تأثرت بالعولمة والعالم الصناعي، وذلك باستخدام لغة رسم المخططات المعمارية. في الإطار ذاته، زار سموّ الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة معرض «رد الشرق»، الذي يقام للمرة السادسة في مؤسسة بارجيل للفنون، واستمع لشرح قدمه الشيخ سلطان بن سعود حول فكرة المعرض الذي يرصد ثلاثة عقود من التحولات السياسية والثقافية في المنطقة العربية، ويلقي نظرة معمقة على النتاج الفني من خمسينات إلى سبعينات القرن ال20، إضافة إلى ضمه أعمالاً مختارة من مقتنيات الشيخ سلطان بن سعود، كما شملت الجولة نادي مرايا الإجتماعي. كما زار سموّه حديقة مرايا للفنون في واجهة المجاز المائية التي تم اطلاقها، أخيراً، واستمع إلى شرح قدمه مروان السركال عن فكرة الحديقة، وطبيعة الخدمات التي تقدمها مرافقها المختلفة، كما تجوّل سموّه في حديقة مرايا للفنون، وثمّن العمل الفني المقام هناك «هرم الوجود» للفنان العراقي وفاء بلال، وهو عمل يحتفي بإنجازات العلماء المسلمين العرب، خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية والعربية.