في كثير من الأحيان تفتح الموهبة لأصحابها أبواباً للمجد والشهرة والنجاح، لأنهم آمنوا بها، وعرفوا كيف يطورون أنفسهم ليتميزوا في المجالات التي اختاروها، مثل الفن والأدب والرياضة وعدد من المجالات الأخرى التي لا تحصى، وفي حياتنا اليومية نلتقي بأشخاص يستمتعون بعملهم ويبدون أكثر انساجاماً معه، وأكثر قدرة على التميز لأن الموهبة هي التي وضعتهم في طريق هذا العمل وربطتهم به بعلاقة حب طويلة . لا يحبذ الكثيرون أن يمارس أبناؤهم ركوب الدراجات النارية كما يقول حسن أحمد حسن، عامل توصيل طلبات في مطعم إم بي كو، لكن هذه الهواية تحولت إلى مصدر رزق بالنسبة له، وهويستمتع حقاً بعمله الحالي، يكمل: في مرحلة شبابي كنت مغرماً بقيادة الدراجات النارية وأستمتع كثيراً بها، وسنحت لي الفرصة في أن أستغل هذه الهواية في العمل، وفي البداية عندما أتيت إلى الإمارات كنت أعمل مساعد طباخ لكني لم أكن أستمتع بما أقوم به كثيراً، وبعد فترة أعلنت إدارة المطعم الذي كنت أعمل به عن حاجتها لشبان يقومون بتوصيل الطلبات على الدراجة النارية، وتقدمت بسرعة للحصول على رخصة لقيادة الدراجة، وبالفعل انتقلت من العمل في المطبخ إلى توصيل الطلبات على الدراجة النارية التي أحبها، وحصلت على راتب أفضل أيضاً بالإضافة إلى أنني أستمتع كثيراً بما أقوم به . أما فاطمة قندولي، اختصاصية تجميل في مجموعة إم بي سي، فقد ساعدتها موهبتها في الرسم لأن تكون اختصاصية تجميل ناجحة ومميزة، وتقول: منذ طفولتي وأنا أحب الرسم كثيراً، وكنت موهوبة به، وعندما كبرت وجدت نفسي قريبة من التجميل لأني أبدع بتغيير الملامح بفرشاتي، لهذا قمت بدراسة التجميل بمعهد في لبنان، وبعدها أكملت الدراسة في معهد في ألمانيا . وعن تميزها في عملها تضيف : لأني موهوبة بالرسم اكتشفت أني أستطيع تعديل شكل الوجه كثيراً وجعله أجمل بتغيير مدروس، وبالفعل اكتشفت أني موهوبة في هذا المجال وأصبحت مختصة في رسم الحواجب . بينما يؤكد عيسى زايد بن حسن، مخرج وممثل مسرحي، أن طريقه كان واضحاً بالنسبة له مذ كان صغيراً، ويقول: قبل أن انتقل إلى المدرسة الإعدادية عرفت أن طريقي الإبداعي يتجه إلى المسرح، ومن ثم اشتركت في فرقة كلباء للمسرح، وكانت هذه الانطلاقة الرئيسة بالنسبة لي، حيث أتيحت لي الفرصة لأصقل موهبتي وأطور نفسي في هذا المجال . وعن مهنته يضيف: الفنان مهمته أن يقوم بنقل الرسائل إلى الناس بطريقة حسية، لهذا عليه أن يكون مهيئاً مهنياً ومثقفاً ليصبح على قدر هذه المسؤولية، وهذا يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد من قبل الفنان . وهناك من لم يخطر له أن هوايته البسيطة قد تتحول إلى عمل يحدد مستقبله مثل سعيد المهدي، مصور تلفزيوني يعمل في شركة ميديا مينا للإنتاج الفني، ويقول: كنت أحب التقاط الصور الفوتوغرافية بحيث أحاول أن أبحث عن زاوية مناسبة ولقطة أجمل، عندما كنت شاباً صغيراً، ولكن لم يخطر لي أني سوف أعمل في مجال التصوير، فقد دخلته بالمصادفة بناء على اقتراح من أحد إخوتي، وبعد أن جربت التصوير أحببت الكاميرا، وشعرت بأنها قريبة مني، وبدأت مساعد مصور في إحدى المحطات التلفزيونية، حتى تعلمت وأصبحت مصوراً محترفاً . يضيف: أعمل في التصوير التلفزيوني، وأحب عملي كثيراً، وأحب أن التقط الصور الفوتوغرافية التي تظهر مدى موهبة المصور وحسه المبدع . وهناك من خلق الفراغ له الفرصة ليطور نفسه، ويرعى موهبته مثل مريم عبدالجليل، طاهية وصاحبة مطعم، التي تحكي لنا قصتها، وتقول: كان الطبخ هوايتي مذ كنت صغيرة، فأنا أشعر بالراحة والسعادة عندما أكون في المطبخ، وحدث أن جلست في المنزل فترة تجاوزت الستة أشهر بلا عمل، فقررت عدم تضييع الوقت وبدأت أطور موهبتي بالطبخ حتى استطعت أن أفتتح "مطبخاً شعبياً صغيراً" بعد فترة . وعن الطريقة التي اتبعتها في تطوير نفسها تقول: في البداية كانت والدتي هي مصدري الأساسي للتعلم، وكنت أجرب أن أضيف بعض الإضافات التي تشبه أسلوبي في الطبخ، وبعدها بدأت أطور نفسي من خلال كتب الطهي ومواقع الإنترنت . أما علي الشريف، كبير المذيعين في تلفزيون الشارقة، فيحكي لنا كيف تحولت ملكة الخطابة لديه إلى مهنة يحبها ويفهمها، ويقول: ورثت عن والدتي حس الخطابة مع أنها كانت أمية، إلا أنها تمتلك ملكة التحدث، وقد أخذت عنها هذه الميزة، وهي تعد موهبة ربانية، إضافة إلى أنني عندما كنت شاباً صغيراً كنت أشعر بأن صوتي مناسب لأكون مذيعاً، وكنت أقوم أحياناً بالتدرب على قراءة الأخبار أو تقديم بعض النصوص ولكن بمفردي . يضيف: أما عن عملي في الإذاعة فكان عن طريق المصادفة عندما اكتشف عثمان عبدالله وهو مذيع قديم، أن صوتي مميز وقدمني للإذاعة فكانت البداية من إذاعة رأس الخيمة منذ عام 1987 ومازلت حتى الآن استمتع بأداء عملي الذي أحبه . نداء عادل، معدة برامج في تلفزيون دبي، أصبحت معدة بسبب أسلوبها الجيد في الكتابة وشخصيتها الاجتماعية وتقول: كان أخي يعمل في إحدى المحطات التلفزيونية، وكنت أحب أن أساعده أحياناً في تحضير الموضوعات، وقد لفت انتباهه قدرتي على صياغة أسئلة ذكية ومميزة، كما أبدى إعجابه بجمال أسلوبي في الكتابة، فاقترح أن يوظفني معه في المحطة، ولم أفكر في العمل حقيقة مع أنني كنت أبحث عن عمل منذ فترة طويلة، فأحببت الفكرة كثيراً وها أنا أعمل معدة برامج منذ أربع سنوات وأحب عملي كثيراً .