«ستخسرين.. مع السلامة».. أجابها رئيس المحافظين عام 1973 عندما قرّرت الترشح لرئاسة الحزب الصحف السوفيتية أطلقت عليها وصف «السيدة الحديدية».. لكنها سُرّت بهذا اللقب! لندن - حسن عز الدين مارغريت تاتشر، التي أسهمت في تغيير بريطانيا والعالم، وفي حرب تحرير الكويت، وجّهت لها المملكة المتحدة أمس التحية الأخيرة (في انتظار الجنازة المقررة الأربعاء المقبل)، وسط جدل حول إرثها، وطبيعة مراسم الدفن والتكريم. وتقررت إقامة جنازة احتفالية من مركز الشرف العسكري، ولكن ليس بالمعنى الوطني الأشمل. وأمس، منعت بعض الصحف البريطانية النقاش حول إيجابيات تجربة تاتشر وسلبياتها. كانت مارغريت تاتشر بلا شك واحدة من أبرز شخصيات القرن العشرين، فقد ساهمت بسقوط الاتحاد السوفيتي، وأعادت إطلاق الاقتصاد البريطاني، وأحيت موقع لندن على الساحة الدولية. السيدة الحديدية كانت بالدرجة الأولى امرأة لم تتراجع عن مبادئها. ولدت بتاريخ 13 أكتوبر من عام 1925 في غرانثام، بمقاطعة لينكولشاير، لعائلة تاجر صغير هو ألفريد روبرتس، الذي أثر على أفكارها ومواقفها، «أنا مدينة لوالدي بكل شيء تقريبا، فقد ربّاني لكي أؤمن بما أؤمن به فعلا»، كما أفادت ذات يوم لل«بي بي سي». في مصنع بلاستك لقد درست الكيمياء في أوكسفورد، حيث أصبحت لاحقا رئيسة للمؤسسة المحافظة. بعد التخرج انتقلت إلى كولتشيستر، وبدأت تعمل في مصنع بلاستك، ثم أصبحت ناشطة في خلية محلية تابعة لحزب المحافظين. في بداية الخمسينات ترشحت مرّتين للبرلمان، وبرغم فشلها تمكنت من جذب أنظار وسائل الإعلام كأصغر مرشحة محافظة. في1951 تزوجت برجل الأعمال المطلّق دينيس تاتشر، وبدأت تدرس الحقوق. وفي1953 أنهت دراستها، وفي العام نفسه أنجبت توأما هما مارك وكارول. بعد ستة أعوام تمكنت أخيرا من الفوز بمقعد نيابي عن منطقة فينشلي بشمال لندن. وزيرة للتعليم في 1964 حظيت بمقعد في حكومة الظل، حيث كانت من موقعها تنتقد حكومة حزب العمال بسبب الضرائب المرتفعة، وكانت تناضل من أجل حقوق المستأجرين في المدن، والسماح لهم بشراء منازلهم من البلديات المحلية. في 1970 فاز حزب المحافظين وانتقل رئيسه تيد هيث إلى مقر رؤساء الوزراء، فقام المذكور بتعيين تاتشر وزيرة للتعليم. منع التوزيع المجاني للحليب كان دورها سهلا: التوفير. في إطار عملية التقشف ألغت تاتشر عملية توزيع الحليب بشكل مجاني للطلاب حتى سن الحادية عشرة، وهو ما دعا المعارضة لمنحها لقب «تاتشر، سارقة الحليب». وهي تتذكر لاحقا: «مقابل أقل ربح سياسي ممكن، استحققتُ أكبر قدر ممكن من الاحتقار». الفوز في الانتخابات الحزبية وسقطت حكومة هيث عام 1973 بسبب الأزمة النفطية وتظاهرات عمال المناجم، فقررت تاتشر الترشح لقيادة الحزب، عندما أبلغت هيث بذلك لم يرفع عينيه عن الطاولة، ورد قائلا: «ستخسرين.. مع السلامة». لكن حدث عكس ذلك، فازت في الانتخابات الحزبية الداخلية بشكل مفاجئ، وعلى الفور طبعت سياسة الحزب ببصمتها الصارمة. السيدة الحديدية عام 1976 انتقدت المعايير القمعية في الاتحاد السوفيتي، فبدأت الصحف الروسية تطلق عليها وصف السيدة الحديدية، وأفيد أنها كانت مسرورة جدا بهذا الوصف. كانت تحظى في بريطانيا بسمعة التي تدرك مشاكل العائلات العادية، كما تصدّت للنقابات القوية التي كانت تشلّ الاقتصاد بتظاهراتها. ثم حلّت لحظتها التاريخية، ففي 1979 فاز المحافظون في الانتخابات، وأصبحت تاتشر أول رئيسة وزراء، بدأت على الفور تناضل ضد الجهاز الرسمي الفائض، وارتفاع معدلات التضخم، وفرضت عمليات شطب صارمة في ميزانية الدولة، وعملت على تخصيص مؤسسات الدولة الكبيرة، وسمحت للمستأجرين بشراء المنازل التي يستأجرونها. إقفال المصانع القديمة والارتفاع الحاد في نسب البطالة أدّيا الى انخفاض شعبيتها، لكنها رفضت تغيير المسار، وفي 1982 بدأ الاقتصاد يرتفع من الحضيض، وبدأت تاتشر تحظى مجددا بثقة الناخبين، كما فازت بشعبية كبيرة بفضل أجوبتها الحاسمة في النزاع مع الأرجنتين حول جزر الفوكلاند. ريغان والكراهية للشيوعية في السياسة الخارجية، وجدت شخصا تتوافق معه في كل شيء تقريبا: الرئيس الأميركي رونالد ريغان، الذي كانت تتشارك معه في مسألة الكراهية للشيوعية، وكذلك في بعض الآراء الاقتصادية، في وقت لاحق اكتشفت وجود آراء مشتركة حتى مع الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، الذي حاول بشكل غير ناجح إصلاح الامبراطورية الشيوعية المنهارة. مواجهة مع حزبها في 1987 ترأست الحكومة للمرة الثالثة، لكن بعد عامين وجدت نفسها في مواجهة مع حزبها، فبعد عودتها من روما انتقدت محاولات تعزيز صلاحيات المؤسسات الأوروبية، وهو ما أثار انتفاضات مفتوحة بين المحافظين، وعندما اكتشفت أنها لن تفوز بالصراع الداخلي قدّمت استقالتها، «كان ذلك بمنزلة خيانة مع ابتسامة مرسومة على الوجه»، كما أفادت لاحقا بخصوص نصائح بعض زملائها بالاستقالة. وبقيت في البرلمان حتى 1992، حيث تم رفع مكانتها إلى درجة النبلاء، وحصلت على لقب دوقة كيستفين. في بداية الألفية الجديدة تدهورت حالتها الصحية، بعد تعرضها لسلسلة من الجلطات الدماغية الخفيفة، كما أصيبت لاحقا بداء الخرف. عدم التراجع مهما يكن مارغريت تاتشر هي من دون شك واحدة من أكبر شخصيات القرن العشرين، كان لها مناصروها المتحمسون ومنتقدوها الشرسون. بعضهم أثنى عليها بسبب التوفير الاقتصادي الذي تبنته وإحياء موقع بريطانيا، لكن آخرين انتقدوها لأنها اعتبرت مسألة حرية السوق أمرا مقدسا، وتفرض سياستها بغض النظر عن الاحتجاجات الجماهيرية. تصريحات اشتهرت بها «فليتحدث كيفما يشاء.. المهم أن تسير الأمور على طريقتي» اشتهرت تاتشر بمجموعة من التصريحات الحادة وغير المساومة التي كانت تطلقها من مقر إقامة رؤساء الوزراء في شارع داونينغ رقم 10، كانت في الغالب تثير غضب غرمائها السياسيين، حتى بعض زملائها المحافظين. كان من المفترض على من يناقشها أن يكون بليغا في شؤون الجدل والنقاش. لم تكن ترحم الضعفاء وقلّما منحتهم فرصة ثانية للدفاع عن أنفسهم. تقول بصراحة: «أكوّن رأيا حول الذين أتحاور معهم خلال الثواني العشر الأولى من النقاش، ونادرا ما أغير رأيي بعد ذلك». ولم تكن تحب ان يتم التزلّف لها: «أحب الحجج، أحب النقاش. لا أتوقع من أي شخص أن يوافقني، فهذا ليس عمله»، كما أفادت عام 1980. وتاتشر ترفض المساومة على قناعاتها: «خطر الإجماع معناه إرضاء الناس من دون أن تملك رأيا.. لا يمكن لأي حزب أن يحيا من دون أن يؤمن بقوة بما يريد أن يفعل»، كما قالت خلال مؤتمر حزب المحافظين 1968. اشتهرت بصلابتها وعدم تنازلها، وهذا ما كان يحترمها من أجله معظم السياسيين الرجال: «لا يهمّني كم من الوقت يتحدث وزرائي إذا فعلوا في نهاية الأمر ما أقوله لهم»، كما ذكرت في 1980. وبعد تسعة أعوام أفادت مجددا: «أنا صبورة، هذا إذا توصلت في نهاية الأمر إلى مبتغاي». النساء.. والمنزل والسياسة قبل عشرة أعوام من انتقالها إلى داونينغ رقم 10 كانت تؤكد «لن تصبح أية امرأة في عصرنا هذا رئيسة للوزراء أو وزيرة للخارجية. ولا أريد أن أكون رئيسة للوزراء». كانت تملك رأيا واضحا حول نشاط النساء في السياسة: «أن يكون المرء قويا هو كأن يكون سيدة. إذا كان عليك أن تقولي للناس بأنك سيدة، فإنك لست كذلك». ولم توفر حتى زملاءها الرجال: «إذا أردتم أن تقولوا شيئا ما، سلّموه إلى الرجل. أما إذا أردتم أن تفعلوا، فسلّموه إلى المرأة». وحظيت بتعاطف البريطانيين بفضل صورتها كربة منزل ذكية. وفسّرت لناخبيها من الذكور والأناث بأن «المرأة التي تعرف كيف تدير منزلها، تقترب من فهم المشاكل المرتبطة بقيادة البلاد». إلا أنها في تصريحات أخرى تفضّل الحياة المهنية على الاهتمام بمطبخ منزلها. «المنزل هو المكان الذي تقصدونه عندما لا يكون لديكم عمل أفضل لتقوموا به»، كما أعلنت في 1991، أي بعد نصف عام من انتهاء ولايتها كرئيسة للوزراء. رجال يحترمون مارغريت تاتشر كانت تاتشر تحظى باحترام كبير بين رجال الدولة في أرجاء العالم، حتى أن بعضهم كان يهابها. «كانت تملك عيني كاليغولا، لكن فم مارلين مونرو»، كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. «ما يعجبني هو أنها لم تترافق مع من لا يشاطرها مبادئ حرية الفرد»، كما قال في 2006 الرئيس التشيكي الأسبق فاتسلاف كلاوس الذي يعتبر من أنصارها. «لقد اجتمعتُ مع كثير من كبار السياسة العالمية لكن أيا منهم لم يؤثر في نفسي كهذه المرأة». وثمة شهادة مثيرة كتبها عنها عام 1948 مسؤول في شركة كانت تاتشر ترغب بالحصول على وظيفة فيها: «هذه المرأة متصلبة، عنيدة، وتدافع عن رأيها بشكل خطير»، كما أفاد آنذاك. الصحف تمنع النقاش العام على مواقعها تاتشر وإنجازاتها لا تزال تقسم بريطانيا بالرغم من أن تاتشر كانت تعتبر أيقونة الأحزاب المحافظة في أوروبا الغربية بأكملها، فانها كانت مكروهة ليس من قبل الشيوعيين في أوروبا الشرقية فحسب، بل حتى من قسم كبير من الشعب البريطاني. الذكريات السلبية التي يحتفظ بها الشعب البريطاني عن السيدة الحديدية لم تفارقه حتى بعد وفاتها. هذا الأمر دعا صحيفة التليغراف اليمينية لوقف النقاش على صفحاتها الإلكترونية، خصوصا تحت مقال مرتبط بوفاة تاتشر وتحول إلى نقاش بذيء. كما أصبح النقاش ممنوعا على الصفحات الإلكترونية لصحف ليبرالية مرموقة مثل الغارديان والإندبندنت. في المقابل، فان النقاش سُمح على صفحات الدايلي مايل الشعبية، لكن المفاجئ أنه كان إيجابيا في الغالب. وفي انتقاد لها ذكر أحد القراء أنه «يأمل بأن يُثبت التاريخ بأنها كانت أسوأ رئيسة وزراء». وظهرت على الانترنت صفحة خاصة تحتفل بوفاتها. كما أن بعض التغريدات على تويتر حطّمت الأرقام القياسية، لكن فحواها يبيّن أن البعض كانوا يعتقدون بأن من توفيت هي المغنية الشهيرة «شير» وليس تاتشر. حتى السياسيون منقسمون الملاحظات غير اللطيفة ظهرت أيضا على الساحة البريطانية، وخصوصا في قسمها اليساري. الرئيس الأسبق لحزب العمال طوني بلير ثمّن دور تاتشر السياسي «مع عدم الموافقة على بعض الخطوات التي تبنّته». وأفاد الرئيس الحالي لحزب العمال إيد ميليباند بأن تاتشر ستبقى «رمزا مثيرا للخلاف»، وأن حدث وفاتها لا يثير فقط مشاعر الأسى والحزن. أما دافيد هوبر، مدير نقابات عمال المناجم، فخصّص كلمات أقسى بكثير «أرفع الكأس عاليا لأشرب نخب واحد من أسعد أيام حياتي». وهذا أمر يمكن فهمه لأن النقابات العمالية كانت خلال الثمانينات الغريم الأقوى لتاتشر، التي فازت عليهم أكثر من مرة خلال 1984 – 1985. ولم يخصص بيتر تاتشل، المدافع عن حقوق المثليين والبيئة، أي كلام معسول: «كإنسان أشعر بالأسف لوفاتها. لكنها لم تبد أي أسف تجاه ضحايا سياستها التي لا ترحم». إغلاق المناجم يثير الغضب خلال فترة الثمانينات عمّقت تاتشر الهوة بينها وبين كثير من الناس، لأنها أغلقت المناجم التي لم تكن، حسب رأي حكومتها، مفيدة اقتصاديا. تبنّت موقفا صلبا ضد النقابات وفرقت بالقوة تظاهراتهم التي كانت تنظمها. كما أنها تبنّت أيضا مواقف حاسمة وصلبة في ما يخص منظمة الجيش الإيرلندي السري. الصراع مع النقابات.. وهجمات انفصاليي شمال إيرلندا الأمجاد الحربية بالإضافة الى النزاعات الداخلية لحزب العمال أدّت الى فوز المحافظين خلال 1983 بفارق ساحق. العام التالي شهد صراعات حادة مع النقابات وأعلن عمال المناجم الإضراب. لم تتأثر تاتشر حتى بمشاهد الصدامات الدموية بين رجال الشرطة والنقابات التي كانت تنقلها شاشات التلفزة.. إلى أن تراجعت النقابات بعد 11 شهراً. انتهى عصر الفحم والنقابات القوية! وتبنّت الأسلوب الصارم نفسه حيال الانفصاليين في شمال إيرلندا. لكنها ساهمت بدفع الشباب الكاثوليكي اليافع إلى العنف. ففي أكتوبر 1984 فجّر الحزب الإيرلندي الجمهوري عبوة في فندق برايتون، حيث كان يُعقد مؤتمر المحافظين. وبعد ساعات من الهجوم الذي قُتل فيه خمسة أشخاص، وقفت تاتشر في المكان وأعلنت أن الإرهاب لن ينتصر. تلفزيون تايواني يعتذر لبثه صوراً للملكة أثناء بث خبر وفاة تاتشر تايبيه - د ب أ - قدّمت شبكة تلفزيونية تايوانية اعتذارها عن نشر صور تلفزيونية للملكة إليزابيث الثانية أثناء بث خبر وفاة تاتشر. وكانت «ستي تي في» عرضت صوراً عدة للملكة خلال بث الخبر العاجل عن طريق الخطأ بدلاً من صور تاتشر. خلاف حول مراسم الدفن بارونة أم رئيسة وزراء فقط؟ لندن - أ ف ب - وجهت المملكة المتحدة امس، تحية اخيرة الى مارغريت تاتشر، التي أشعلت وفاتها على الفور الجدل حول ارثها وطبيعة مراسم الدفن التي ستخصص لها الاسبوع المقبل. ونقل الجثمان ليل امس الاول من فندق ريتز، حيث كانت تقيم منذ اشهر وحيث توفيت. وسيجري دفنها الاسبوع المقبل لكن الجدل بلغ اوجه حول مراسم تكريم البارونة تاتشر بحسب لقبها الرسمي. مثل ديانا والملكة إليزابيث فقد قررت الحكومة ان تقام تشريفات عسكرية في كاتدرائية سانت بول بعد تشييعها من وستمنستر الى الكاتدرائية. (كما جرى للاميرة ديانا والملكة اليزابيث الاولى). ويشارك في مراسم التشييع رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون الى جانب شخصيات كثيرة. كما ستحضرها الملكة اليزابيث، التي كانت علاقاتها مضطربة مع تاتشر، وزوجها دوق ادنبره. لكن تاتشر لن تحصل على مراسم الدفن الوطنية التي تخص بها بريطانيا العظمى الملوك وشخصيات مرموقة. «ديلي ميل» تطلق حملة تكريم «ستكون اهانة للتاريخ رفض تقديم هذا التكريم الى السيدة التي انقذت بريطانيا العظمى»، وفق كاتب في «ديلي ميل»، التي اطلقت حملة تطالب بذلك. كما طالب نواب محافظون باجراء مراسم دفن وطنية. لكن على الانترنت تكاثرت العرائض المطالبة بعدم اثقال كاهل دافعي الضرائب، موصين «بخصخصة» دفن السيدة التي كسرت دولة الرعاية وكانت من انصار الخصخصة. وكتب احد رواد الانترنت ساخرا «الطريقة المثلى لتكريم ماغي هي نقل مراسم دفنها الى الصين»! وقرر البرلمان قطع عطلة الربيع لاحياء ذكرى تاتشر. ويجتمع النواب واللوردات اليوم ليتفقوا على رسالة تكريم تقدمها الحكومة، مما يرجح ان يثير جدلا ناريا مجددا. مرتاحون لوفاتها وفيما كان جزء من البلاد يبكي «قائدة عظيمة»، نزل المئات الى الشارع مساء الاثنين في لندن وغلاسكو وبريستول احتفالا بوفاة «المرأة الحديدية» المتهمة بالتضحية بالصناعة عبر اغلاق المناجم وتقليص تأثير النقابات وابداء الصرامة التامة حيال «الجمهوري الايرلندي». وفي بريستول اصيب ستة شرطيين في مواجهات. مع زوجي دينيس لم أكن وحدي في عام 2003 توفي زوجها دينيس الذي رافقها طوال حياتها الشاقة. «عمل رئاسة الوزراء هو عمل فيه كثير من الوحدة. وهذا أمر صائب، فلا يمكن للمرء أن يحكم من داخل الحشود. مع دينيس لم أكن لوحدي أبدا. كان رجلا حقيقيا، زوجا حقيقيا، صديقا حقيقيا» كما أفادت أثناء مراسم دفنه.