نظم مركز شباب الدوحة التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث محاضرة بعنوان «تقريب مقاصد الشريعة» ألقاها العلامة المغربي الدكتور أحمد الريسوني، الذي استهل محاضرته بالقول إن مقاصد الشريعة علم ناشئ وهناك إقبال عليه مما يستدعي الحاجة إلى عملية التقريب، مشيراً إلى أنه مع تقريب جميع العلوم الإسلامية لأن العلم الذي لا يقرب يبقى نخبوياً، وأوضح فقيه المقاصد أن علم مقاصد الشريعة هو العلم الذي يبحث في الأبعاد التي ترمي إليها الشرائع عامة والشريعة المحمدية بصفة خاصة، إذ يجيب عن سؤال «لماذا» وضعت الشرائع، وأن وظيفته الجوهرية أن يظهر للناس المقصد التي تسعى الشريعة لتحقيقه، مؤكداً أن العلماء في كل العصور أجمعوا على أن الشريعة جاءت لجلب المصالح ودرأ المفاسد، وأن الشرائع وضعت لما فيه مصلحة العباد، وأضاف العلامة الريسوني أن الحياة الطيبة تتمثل في الاستجابة لما جاء به الرسل، مشدداً على أن كل ما في الشريعة رحمة، وبيّن أن هناك بعض الآيات والأحاديث تذكر الأحكام والمقاصد والمصالح التي جاءت لجلبها والمفاسد التي جاءت لدرئها، مؤكداً أن أمهات هذه المصالح من نفع ودفع، وأساسها هي الضروريات الخمس، ومدارها أن تحفظ للناس خمس مصالح هي: الدين والنفس والنسل والعقل والمال. وفي ختام محاضرته، ذكر المحاضر أن الفرد المسلم إذا عرف ما يقصده الشرع، فإنه يكون أتقن لعمله وأقبل عليه، وأكثر صبراً عليه، فمن عرف ما قصد هان عليه ما وجد، موضحاً أن مقاصد الشريعة كما نبه عليه الكثير من العلماء تجعل الإنسان أكثر سداداً في تدينه وتطبيقه للأحكام الشرعية ويكون أكثر صبراً عليها وأكثر إقبالا عليها، ولم يفُته أن يوصي جميع المسلمين فكما يعرفون أن الصلاة واجبة يجب أن يعرفوا «لماذا الصلاة هي واجبة؟».. وهكذا في كل أركان الإسلام وفي المعاملات وفي الأخلاق، مؤكداً أن هذه الآداب التي أدبنا بها الإسلام يجب أن نعرف حكمتها ونتيجتها وثمارها، لأن الإنسان إذا عرف ذلك كان أكثر ابتهاجاً، وأكثر حرصاً وأكثر تشبثاً وأكثر سداداً في تطبيق ذلك والوصول إلى مقاصده.