| أسيل الظفيري | أبدأ مقالي هذا الأسبوع بطلب السماح منك قارئي أن أكون أنا بطلة موضوع المقال لأشارككم تجربتي، أحداث الحياة تجري علينا كل يوم، والله يقدر أقداره علينا بقدر ارتضاه سبحانه لنا، فهو الرحمن الرحيم يخصص لنا من تلك الرحمة ما يناسبنا، وهل هناك من هو أعلم منه سبحانه بتلك النفس التي خلقها بتعقيد عجيب دعانا سبحانه للتفكر فيها؟ إن تعاملنا مع الضغوط اليومية ليس وليد الموقف، لكنه نتاج لتراكمات من الخبرات والتجارب، كما أنه حصيلة لمهارات تم اكتسابها، وبالتجربة تبين لي أن درجة المرونة التي يتحلى بها الإنسان هي أكبر معين بعد توفيق الله ليتجاوز الإنسان محنته، كما أن المرء كلما عرف نفسه وإمكاناته أكثر، كان أقدر على قيادة هذه النفس ليعبر بها فوق تلك الأزمات. المرونة تعني أن تتقبل الجديد بأريحية، تعني ألا يتعاطى عقلك مع الجديد بنفس الطريقة التي يتعاطاها مع المألوفات في كل مرة، أتفق معك قارئي أن هذا يبدو سهلا بالمقال وصعباً إذا أنزلناه على الحال، ولا أعلم لماذا وأنا أتفكر بالمرونة، ذكرت المرأة الكويتية قديما أيام الغوص، كان زوجها يغيب عنها بما يقارب 6 أشهر، وعليها أن تتحمل أعباء أسرة كاملة طوال المدة مع كل القيود المجتمعية التي كانت تكبل يدها، وهي من هي، إنسانة بسيطة في كل جوانبها، لكنها عظيمه بدرجة مرونتها التي أهلتها لتتحمل الجديد من أعباء حياتها، من المؤكد أنها هيأت نفسها لتقبل ذلك الجديد بنفس مشرقة، فأحسنت التوكل على ربها، وأجادت ضبط مشاعرها وطريقة تفكيرها، فسهل عليها التعامل مع الجديد. متغيرات حياتنا تحتاج لشخص قوي، والقوة لها أوجه عدة، فكما أننا نحتاج للصبر والحكمة ورباطة الجأش لمواجهة المتغيرات، تعتبر المرونة أحد مصادر القوة، كيف لا وهي تجعل من الإنسان عجينه قابلة للتشكيل، فينسجم مع الجديد، بل قد يتناغم معه، والنتيجة أن تكون حراً في تشكيل قناعاتك، بعيدا عن القوالب الجاهزة في التفكير التقليدي، فتنعم بالجديد وتراه بزوايا لم تكن لتراها لو كنت ذلك المتحجر بتفكيره، هنا تكون فرصتك بالتمتع بالحياة أكبر، وهذا مطلب الجميع، إذاً علينا أن نتيقن بأن المرونة فن من فنون الحياة، نتدرب عليه، ونجاهد أنفسنا في اكتسابه، ولا نتوقع أنه موهبة من الله خص بها البعض، هي مهارة يتم صناعتها ولا يتم انتظارها. @ِِAseelAlzafiri