اشاد رئيس التكتل الوطني لأعيان تعز الاحرار، عضو مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، محمد مقبل الحميري، بالدعم السخي الذي تقدمه المملكة لليمن، وقال الحميري في حوار اجرته معه «المدينة»: لا ننسى ان نتقدم بالشكر الجزيل لقيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الدعم السخي الذي قدمه لليمن ولا يزال يقدمه من اجل اخراج اليمن من ازمته والوصول به الى بر الامان. واعتبر عضو المجلس الوطني لقوى الثورة في اليمن ان ارتفاع سقف المطالب من الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني الجاري لا تخيفه وان وصلت الى حد المطالبة بالانفصال، وأكد الحميري ان اي «انفصالات» تحدث في اليمن ستؤثر على دول الخليج، وقال «لذلك على اخواننا وأشقائنا في دول الخليج وأصدقائنا الراعين للمبادرة الخليجية ان يتنبهوا الى ان أي تشظي لليمن فهم من سيكتوون بناره قبلنا نحن اليمنيين»، ودعا عضو مؤتمر الحوار الوطني الجاري، زملاءه اعضاء المؤتمر ان يستشعروا مسؤوليتهم الوطنية ان لم يحقق الحوار المامول منه فانه سيكون لعنة على الكل.. مطالبا الرئيس هادي بسرعة اصدار قرارات رئاسية تعيد المظالم والحقوق لابناء المحافظات الجنوبية.. وتناول محمد مقبل الحميري قضايا عديدة تتعلق بالاوضاع التي يعيشها اليمن.. فإلى نص الحوار:- *قطعتم قرابة الشهر من مؤتمر الحوار الوطني.. كيف هو تقييمك لجلساته حتى الآن؟. - مؤتمر الحوار الوطني لا يزال في بداية طريقه، فبعد ان استكملنا مهام الجلسة العامة الاولى بنجاح واستطعنا التوافق الى تشكيل فرق العمل وهي تعتبر خطوة مهمة وجميلة جدًا، باستثناء لجنة صعدة التي لا يزال هناك خلاف بين بعض الاطراف حول هيئة رئاستها.. لكننا سوف نحسمها في اول اجتماع للجلسة الثانية واستئناف المشاركين في الحوار «اليوم» السبت- ال13 من ابريل عندما يجتمع المشاركون وبعد عودتهم من اجازة الاسبوع التي منحت لهم في ختام الجلسة الاولى للحوار. شيء جميل ان تجتمع كل هذه الاصوات المتناقضة تحت سقف واحد وارض واحدة.. اذ نشاهد تقدما ايجابيا في الاجواء الحوارية الاخوية بين اعضاء مؤتمر الحوار، فنشاهد ان هناك طمأنينة بين المتحاورين وتقاربا فى وجهات النظر المتباينة بينهم من يوم لآخر، حيث نجد ان مواقف مكونات الحوار اليوم احسن مما كانت عليه في اليوم السابق، ونؤمل الكثير من هذا الحوار بان يستشعر كل عضو في مؤتمر الحوار، المسؤولية الوطنية التي كلف بها والشرف الذي منح له اذا ما قام بهذا الواجب الوطني ما دام سيعمل على المساعدة في انجاح الحوار والخروج باليمن من هذا الوضع المضطرب وغير السوي، ما لم يتحقق هذا فان مؤتمر الحوار سيكون لعنة على الكل. قضية كل اليمنيين *رغم مشاركة بعض الحراك الجنوبي.. لكن هناك اطرافا في الحراك تشكك بهذا التمثيل وانه لتمييع القضية الجنوبية، اين الحقيقة؟. -بالنسبة للقضية الجنوبية، هي ليست قضية فئة معينة من الجنوبيين، وإنما هي قضية كل ابناء المحافظات الجنوبية بشكل خاص وأبناء اليمن بشكل عام، فكلنا مع القضية الجنوبية بان تحل حلا عادلًا في اطار الدولة اليمنية الواحدة.. ولا نريد فئة تقول نحن المتحدثون عن الجنوب ولا صوت يعلو فوق صوتنا، فنحن نشاهد ان كل من يتصدرون قاعة الحوار هم من ابناء المحافظات الجنوبية فمن يقول ان هؤلاء ليسوا من ابناء المحافظات الجنوبية عليهم ان يثبتوا لنا ذلك.. وطالما انهم من ابناء الجنوب فلهم الحق في الحديث عن الجنوب مثلهم مثل غيرهم وهناك عدد كبير من قيادة قوى الحراك نفسه مشارك في الحوار، ولكن من لم يحضروا هذا المؤتمر ويريدون القول «نحن المتحدثون باسم الجنوب فقط فهو اختزال للقضية الجنوبية التي هي اكبر مما تختزل بهذه الصورة التي تسيء للقضية الجنوبية وتفقدها مضمونها الوطني». لا يخيفنا ارتفاع السقف *الملاحظ ان سقف المطالب للحراك ارتفع في مؤتمر الحوار ليصل الى المطالبة بفك الارتباط والانفصال، وبالتالي قد يصل بكم في نهاية المطاف الى خيارات لا يحبذها اغلبكم..؟. - الناس يريدون ان يروا جدية في الحوار ومصداقية في البحث عن حلول موضوعية وحقيقية من خلال الحوار.. شيء طبيعي ان يرفعوا سقف المطالب لتتقارب بعد ذلك وجهات النظر والوصول الى حلول مرضية.. ان ارتفاع السقف لا يخيفنا، ولكن يجب ان نكون صادقين وجادين في انصاف المظلوم ورفع المظالم التي حلت بأبناء الجنوب .. ولكن يبدو اننا في الشمال قد تطبعنا على هذه المظالم بينما لم يقبل بها ابناء المحافظات الجنوبية الذين اشعلوا فينا روح الثورة ورفض الظلم فلهم علينا الفضل في ذلك ولهم منا التحايا. تحالف التيارات القديمة *يتضح من خلال مشاركة الحراك في مؤتمر الحوار ان هناك اصطفاف تيارات قديمة في الساحة الجنوبية في مواجهات تيارات أخرى..؟. - هذا المؤتمر ان لم يفرز افكارا ورؤى ودستورا جديدا للجمهورية اليمنية يعالج كل اخطاء الماضي ويعمل على تأسيس دولة مواطنة متساوية تتجنب كل النعرات وثقافة الكراهية وكل ما يمايز بين ابناء الوطن، فانه سيعمل على ايجاد كوارث جديدة على اليمن وشعبه، لذلك يجب على كل المشاركين في مؤتمر الحوار ان يستشعروا المسؤولية التاريخية والمهمة الوطنية انهم يؤسسون لدولة مدنية حديثة لكل اليمن وليس لمنطقة ولا لقبيلة ولا لفئة ولا لسلالة ولا لطرف معين.. ان لم يكن يسير في هذا التوجه فانا اول من ينسحب من مؤتمر الحوار. الإفرازات المريضة *.. لكن هذا الاصطفاف يلاحظ انه احياء لصراعات اجنحة الحزب الاشتراكي التي تعود الى فترة ما قبل أحداث 13 يناير 1986م الدموية؟. - لا نستطيع ان نحكم على ذلك وستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود.. ما زالت الايام والليالي حبلى، ولا يمكن الحكم على ذلك ونحن لا نزال في بداية الطريق، والايام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات المثارة في الوقت الراهن.. ونحن لسنا مع أي توجه يفرز هذه الافرازات المريضة. مظالم لم تحل *اذا ما اصر ابناء الجنوب على مطلبهم في الانفصال.. اين سيكون صوتك..؟. - لا تقل ذلك، فالكثير من الاصوات العاقلة من ابناء الجنوب داخل القاعة وخارجها يرفضون الانفصال.. لكن دائما «التنك» الفاضي «الفارغ» يرتفع صوته.. وأنا في الحقيقة اعذر اخواننا في المحافظات الجنوبية الذين يرفعون هذا الصوت لقوله تعالى «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم»، وهم ظلموا وإذا رفعوا اصواتهم يتوجب علينا ان نلتفت لهم ونحل قضاياهم، فان حلت القضايا لن نجد بعد ذلك هذه الاصوات مرتفعة.. هناك مظالم لم تحل حتى اليوم، ولم يتم رد الحقوق وإنصاف المظلومين وإعادة المسرحين من المؤسستين العسكرية والأمنية والجهاز المدني الموظفين من ابناء المحافظات الجنوبية، وهي مظالم ليست بحاجة الى مؤتمر وطني، وإنما كان يفترض ان تحل في وقت مبكر لكي تنفس عن الاحتقان الموجود في الشارع الجنوبي ولدى مواطنين الجنوب اليمني. ان أي انفصال يحدث في اليمن لن يكون انفصالا جنوبا وشمالا فحسب، وإنما سيؤثر في الخليج والمنطقة.. وعلينا الاستشهاد بما جرى ويجري للعالم على اثر انهيار الدولة في الصومال الشقيق الذي عدد سكانه تقريبًا ثلاثة ملايين نسمة «دوخوا» دول الخليج والجزيرة والاتحاد الاوروبي والعالم اجمع لذلك على اخواننا وأشقائنا في دول الخليج وأصدقائنا الراعين للمبادرة الخليجية ان يتنبهوا الى ان أي تشظي لليمن فهم من سيكتوي بناره قبلنا نحن اليمنيين. المملكة.. والدعم السخي *على ذكرك هذا كيف تقيم الموقف الاقليمي والدولي هل هو داعم في استقرار اليمن..؟. - يقولون دائما الحكم على الظاهر، والظاهر في الموقف الاقليمي والدولي يسير في هذا التوجه انهم مع استقرار اليمن وبناء دولة مدنية تسودها العدالة والمواطنة المتساوية، وإن شاء الله تكون بواطنهم كظواهرهم، وفي هذا الاطار لا ننسى ان نتقدم بالشكر الجزيل لقيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الدعم السخي الذي قدمه لليمن ولا يزال يقدمه من اجل اخراج اليمن من ازمته والوصول به الى بر الامان.. وأكثر من دعم اليمن ومده بالمشتقات النفطية، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا باعتراف الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي. اليمن بحاجة لقرارات إنسانية *هناك 20 نقطة طرحت قبل اشهر على الرئيس لمعالجتها تمهيدا للحوار منها المظالم في الجنوب، ولم تنفذ وحتى الان لماذا لم نركم تصرون عليها لاثبات للطرف الاخر حسن النية..؟. - هناك اصوات في مؤتمر الحوار طالبت بتنفيذها ونحن نضم اصواتنا الى أصواتهم، وأنا كنت احد الذين طرحوا على الاخ الرئيس هادي ضرورة حل المظالم التي تعرض لها الاخوة ابناء المحافظات الجنوبية ومنحهم حقوقهم، وفي احد اللقاءات مع الرئيس هادي قلت له ان هذه القضايا والمطالب الحقوقية يجب ان تحل، كما طرحنا عليه ضرورة توحيد قيادة الجيش والامن، وعندما اصدر قرارات تتعلق بتوحيد وهيكلة الجيش مشكورا، قلنا له لكن الوطن بحاجة الى قرارات انسانية عاجلة واقصد فيها قرارات اعادة المظالم وإنصاف المظلومين وأصحاب الحقوق. *.. ولماذا لم تطلبوا من الرئيس ووزير الدفاع توضيحا لكم بهذا؟. - طالبنا اكثر من مرة سابقة ولا نزال نطالبهما بالتعجيل بإصدار قرارات عسكرية توحد الجيش والأمن تحت قيادة موحدة، وها هي القرارات العسكرية للرئيس هادي صدرت الاربعاء بتعيين قادة المناطق العسكرية، ونأمل ان يكون الرئيس هادي قد توفق فيها وتم الاختيار على اسس رؤية وطنية وعلمية وليست على اسس رؤية مناطقية.