الوضع السياسي الحالي بالكويت يعاني مشكلة اساسية ربما لم ينتبه لها كثيرون، وهي ان معظم الشباب المناصرين لنواب ما يعرف بالأغلبية في المجلس المبطل هم من الشباب الصغار الذين ولدوا بعد تحرير الكويت من الغزو الصدامي الغاشم في 1991، وهذا الشيء لم يجعل هؤلاء على دراية كافية بتاريخ هؤلاء النواب خاصة من تجاوزت مدد استمرارهم بعضوية المجلس نحو 15 سنة او يزيد، واصبح الامر لدى الشباب انهم يناصرون النواب بشكل «عمياني» ويخونون من ينتقدهم لأنهم لم يسمعوا من هؤلاء النواب إلا لغة التخوين، فأي سياسي أو مسؤول يختلف معهم هو في خانة «الخونة» في نظرهم، وانتقل هذا الاسلوب وهذه الثقافة للأسف الشديد إلى أوساط عديدة في المجتمع ومن بينها وأخطرها أوساط الشباب! فالشباب اليوم - جزء كبير منهم - اصبحوا جنوداً مجندة لبعض نواب المعارضة، فاصبح لكل نائب مجموعة تدافع عنه بالحق والباطل، وتشن حروباً لا هوادة فيها ضد خصوم النائب الذي يناصرونه، حتى شهدنا انتشار كلمة «شبيحة» في اوساط المعارضة تشير الى هذه النوعية من الشباب، و«الشبيحة» بالطبع يأتمرون بأوامر النواب فتحدث حروب طاحنة بين اطراف المعارضة ربما بسبب كلمة عابرة او موقف عادي، ولكن الحرب عادةً تكون حرباً شاملةً لا تبقي ولا تذر! اساس المشكلة هو كما ذكرنا، «ثقافة التخوين» التي خلقها النواب حينما كانوا متماسكين ضد خصومهم، لكن اليوم «انقلب السحر على الساحر» فاصبحوا يخونون بعضهم بعضاً حتى بلغ الأمر الدخول في الحياة الشخصية للخصوم! السؤال هو: كيف إذاً ستصبح عليه حالكم فيما لو تحققت الحكومة المنتخبة واستلمتم مقاليد ادارة الحكومة؟ نظن - والله أعلم - أن الأمر سيتطور إلى مذابح وليست معارك كلامية! ولنتخيل فقط المشهد حينها، فأجهزة الأمن بيد حكومة من هؤلاء الذين تقاتلوا على قيادة الحراك، فكيف ستكون الصورة اذا ارادوا توزيع غنائم الدولة؟ لا نريد ان نرسم صورة سوداء لأوضاعنا، لكن واقع الحال مخيف فيما لو تمت الاستجابة لمطالب هؤلاء الساسة الذين لا يعرفون إدارة امورهم وهم خارج السلطة فكيف سيديرون الدولة لو تمكنوا من قيادتها؟ الوضع مخيف فعلاً، وعلينا الانتباه لبلدنا وحفظه من الشرور بعد الاستعانة بالله العلي القدير الذي يقول في محكم كتابه العزيز: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» صدق الله العظيم. فيا أهل الكويت، وياشبابها، احفظوا الكويت وحافظوا عليها فنحن في نعم كثيرة يحسدنا عليها كثيرون.