من دون أدنى شك حين بدأ حراك الفوضى وتدافعت الأرواح الشريرة لفعل التخريب وتكسير قواعد النظام، وانطلقت شعارات الغوغاء من البعض في ساحة الارادة، تدعو للخروج عن الدولة وتطالب بالعصيان، لتتزامن مع البلاء الذي أصاب بعض الدول العربية، في ما سمي بالربيع العربي، الذي أصبح اليوم وبالاً على شعوب تلك الاقطار. لا شك ان معظم أهل الكويت قد تمكن منهم الخوف على بلدهم ومستقبل ابنائهم من أن ينجح، لا سمح الله، اصحاب تلك الارواح الشريرة في مسعاهم الخبيث، إلا ان الله سبحانه قد خيب أهدافهم من خلال ما كان يتحلى به صاحب السمو، حفظه الله، من حكمة وبعد نظر جعل كيدهم يرتد إلى نحورهم، وافشل مخططهم الشرير، وازال الخوف والقلق من نفوس الناس. وحين اصدر سموه مرسوم الضرورة، المتعلق بتعديل آلية التصويت، لينقذ البلد من حمى الاصطفافات والتحالفات التي تشكلت منها تلك الظاهرة الشريرة، انتعشت النفوس بالأمل، وبعد الانتخابات وحين اختار الناخبون ممثليهم وتشكل مجلس الامة، وهو خال من المؤزمين وهواة النكد، ارتفع منسوب الطموح عند الناس، واصبحوا على قناعة بان البلد قد اصبح على ابواب نقلة نوعية نحو النمو تعوضه عن سنوات الشلل الذي اصابه، نتيجة تلك الممارسات اللامسؤولة من قبل أصحاب الشعارات الجوفاء.. وقد زاد من هذه القناعة خطابات وتوصيات القيادة السياسية المتكررة بضرورة الاسراع في تنفيذ طموحات الناس في النقلة النوعية. لكن للاسف الشديد، بدأ الشعور بالصدمة حين شكل رئيس الوزراء حكومته، وهي الوجوه نفسها التي فشلت في تقديم أي شيء مفيد للبلد حين كانت في الحكومة السابقة، اضف إلى هذا ان من بين اعضائها من كان قد تقدم باستقالته من الحكومة السابقة احتجاجاً على مرسوم الصوت الواحد.. الا ان الطموح بالعمل على تحقيق النقلة النوعية مازال قائما عند الناس.. لكن ايضا وللاسف الشديد وخلال الاشهر الأربعة الماضية، لم ير الناس من هذه الحكومة ولا من رئيسها ما يبشر بالحد الأدنى من ابجديات النقلة النوعية، بل على العكس من ذلك تماماً، فهي من اخفاق الى آخر ومن فشل إلى فشل، وعجزت حتى عن مجرد صياغة تصورات لحل بعض المشاكل التي طفحت، كمشكلة المرور على سبيل المثال، دع عنك الانفلات الأمني، ودخول اطنان الاطعمة الفاسدة للبلد، وتدني مستوى التعليم في القطاع العام، وانتشار الفساد في الكثير من أجهزة الدولة بشكل غير مسبوق، الى ان وصل الامر ان يتجرأ اللصوص للسطو على احدى دوائر الأمن وسرقة الاسلحة واطنان الذخائر بكل بساطة وأريحية! الآن كل هذا الفشل بكوم، رغم الاضرار الفادحة التي تصيب البلد من جرائه، ومشروع قانون الإعلام الموحد لوحده بكوم! فهذا القانون قد نزع آخر ورقة تتستر بها هذه الحكومة، فعلاوة على فشلها الذريع، إلا انها لم تكتف بهذا الفشل بل تريد ان تقتل بدم بارد كل رأسمال الكويت أمام العالم، وهو هامش الحرية الذي يتمتع به اعلامها! لذلك اقولها للاسف وبكل صراحة بعد هذا القانون: هذه حكومة فشلت ان ترتقي الى طموح القيادة السياسية، وعجزت عن تحقيق امنيات الناس في النقلة النوعية التي كانوا يتطلعون اليها، بعد ان مهّد لها صاحب السمو حفظه الله عبر تعديل آلية التصويت! كذلك هي حكومة غير واعية لنتيجة هذا الفشل وما سوف يصاحبه من تداعيات قد تعيدنا الى المربع الأول، اذا ما انتهت السنوات الأربع المقبلة التي هي عمر الصوت الواحد! لذلك بات من المصلحة للبلاد وللعباد ان يبادر سمو رئيس الحكومة بتقديم استقالته وحكومته، لتأتي للبلد حكومة تستطيع الارتقاء مع طموحات القيادة السياسية، وتعمل على تحقيق النقلة النوعية التي هي حلم الناس واملهم في النقلة النوعية التي يتطلعون إليها. سعود السمكه