أكد مصدر حكومي مطلع ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك قد انتهى من مشاوراته واتصالاته امس لانجاز التشكيل الحكومي وأنه استقر على القائمة شبه النهائية والتي ستحتاج لبعض التمحيص والتدقيق قبل رفعها الى سمو أمير البلاد اليوم أو صباح الاحد المقبل. واضاف المصدر انه رغم ضيق الوقت والاستعجال في التشكيل المطلوب فإن سمو رئيس الوزراء مصرٌّ على التريث في تأليف الوزارة التي اصبح ترتيبها صعبا بالنظر لنتائج الانتخابات وتركيبة مجلس الامة الجديد. وذكر المصدر ان الحكومة الجديدة ستكون قوية وخالية من بعض العناصر التي يعتبرها بعض النواب «مؤزمة»، لافتا الى ان الوزراء الذين عليهم ملاحظات لن يعودوا مرة اخرى بالتشكيل الحكومي. وكشف المصدر ان الوزراء رولا دشتي ومصطفى الشمالي ونايف الحجرف قد لا يعودون للتشكيلة الحكومية، خاصة اذا قبل اعتذار الشمالي والحجرف، بينما سيبقى الوزير سالم الاذينة ولن يتم توزير أي من الاعضاء العوازم، كما ستبقى الوزيرة ذكرى الرشيدي ايضا في الحكومة لتحمل حقيبة وزارة الشؤون ذاتها أو وزارة اخرى. واستقبل سمو رئيس مجلس الوزراء امس اربعة نواب كل نائب على انفراد واستمع منهم لملاحظاتهم على بعض الوزراء الحاليين وعرض على احدهم الدخول في الحكومة. ويعاود رئيس الوزراء الالتقاء اليوم وللمرة الثانية بعد لقائه امس مع المراجع العليا للتشاور في بعض الاسماء المقترحة للتوزير في وزارات الداخلية والدفاع والصحة والشؤون والتخطيط ومجلس الامة. وطالب من جانبه النائب يعقوب الصانع بمجيء حكومة جادة صاحبة رؤية وبرنامج عمل قابل للتنفيذ. وقال الصانع ل«الوطن» «نريد حكومة بوزراء اصحاب قرار ويملكون التنسيق والرؤية المستقبلية لأجندات وزاراتهم حتى يتم تنفيذ وتطبيق الخطط والبرامج الحكومية خير تطبيق ومعالجة الخلل الحاصل الآن». وطالب الصانع الحكومة بالاتفاق مع المجلس على حزمة اولويات لإنجازها ومن اهم هذه الاولويات متابعة قوانين مكافحة الفساد والتشريعات الالكترونية التي قطعنا فيها شوطا طويلا وتم اقرارها بالمجلس المبطل. ومن جانبه قال النائب محمد الجبري ان المطلوب هو حكومة قوية بمعيار كفاءة عالية لتكون عنواناً رئيسياً للحقبة المقبلة، وان تكون على مستوى الطموح وان تترجم توجيهات سمو الامير على ارض الواقع. ومن جانبه طالب النائب حسين القويعان الحكومة بان تكون على قدر المسؤولية حتى لاتكرر الاخطاء التي حصلت بالماضي، مشيرا الى ان تعديل النظام الانتخابي هو اولوية لتحقيق العدل المساواة للجميع بعد ان اصبح مطلباً شعبياً لابد ان يتحقق ويكون محل توافق الجميع. وقال القويعان ان الوجوه الشابة التي افرزتها صناديق الاقتراع يجب ان ترادفها وجوه شابة في الحكومة حتى يكون العمل بشكل متوازن يحقق تطلعات الشعب الكويتي. ومن جهتها طالبت النائب د.معصومة المبارك الوزراء الذين اصدروا قراراتهم في التعيينات والنقل وغيرها «بقص الحق» من انفسهم وان يرحلوا عن الحكومة الجديدة، مؤكدة انهم ليسوا جديرين بالبقاء. ودعت المبارك الى اهمية معالجة تلك القرارات الخاطئة التي اتخذوها لاسيما ان الحكومة كانت لتصريف عاجل الامور فقط، لافتة الى ان هذه القرارات اتخذت بعبثية وفيها احراج كبير للوزراء الذين يأتون من بعدهم. ومن جهته شدد النائب عبدالله التميمي على ضرورة عدم تغييب الدور الرقابي في مجلس الأمة من خلال تغطيته او تأجيله بل لابد من تفعيله. واضاف التميمي «ليحسب كل وزير حسابه بأنه سيحاسب من اول يوم بعد توليه منصبه»، مشيرا الى انه على الوزراء ان يعلموا ان الدور الرقابي للمجلس سيفعل في اي وقت متى ما اقتضت الأمور ذلك دون النظر الى الفترات الزمنية، مطالباً بابتعاد وزراء التأزيم خلال التشكيل الحكومي المقبل واختيار كفاءات قادرة على الإنجاز. ومن جانبه اكد النائب علي الراشد ان المنافسة على رئاسة مجلس الأمة ستكون منافسة شريفة، قائلاً: «لن نجعلها معركة ونتمنى من الله ان يوفقنا لحمل هذه الامانة وان يكون الجميع على قلب رجل واحد من اجل الكويت، لا تفرقهم الخلافات التنافسية بين زملاء واخوان فالجميع يصبو لخدمة الشعب الكويتي. ورداً على سؤال حول احتمالية وجود مال سياسي يستخدم في المنافسة على منصب رئاسة البرلمان، اجاب الراشد «اتمنى الا يكون ذلك موجوداً، ومن يمتلك دليلاً فعليه تقديمه للنيابة العامة او السلطات المختصة». وهنأ الراشد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على تجديد ثقة سمو الأمير فيه، داعياً لأن يعينه الله على حمل هذه الأمانة في اختيار وزراء يحققون آمال وتطلعات الشعب الكويتي. ودعا النائب سلطان الشمري الى اهمية اختيار حكومة قوية قادرة على انتشال البلد من الوضع السيئ الى وضع أكثر تنموي من خلال اختيار عناصر وزارية من ذوي الكفاءات والخبرة لوضع خطة برنامج حكومة عمل، معرباً عن ثقته بسمو رئيس مجلس الوزراء في قدرته على اختيار عناصر قادرة ومؤهلة للنهوض بالحكومة مرة اخرى. واكد النائب فيصل الكندري ضرورة وجود وجوه جديدة في التشكيل الجديد للحكومة على ان يكونوا رجال دولة اقوياء من ذوي الكفاءات والخبرة، معرباً عن تطلعه الى تجانس الحكومة والمجلس لتحقيق طموح المواطنين وصالح البلاد. من جانبه اعرب النائب محمد طنا عن امله بأن يختار سمو رئيس مجلس الوزراء حكومة بطموح الشعب الكويتي ومجلس الأمة، مشدداً على ضرورة اخراج المؤزمين من التشكيلة الحكومية. واضاف طنا بأن لديه تحفظاً على اثنين من الوزراء، وان رئيس الحكومة يعرفهما جيداً لذلك يجب ان يكون التشكيل متوازناً وخالياً من المؤزمين الذين يحاولون ضرب شريحة من المجتمع، مؤكداً ان على الجميع ان يعرفوا ان الحكومة ليست الصوت الأوحد بل ان المجلس هو الصوت الأوحد الذي يمثل الشعب، ومن جانبه اكد النائب جمال العمر اهمية التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال المرحلة المقبلة من اجل خلق توافق لدعم خطة التنمية وانجاز القوانين التي تحتاجها البلاد ويتطلع لها المواطنون. واضاف العمر خلال استقباله للمهنئين انه وطالما ان المجلس قد دفع باتجاه اقرار قوانين هيئة مكافحة الفساد وكشف الذمة المالية وتضارب المصالح ضمن اصلاح الوضع السياسي في البلاد، فإنه اصبح لزاما على جميع الاعضاء بمن فيهم انا شخصيا تقديم كشوف بذممهم المالية وفقا للقانون ليكون موقفهم واضحا امام المواطنين، مشيرا الى ان عضوية مجلس الامة تكليف لا تشريفاً. وطالب العمر بدعم قضايا المرأة والتي تعثرت ولم تستطع المجالس الماضية انجازها خاصة ما يتعلق بالاسكان والوظائف القيادية التي تحرم منها المرأة، وظروف الكويتية الارملة والمطلقة وغير المتزوجة، والمتزوجة من غير كويتي. واكد العمر ان تحصين المحكمة الدستورية أسس لمبادئ دستورية مهمة وابقى المراسيم التي تدخل ضمن الصلاحيات المطلقة لصاحب السمو الامير تحت رقابة القضاء، وهو الامر الذي اسهم في استقرار الادوات الدستورية. ودعا من جانبه النائب كامل العوضي الى تشكيل حكومة من الكفاءات قادرة على اتخاذ القرارات وصاحبة رؤية ومنهج اصلاحي وتتحمل مسؤولية قراراتها، وان تكون منسجمة مع افرازات المجلس وتدفع بالتعاون الجاد والبناء بعيدا عن التصعيد والتأزيم والاستخفاف بالمجلس. واكد ان اختيار الوزراء حق لرئيس الحكومة المكلف ولا نتدخل في دوره وحقه في هذا الشأن، ودورنا هو ان نراقب اداء الحكومة ونحاسبها على التقصير والتراخي. ومن جانبه، قال النائب حمد سيف الهرشاني ان الهجوم على وزير الداخلية غير مبرر وانه وزير نظيف اليد والضمير ورجل يعامل الجميع بمسطرة واحدة وله انجازات في تطبيق القانون على الجميع دون استثناء. وقال ان هناك شخصانية في الهجوم على الوزير احمد الحمود لأنه لا يقبل الابتزاز. ومن جانبه، اكد النائب مبارك الخرينج ان نظام الحكم في الكويت ممثلا في اسرة الحكم آل الصباح الكرام لا خلاف عليهم بأنهم الشيوخ الذين تربطهم بالشعب كل اواصر المحبة والاحترام والترابط، مؤكدا ان الرابطة بين الشعب والاسرة هو رابط متين وقوي، لافتا الى ان كل الكويتيين يعتزون ويفتخرون بحكم اسرة الصباح الممتد منذ اكثر من 300 عام، وهو حكم الولاء له جيلاً بعد جيل. ( الوطن) الكويتية