شاهدت في قناة روتانا خليجية وبالتحديد برنامج سيدتي وفي حلقة السبت حيث طرحت مذيعة الحلقة موضوعًا عن الحب لدى مجتمعنا وقد كانت الردود ذات إيجابيات وذات سلبيات، ولكن لا يكون الرد بهذه القسوة والتشاؤم فعندما سألت المذيعة كلًا من الحضور معها في المقابلة الكل أجاب بطريقته أما السيدة الناشطة فهي ليست راضية عن الحب وأبدت رأيها بذلك الانطباع الذي ترى أن الله لا يريده، فالحب موجود من أزمان عديدة ولو عشنا في هذه الحياة دون حب لأكل بعضنا البعض وعندما خصت الحب الذي تريد وهو حب الشاب للفتاة ومن ثم الزواج وتكلمت أيضًا عن المواقع وأنها جعلت للتعارف وطرحت الآية الكريمة (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) فمشكلتنا أننا نتكلم بعكس ما نرى، وهذه المواقع إذا أحسنّا استعمالها فقد أُحسنت النيات ولكن وبصراحة ومصداقية إنه ليس لدينا شباب يحسن استعمال مثل هذه المواقع وذلك للفراغ العاطفي فهم يسيئون لأنفسهم وللفتيات ومن نظرة أخرى أما عن البرود العاطفي بين الأزواج فطبيعة الحياة لابد أن يأتي فيها برود ومن ثم يتجدد الحب وسوف تسير الحياة اليوم والغد وبعد الغد إلى ما لا نهاية... ومنذ أن أوجد الله الخليقة فإن الطلاق موجود وقد أحله الله وعندما أدخلت علينا هذه الأمور الدخيلة والمعتقدات الغربية فقد عكست عقلية البعض وجعلتهم يحكمون بأحكام قد خيلت لهم، وقد لفت نظر الكاتبة حول المسن وزوجته وهم يسيرون في شوارع الدول الأوروبية وهم يمسكون أيدي بعضهم البعض فقد شبهت الكاتبة ذلك بأنه الحب الأبدي ولم تر الجانب الآخر أنهم يعيشون وحيدَيْن دون أبناء وأحفاد يلتفون حولهم كمجتمعنا الذي شبهته بالمجتمع الناقص من وجهة نظرها، ومن وجهة نظرنا -نحن- فإن لدينا مجتمعًا يتصف بالقيم والمبادئ التي تجعل من الترابط الأسري منظومة بوجود الأبناء والأحفاد فلربما لو أننا نظرنا إلى الجانب الحسن لرضي كل شخص عن نفسه ولم نر مثل هؤلاء الأشخاص الذين ينتقدون أشياء ويتركون أشياء أخرى هي أهم وذلك لرغبتهم لا للموضوعية، لماذا لم تنظر الكاتبة إلى الحب الذي قبل الزواج في الخارج وهي من الناحية السيئة لديهم والمعاشرة ومن ثم إنجاب الأبناء وبعدها يفكرون هل يرتبطون أم لا؟!. أليس هذا جانبًا سيئًا؟ أم الجانب السيئ في مجتمعنا فقط فمن يساعد ويحفز لتبني مثل هذه الأفكار الهدّامة إنما هو شخص غير قنوع ولن يرضى عن نفسه في الأول والأخير، فهذا ما يساعد شبابنا على عدم الرضا والانتقاد الدائم، فلابد أن يرتقي الإنسان بعلمه. سعاد صالح باقازي - جدة