العلم والصحة هما الركيزتان اللتان ترتقي بهما الأمم والحمدلله أننا من ناحية العلم صار لدينا الكثير من العلماء والمخترعين والمبدعين أما من ناحية الصحة فلازالت دون المأمول وما يعنى هنا الصحة البيئية التي هي في حالة سيئة بمدينة جدة بسبب تراكم وانتشار القمامة على كل جانب وعلى كل ركن بأكثر أحيائها القديمة والجديدة والأمر الذي لم نألفه هو مشاهدة غسيل ملابس السائقين والحراس منشورًا على الخشب خارج المنازل. وكيف يكون ذلك ومدينة جدة تعتبر أهم ميناء بالمملكة العربية السعودية يفد اليها الحجاج والمعتمرون من مشارق الأرض ومغاربها قاصدين الأماكن المقدسة ويفد إليها أيضًا الضيوف من الهيئات الدبلوماسية كما إنها مركز تجاري وصناعي هام ولا يستطيع أحد أن لا ينبهر بوجود المشروعات الجبارة التي قامت ولا زالت تقام على أرض مدينة جدة. من أجل ذلك لابد من أن يوجد من بين المبدعين والمفكرين من يسعى سعيًا جادًا لإلقاء أفكار عملية تأتي بحلول جذرية تساعد أمانة البلدية في تخليص مدينة جدة من ورطة انتشار القمامة علمًا بأن جميع المحاولات من قبل المتطوعين والمتطوعات جزاهم الله خيرًا الذين ساهموا بكنس بعض الشوارع والأماكن لم تجد نفعًا أما القول الذي يفيد بأن سبب انتشار القمامة يرجع إلى استلام شركة للنظافة تحل محل سابقتها فإنني أعتذر للإفصاح عن عدم تصديق مثل هذا القول لأن هناك على مد البصر مخلفات من القمامة ومخلفات من مواد البناء وأغصان الأشجار وسيارات خربة متروكة ولكن ليس بالأيام وإنما بالسنين ولقد ساعدت هذه التراكمات مع تجمع القمامة في انتشار التلوث البيئي مما أدى إلى لجوء الكثير من المواطنين باستقدام عمال رش المبيدات الحشرية يوميًا والنتيجة انتشار ظاهرة أزمات ضيق التنفس الذي بات يعاني منه الكبار والصغار. في رأيي أن مدننا لن تنظف إلا بعد تنفيذ الغرامة على كل من يلقي على الأرض حتى ولو بقصاصة من الورق وعلى كل من يترك مخلفات بناء بيته أو يخرج مخلفات من بيته على الطريق وعلى كل من ينبش ليبعثر القمامة داخل أو خارج الحاوية وأكثرنا يرى المجهود الذي يبذله عمال النظافة ولكن هناك خلل في سير عملهم أدى إلى ما وصلت إليه مدينة جدة ومثل هذا الأمر يقع تحت مسؤولية إشراف ورقابة ومتابعة أمانة البلدية وذلك ما تفعله بقية الدول المتقدمة الراقية التي تحافظ على نظافة مدنها ونحن إن شاء الله أمة فيها الخير إلى أن تقوم الساعة. حميدة يوسف الفارسي-جدة