يرجح أن يتجاوز عدد سكان العالم في السنوات الأربعين المقبلة، ال9 بلايين. ومن المنتظر أن ينمو الطلب على الغذاء وفق التقديرات الراهنة بحدود 60 في المئة. وفي ظل هذا السيناريو ستحتدم المنافسة على موارد الأراضي والمياه والمواد الغذائية، وسط تفاقم مستويات الفقر والجوع على نحو قد أن يفضي إلى عواقب بيئية خطيرة إن لم توضع في الاعتبار تدابير لمواجهة مثل هذا الاحتمال. ويجمع مؤتمر عن الآفاق المستقبلية للأمن الغذائي، كبار الخبراء والباحثين من الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (سي جي آي اي آر) ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، إضافة الى ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني ومنظمات البحوث الأخرى، لإيجاد سبل للمساهمة التي يجب أن تقدمها البحوث العلمية لدعم الأمن الغذائي ووسائل التغذية، وإدارة الموارد الطبيعية، ومواجهة تغير المناخ، تصدياً لتحديات السنوات المقبلة. وينظم المؤتمر كل من «فاو» و»برنامج بحوث الجماعة الاستشارية في مجال السياسات والمؤسسات والأسواق» (بي آي ام) ، والمعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية. خلال القرن العشرين، واكب الإنتاج الزراعي العالمي مستويات الطلب المتزايد على الغذاء بسهولة، وواصلت أسعار المواد الغذائية الحقيقية حركة الانخفاض. ومع بداية هذا القرن انقلب هذه الاتجاه الطويل الأمد وطرأت زيادات بل قفزات مفاجئة بوتيرة متكررة على الأسعار. وعلى رغم تزايد الوفرة، ظلّت مشكلة الجوع قائمة لأعداد كبرى من الفقراء. واليوم أصبحنا نقف أمام جملة متفاعلة من الضغوط المشتركة على موارد التربة الهشّة، وإمدادات المياه، والمطالب المتنافسة على الأراضي. وباتت تداعيات تغير المناخ والضغوط المتصاعدة على استهلاك الوقود الحيوي، تشيع مزيداً من عدم الاستقرار في النظم العالمية للإنتاج الغذائي. يقول الخبير كوستاس ستاموليس، مدير شعبة الاقتصادات والتنمية الزراعية لدى منظمة «فاو» «هذه التحديات لا بد من مجابهتها، وعلى الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية ومنظمة فاو، السعي لإعادة تركيز التزام المجتمع الدولي على الزراعة المستدامة واجتثاث الجوع في ضوء هذه الظروف المستجدة. وهذا المؤتمر هو خطوة مهمة» في هذا الاتجاه». ويطرح الباحثون من «الجماعة الاستشارية» و»فاو» خلال المؤتمر، بحوثاً حول القضايا الرئيسية ذات الأثر الطويل الأمد على أمن الغذاء في العالم، مثل التغذية، والاستخدام المستدام للموارد، وتغير المناخ للنقاش العام كي يتمكن المشاركون من تحديد أولويات البحوث للسنوات المقبلة. وقالت الخبيرة كارين بروكس، مديرة برنامج بحوث الجماعة الاستشارية في مجال السياسات والمؤسسات والأسواق «إعادة تركيز اهتمام الممثلين الرئيسيين لمجتمع البحوث الدولي، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والأطراف المتبرعة وغيرهم للالتزام بقضايا الأمن الغذائي والتغذوي، سيساعدنا على تكوين صورة أكثر شمولاً لما يجب أن نطرحه من أولويات ونتخذه من قرارات في البحوث». وأضافت «يجب أن نسعى إلى تحديد الأهداف الصحيحة لبحوثنا، نظراً إلى ضخامة التحديات التي تنتظرنا والتهديدات التي نواجهها جميعاً، خصوصاً بالنسبة لأفقر الفقراء وأشد الفئات ضعفاً».