مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسعار جميع الأصول مصطنعة.. بسبب التيسيرات الكمية

90 دولاراً متوسط سعر البرميل قريباً.. وأميركا مكتفية ذاتياً قبل انتهاء هذا العقد
حذر خبراء عالميون، تحدثوا في ندوة بنك الكويت الوطني السنوية، من استمرار المخاطر المحدقة بالاقتصاد العالمي، مشيرين إلى تغيّر متوقع في خريطة النفط العالمية.
غصّت مساء أمس الأول القاعة الماسية الفاخرة في فندق الشيراتون بكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والمالية والأكاديمية. فبنك الكويت الوطني، كعادته كل عام، عقد ندوته العالمية تحت عنوان «مناخ الاستثمار العالمي ومخاطره». لكن «طعم» الندوة هذه السنة كان مختلفا. فخمسة من أبرز الشخصيات والقيادات المالية والاقتصادية العالمية، ممن يشغلون عضوية المجلس الاستشاري الدولي ل «الوطني»، «فصّلوا» المشهد العالمي كل وفق اختصاصه.
فتحدث الرئيس التنفيذي لشركة بيمكو الاستثمارية العالمية رئيس مجلس التنمية العالمية التابع لادارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية محمد العريان عن أداء أسواق المال وتوقعاته للمرحلة المقبلة. وتطرق أحد كبار مستشاري مجموعة سيتي غروب رئيس مجلس إدارتها سابقا وليام رودز إلى الأسواق الناشئة خصوصا التجربة الصينية. وفي حين تكلم رئيس مجلس إدارة مجموعة زوريخ للتأمين السويسرية رئيس مجلس الادارة السابق لمجموعة دويتشه بنك جوزيف أكرمان عن وضع أوروبا المتأزم ورؤيته المستقبلية، تناول الرئيس الفخري للمعهد الوطني للبحوث في الولايات المتحدة الأميركية وأستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد مارتن فيلدستاين الوضع الأميركي «بما له وما عليه». أما الخبير العالمي في مجال الطاقة العضو المنتدب رئيس أبحاث السلع العالمية في مجموعة سيتي غروب في الولايات المتحدة ادوارد مورس فتحدث عن سوق النفط العالمي وتوقعات الأسعار في المديين القصير والطويل.
دعا رئيس مجلس الإدارة في مجموعة زوريخ للتأمين السويسرية رئيس مجلس الادارة السابق في دويتشه بنك جوزف أكرمان حكومات منطقة اليورو لتعزيز الوحدة المالية بالوحدة السياسية حتى يستطيع الاتحاد مفاوضة ومنافسة دول عملاقة، مثل الصين والولايات المتحدة الأميركية. وطالب ألمانيا بأخذ زمام المبادرة وقيادة أوروبا والتحول من مفهوم «المانيا الأوروبية» إلى «أوروبا الألمانية»، خصوصا أن برلين هي الوحيدة القادرة على قيادة القارة العجوز بفضل متانة اقتصادها.
ودافع أكرمان عن وحدة منطقة اليورو وبدأ قراءته لأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو بالقول ان انهيار منطقة اليورو سيكون مكلفاً اكثر من اعادة بنائها. وانطلق أكرمان في حديثه من 3 نقاط أساسية: التكلفة المرتفعة لخطة إعادة هيكلة منطقة اليورو، وأهمية الاتحاد السياسي بين دول هذه المنطقة، وأخيراً عدم نجاح الرؤية السياسية في الحد من ارتفاع تكلفة هذه الخطة.
واستعرض بعد ذلك بعض التطورات التي حصلت على مستوى منطقة اليورو، من بينها عودة القطاع المصرفي في اليونان إلى التعافي بعد حالات التعثر التي شهدها، وتعزيز بعض الدول الأخرى لمراكزها المالية والاقتصادية، وإعادة رسملة القطاع المصرفي بما ساعده على مقاومة الصدمات، وتطوير معايير الحوكمة في منطقة اليورو.
وأوضح أكرمان ان الأسواق تمر حالياً بمرحلة إيجابية تدعمها سياسات البنك المركزي الأوروبي، سواء عبر توفير سيولة بقيمة تريليون يورو للقطاع المالي، أو عبر التعهد باتخاذ الخطوات الكفيلة بإنقاذ اليورو كعملة موحّدة.
حالة توازن جديدة
وفي سياق متصل، لفت أكرمان إلى ان حكومات دول منطقة اليورو ما زالت تواجه مخاطر وتحديات عدة، أبرزها تلك الناتجة عن التركيز على سياسات التقشف على حساب النمو، وما نتج عنها من ارتفاع في نسب البطالة، لا سيما بين الشباب، وصلت بعضها إلى مستويات غير مسبوقة. كذلك فقد سجلت بعض الدول تراجعاً ملحوظاً في تنافسيتها، لا سيما ان السياسات الرقابية الموحدة لا تتيح تغيير أو إعادة تقييم أسعار الصرف بشكل منفرد، وهو ما يفرض تحديات إضافية أمام هذه الدول.
وخلص أكرمان إلى التشديد على أهمية الانتقال من حالة التوازن القائمة حاليا إلى توازن جديد، وان كان ذلك يتطلب تسويات معقدة ومكلفة جداً، داعياً إلى التركيز على 3 محاور أساسية: اعتماد السياسات الكفيلة باستعادة النمو، وخلق فرص عمل جديدة، واعتماد خطة إعادة هيكلة شاملة في بعض دول اليورو، واتخاذ مزيد من الخطوات لتحقيق الاتحاد المالي بين دول اليورو، بما يعزز موقع دول اليورو.
وتطرق أكرمان إلى واقع قبرص بعد خطة الإنقاذ التي أقرها الاتحاد الأوروبي، ولفت إلى أنه من الصعوبة بمكان ان تطالب الأفراد بالمساهمة في خطة الانقاذ عبر الاقتطاع من ودائعهم دون مطالبة بعض شركات القطاع الخاص بأي مساهمة، مشيراً إلى ان دول الاتحاد الأوروبي أظهرت التزاما تجاه قبرص عبر إقرار خطة الإنقاذ، في وقت كانت فيه المعارضة الألمانية تعارض مثل هذا التوجه.
سعر البرميل
بدوره، توقع العضو المنتدب ورئيس أبحاث السلع العالمية في مجموعة سيتي غروب الأميركية، ادوارد مورس، أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط 90 دولارا في الفترة المقبلة، محذرا من تأثير الغاز الصخري وزيادة انتاج النفط في الولايات المتحدة على الأسعار. وقال مورس ان ولاية أميركية واحدة (تكساس) اكتشف لديها نفط يقدر بنحو 100 مليار برميل، أي أكثر من احتياطيات الكويت المؤكدة، كما أن بنسلفانيا لديها غاز ضخري أكثر مما تملك قطر من الغاز الطبيعي.
وذكر مورس أن الاقتصاد الأميركي هو الأسرع نموا في العالم من حيث زيادة انتاج النفط، حيث ارتفع 1.1 مليون برميل يوميا العام الماضي فقط، كما أن نمو الانتاج في كندا يزيد الضغط على الامدادات العالمية. وقال مورس: «أعتقد أن الشرق الأوسط لن يستطيع الحفاظ على حصته السوقية من الصادرات النفطية إلى أميركا الشمالية، إذا لم يخفض الأسعار لتصبح أكثر جاذبية»، ونصح مورس دول المنطقة بتنويع اقتصاداتها للحفاظ على التنمية المستدامة في الفترة المقبلة.
أميركا والنفط
وفي سياق آخر، تطرق مورس إلى واقع الطلب والعرض على النفط حول العالم في هذه المرحلة، مقارنة بما كان عليه قبل 5 سنوات. ولفت إلى ان التوقعات تشير إلى ان نمو الطلب على النفط سيبقى منخفضاً وربما يتلاشى، في الوقت الذي يشهد تزايدا في مصادر الطاقة الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية. واوضح أنه في ظل التطور السريع الذي تشهده التكنولوجيا المستخدمة في عمليات الاستخراج والإنتاج، فمن المتوقع ان تشهد السنوات الخمس المقبلة ارتفاعا متزايدا في الإنتاج من هذه المكامن. وتوقع أن تصبح الولايات المتحدة مكتفية ذاتيا بانتاج الطاقة قبيل انتهاء هذا العقد من الزمن.
كما تطرق إلى بعض العوامل الأخرى التي ستؤثر على الأسعار مستقبلاً، من بينها تراجع إنتاج أفريقيا، ليصبح أقل من إنتاج أميركا، وافتتاح خط لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، وأنبوب لنقل النفط بين أميركا وكندا، مؤكدا أن هذه التطورات سيكون لها جميعها أثر على قطاع النفط.
وختم مورس بالقول انه في ظل هذه التطورات، فمن الصعوبة بمكان ان تحافظ أسعار النفط على مستوياتها المرتفعة، موضحاً ان الأسعار قد تعود إلى مستوى 90 دولارا للبرميل خلال الفترة المقبلة، وهو المستوى الذي استقرت حوله قبيل الثورات التي اجتاحت بعض الدول العربية التي قد تكون قد ساهمت في دفع الأسعار إلى أعلى.
نقاط ضعف أميركا
من جهته، عدد الرئيس الفخري للمعهد الوطني للبحوث في الولايات المتحدة الأميركية وأستاذ الاقتصاد في جامعة هارفرد مارتن فيلدستاين نقاط ضعف الاقتصاد الأميركي في هذه الفترة، وأهمها:
● ضعف الاستهلاك، رغم ضخ المجلس الاحتياطي الفدرالي أموالا كثيرة.
● البطالة المرتفعة، حيث تبلغ نسبتها %8 وفق الإحصاءات الرسمية، وهي نسبة قد ترتفع إلى %15 إذا تم الأخذ بعين الاعتبار الذين توقفوا عن البحث عن العمل أو يقومون بأعمال مؤقتة أو يعملون لساعات محدودة.
● المستمرون في أعمالهم لا يلاحظون زيادة في الرواتب ودخلهم الشهري، مما يضغط بالتالي على حجم الاستهلاك والادخار أيضا، علما بأن الاقتصاد الأميركي يعتمد بنسبة %70 على الانفاق المحلي.
● إذا لم يرتفع الاستهلاك لا ترتفع الاستثمارات ولا تزيد الأعمال.
● ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الآسيوية والأوروبية ضغط على الصادرات بعد الغاء أسعارها.
وذكر فيلدستاين أن أبرز التحديات التي يواجهها الاقتصاد الأميركي في 2013 هو تخفيض الانفاق الحكومي، في حين أن «الاحتياطي الفدرالي» مستمر في شراء السندات طويلة الأجل.
وفي حين عدد بعض نقاط القوة أيضا، منها تحسن الأسهم وحركة بناء المساكن وبالتالي زيادة ثروات الأفراد، وارتفاع انتاج الطاقة (نفط وغاز صخري)، لاحظ فيلدستاين ضعف النمو الاقتصادي، حيث لا يتجاوز %2 على أساس سنوي وفق النظرة المتفائلة، أي دون مستوى %4 المطلوب لتوفير وظائف جديدة. كما تطرق إلى مجموعة من المؤشرات الأخرى من بينها ضعف أداء قطاع المستهلكين والإنفاق الاستهلاكي عموما، رغم التحسن الطفيف الذي شهده مؤخرا، إلا أن هذا التحسن يعزى بالدرجة الأولى إلى تراجع معدل الادخار إلى %2.5 فقط.
وأوضح فيلدستاين أنه يضاف إلى هذه العوامل الداخلية مجموعة من العوامل الخارجية، من بينها انخفاض معدلات نمو الناتج المحلي في أوروبا وتراجعها على مستوى في آسيا، بما ينعكس على الصادرات الاميركية والميزان التجاري بالإضافة إلى قوة الدولار الأميركي التي تساهم في رفع كلفة الصادرات.
المأزق السياسي
من جهة أخرى، رأى فيلدستاين أن مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي ليست لديه خيارات واسعة على مستوى السياسة النقدية في ظل برنامج التيسير الكمي وشراء السندات، محذراً من تضخم أسعار الأصول على المدى الطويل في ظل استمرار الأسعار المنخفضة للفائدة، والتي رأى فيها خطرا ملحوظا لكونها ستنعكس سلبا على حاملي السندات ما إن تبدأ أسعار الفائدة بالارتفاع مجددا.
وتطرق فيلدستاين إلى الانقسام الحاصل بين الديموقراطيين والجمهوريين في كيفية معالجة الأوضاع الاقتصادية القائمة، ولا سيما العجز المالي، فالحزب الديموقراطي يتبنى سياسة تمزج بين رفع عائدات الضرائب وخفض الإنفاق بما يساهم في خفض العجز إلى نسبة الناتج المحلي الإجمالي، في حين يقف الجمهوريون ضد أي توجه لزيادة الضرائب، وأمام هذا الانقسام يستبعد فيلدستاين حدوث أي تغيير أو التوصل إلى قواسم مشتركة، مشيراً إلى ان الجميع ينتظر الانتخابات المقبلة بعد نحو عامين، وبالتالي فإن هذا الواقع سيبقى قائماً، مستبعداً ان يدفع الرئيس الأميركي باراك أوباما حزبه باتجاه المواجهة مع الحزب الجمهوري، ما يعني ان نسب العجز ستستمر في الارتفاع، وما يعني مزيدا من الضغوط على حجم الاستثمار والإنفاق.
أسواق الأسهم
بدوره، اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة بيمكو الاستثمارية العالمية ورئيس مجلس رئيس الولايات المتحدة الأميركية للتنمية العالمية محمد العريان أن أسواق الأسهم لا تبالي في الفترة الأخيرة من الأخبار السيئة الآتية من أوروبا وأميركا واليابان، وهي تناقض أساسيات الاقتصاد، وذلك بفضل التيسير الكمي الذي تضخ البنوك المركزية العالمية من خلاله الأموال في الأسواق. وذكر أن البنوك المركزية لا تفعل ذلك لأنها تحب الأسهم، بل لأنها تريد رفع الأسعار وبالتالي زيادة الثروات مما يدفع لزيادة الاستهلاك وزيادة الاستثمارات فيعود الاقتصاد إلى مساره الطبيعي. لكن هذا الفرق في الثروات لم تستطع البنوك المركزية خلقه بعد.
كما تطرق العريان إلى واقع الاقتصاد الأوروبي، مشيراً إلى هناك مؤشرات على وجود تفاؤل أقل، مقارنة مع الاقتصادات الأخرى، مستعرضاً الدور الذي لعبته الترويكا المؤلفة من صندوق النقد الدولي والمركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية، في معالجة أزمة الديون السيادية، وسط انقسامات وخلافات سياسية بين دول اليورو حول الحلول المطلوبة. وأشار إلى أن الأزمة في بعض الدول الأوروبية انتقلت من غياب النمو إلى غياب الأمل في النمو، وهذا ما لا تستطيع البنوك المركزية مواجهته. وردا على سؤال من الحضور، أوضح العريان أن جميع أسعار الأصول مصطنعة بسبب سياسة ضخ الأموال التي تعتمدها البنوك المركزية حول العالم.
التجربة الصينية
من جانبه، تحدث أحد كبار مستشاري مجموعة سيتي غروب ورئيس مجلس إدارتها سابقا، وليام رودز، عن التحديات التي تواجهها الصين في هذه الفترة، خصوصا أن «أيام نمو اقتصادها بنسبة من خانتين قد ولت». وعدد أبرز التحديات:
● الفساد بات أزمة عميقة.
● التلوث الكبير في الطبيعة والهواء والماء.
● فقاعة السكن الثانية.
وأشار إلى ان الاقتصاد الصيني يحتاج لتحقيق نسبة نمو لا تقل عن %7 لخلق فرص العمل المطلوبة في ظل النمو السكاني الكبير، مستبعداً ان تعود الصين إلى تحقيق نمو اقتصادي بأرقام مزدوجة، في حين ان القيادة الصينية مع الرئيس الحالي شي جينبينغ تبدو مختلفة عن سابقاتها.
ومع وجود التحديات رأى رودز ان هناك عدة خطوات مطلوبة من الصين، تبدأ بفتح القطاع المالي أمام الشركات العالمية، وجعل أسعار الفائدة وأسعار الصرف أكثر مرونة، إلى جانب العمل على تحفيز الاستهلاك المحلي، مع الأخذ بعين الاعتبار ان أوروبا تعد أكبر شريك تجاري للصين، وبالتالي فإن النمو الاقتصادي البطيء في أوروبا يترك تداعياته على الاقتصاد الصيني.
وأكد رودز في الوقت نفسه ان الصين حريصة على تطوير علاقاتها التجارية مع دول الخليج سواء عبر بحث المزيد من الشراكات في مجال النفط والغاز، ومن خلال فتح الباب أمام استقطاب الاستثمارات الخليجية نحو السوق الداخلية.
دبدوب: استضافة أبرز خبراء العالم لإطلاع عملائنا على المستجدات الدولية
ألقى الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني إبراهيم شكري دبدوب في بداية الندوة السنوية كلمة ترحيبية، أشار فيها إلى أهمية انعقاد هذه الندوة في ظل ما يجري في العالم من تحديات وتطورات اقتصادية متسارعة، مثمناً مشاركة أعضاء المجلس الاستشاري لبنك الكويت الوطني لخبرتهم وتجربتهم وتوقعاتهم للمناخ الاستثماري العالمي مع عملاء البنك وضيوفه في ظل التحديات الحالية.
وشدد دبدوب على مكانة المشاركين في الندوة على الساحة العالمية وثقل آرائهم وتوقعاتهم، إذ يحرص البنك الوطني على استضافة أبرز الخبراء العالميين الذين لهم بصمات واضحة في الاقتصاد العالمي، وذلك لابقاء عملائه على اطلاع حول أبرز المستجدات على الساحة العالمية.
مورس.. ارفع سعر النفط قدر المستطاع
عندما قدم ابراهيم دبدوب ادوارد مورس على اعتبار أنه سيتحدث عن النفط، قال له ممازحا: «حان دورك، ارفع سعر النفط قدر المستطاع»، في إشارة إلى أهمية البرميل بالنسبة للاقتصاد الكويتي والتفاؤل الذي يشيعه ارتفاع سعره.
اللبنانيون سعداء رغم دين الدولة المرتفع
ذكر مارتن فيلدستاين أن الدين العام في الولايات المتحدة تضاعف خلال الأعوام الماضية من 36 % نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى %73، محذرا من أنه قد يصل إلى %100 إذا بقي العجز في الميزانية بين %5 و%7 سنويا. هنا قال ابراهيم دبدوب ممازحاً ان الدين العام اللبناني يقترب من %250 إلى الناتج، لكن اللبنانيين سعداء ويعيشون حياتهم الطبيعية.
دكتوراه فخرية لرودز
في بداية الحلقة النقاشية، كان ابراهيم دبدوب يعرّف بالمشاركين عبر تسمية كل شخصية مع لقب دكتور. وعندما وصل إلى ويليام رودز، قال له «سأمنحك دكتوراه»، وأضاف: «الدكتور ويليام رودز». فأجاب رودز ضاحكاً: «لديّ دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات».
المطاعم والمقاهي أفضل بزنس
عندما انتهت الكلمات التي ألقاها المحاضرون الخمسة، بدأ ابراهيم دبدوب بطرح الأسئلة عليهم والتي كتبها الحاضرون على أوراق مخصصة لذلك، وجمعها فريق عمل «الوطني». فقرأ دبدوب سؤالا نصه: ما مستقبل الاقتصاد الكويتي والنمو المعتمد بشكل أو بآخر على نمو المطاعم وال«كوفي شوب»؟ فأجاب دبدوب بنفسه: «قطاع المطاعم والمقاهي أفضل بزنس».
سويسرا.. بين الكونفدرالية والإنتاجية
سئل جوزف أكرمان عن أبرز نقاط القوة في الاقتصاد السويسري، فأجاب دبدوب في البداية «انها الكونفدرالية». بعدها عدد أكرمان النقاط بالديموقراطية وتعدد الثقافات والحيادية السياسية والنظام المصرفي. وقال ان العملة القوية دفعت بالسويسريين إلى زيادة الانتاجية وتحسينها لتعزيز تنافسية بضائعهم الغالية. وذكر أكرمان أن سويسرا باتت دولة عالمية، لكنه دعا إلى الاتحاد مع أوروبا.
العملة الخليجية غير قابلة للتحقيق
أجاب دبدوب عن أحد الأسئلة المتعلق بامكانية إصدار عملة خليجية موحدة بأنها ليست قابلة للتحقيق في الفترة الحالية، إلا إذا حصلت وحدة مالية ونقدية وربما سياسية، معتبرا أن «هذه الخطوات صعبة في المدى القريب».
4 من أميركا وواحد من أوروبا
أعضاء المجلس الاستشاري الدولي لبنك الكويت الوطني الذين حاضروا في الحلقة النقاشية، أتى أربعة منهم من الولايات المتحدة الأميركية، وواحد من أوروبا، وتحديدا من سويسرا.
سؤال لا جواب عليه
سئل محمد العريان عن الأصول التي ينصح بالاستثمار فيها، وفي أي أسواق، فقال: انه عادة لا يجيب عن هذا السؤال، حتى عندما يطرح عليه من قبل عائلة زوجته، لكنه سيقدم بعض النصائح لعملاء البنك الوطني وضيوفه، فأكد العريان أن أفضل استثمار هو الذي يتيح للمستثمر أن يحافظ على أمواله قبل البحث عن تحقيق عائد. وشدد على أنه ليس المهم اين تستثمر أموالك، بقدر ما هو مهم كيف تستثمرها، مضيفا أن أي استثمار يعتمد على عنصرين أساسيين يختلفان بين مستثمر وآخر، وهما العائد المتوقع ودرجة استعداده لاتخاذ المخاطر.
بين الكوريتين.. صراع شخصي أيضاً
ذكر وليام رودز أن رئيس كوريا الشمالية الحالي كيم يونغ أون يحاول اثبات نفسه عبر التصعيد الكلامي والسياسي والتهديد العسكري لكوريا الجنوبية. وروى رودز أن جد الرئيس الحالي حاول في خمسينات القرن الماضي اغتيال رئيس كوريا الجنوبية، لكنه لم يفلح. غير أن محاولة الاغتيال أودت بحياة زوجته. والرئيسة المنتخبة حديثا في كوريا الجنوبية بارك غون- هاي هي ابنة المقتولة، وابنة زعيم كوريا الجنوبية السابق تشونغ -هاي الذي حكم البلاد لمدة عقدين من الزمن. وشرح رودز أن الصراع بين الكوريتين في هذه الفترة شخصي أيضا. وأضاف ان تهديدات رئيس كوريا الشمالية تعد الاخطر منذ اندلاع الحرب بين الكوريتين في عام 1950، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن القيادة الصينية الجديدة يفترض ان تحول دون حصول أي تطورات، لا سيما ان التحديات الناتجة عن ملف كوريا الشمالية لا تصب في مصلحة القيادة الصينية الجديدة وهي غير مناسبة في توقيتها.
ندوة «الوطني».. تقليد سنوي
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات العالمية التي يواظب بنك الكويت الوطني على إقامتها سنويا لعملائه وكبار الضيوف والمسؤولين، مستضيفا أهم الشخصيات والقيادات السياسية والاقتصادية المؤثرة عالمياً من صناع قرار وخبراء دوليين. ومن أبرز هذه الشخصيات المرموقة الذين استضافتهم ندوة البنك الوطني في السابق رئيسا الولايات المتحدة الأميركية السابقان بيل كلينتون وجورج بوش الأب، ووزيرا الخارجية الأميركية السابقان كوندوليزا رايس وكولن باول، وصانع «المعجزة السنغافورية» لي كوان يو، ورئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ورئيس مجموعة الثلاثين العالمية جون كلود تريشيه والمفكر والاقتصادي العالمي نسيم طالب، صاحب الكتاب الشهير «البجعة السوداء».
نصيحة للكويت.. استثمارات وقائية
نصح ادوارد مورس دولة الكويت بتنويع اقتصادها وبزيادة الاستثمارات الوقائية بهدف تقليل اعتمادها على أسواق السلع المتقلبة وخصوصا النفط.
أوروبا تعيش عقداً ضائعاً من النمو
أشار مارتن فيلدستاين إلى عدم جدوى الاعتماد على أرقام نمو الاقتصاد العالمي، متسائلا: «ما الهدف من قياس أرقام النمو في الصين مع النمو في البرتغال؟». واعتبر فيلدستاين أن أوروبا تعيش عقدا ضائعا من النمو.
حضور مميز
حضر ندوة «الوطني» العالمية شخصيات وقيادات كويتية وعربية وعالمية وكبار عملاء البنك، إلى جانب أعضاء المجلس الاستشاري الدولي لبنك الكويت الوطني، يتقدمهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ورئيس المجلس الاستشاري الدولي السير جون ميجور.
«الوطني» سبّاق في التواجد بآسيا
أشار وليام رودز، خلال مداخلته، إلى ان الصين تسعى إلى تطوير علاقتها مع دول الخليج، سواء عبر تطوير العلاقات في مجال صناعة النفط والغاز، أو فتح الباب أمام الاستثمارات الخليجية، منوهاً برؤية بنك الكويت الوطني بالتواجد في الأسواق الآسيوية منذ سنوات طويلة، سواء عبر فرعه في سنغافورة، الذي افتتح في عام 1984، أو مكتبه التمثلي في شنغهاي الذي افتتح عام 2005.
15 دقيقة عن نقاط الضعف و45 دقيقة عن نقاط القوة
عندما سأل دبدوب مارتن فيلدستاين عن نقاط الضعف في الاقتصاد الأميركي، وربما عن نقاط القوة، طالبا الحديث لمدة 15 دقيقة، أجاب فيلدستاين انه يحتاج إلى 45 دقيقة للحديث عن نقاط القوة في حين يحتاج إلى 15 دقيقة فقط لشرح نقاط الضعف. فضحك الجمهور.
لا إطار سيارة احتياطياً
ذكر محمد العريان أن أوروبا وصلت إلى مفترق طرق، فإما ينجح البنك المركزي في تحفيز النمو وإما يفشل في ذلك. وحتى الساعة يبدو أن «المركزي» فشل في ذلك، و«ليس لديه اليوم إطار سيارة احتياطي». وشدد أننا لا نعرف الطريق الصحيح بعد، خصوصا أنه ليس لدينا نموذج تاريخي للاتباع.
5 نصائح من العريان
عدد محمد العريان 5 نصائح للمستثمرين في هذه الأيام:
1 - الابتعاد عن الأصول ذات الارتفاعات المرتبطة بالبرامج التيسيرية التي تتبناها البنوك المركزية.
2 - حماية الاستثمارات من مخاطر التضخم.
3 - الحذر من الدول ذات العجوزات والمصاعب المالية، حتى لو أن أداء بعض الأسهم فيها يتوقع أن يأتي إيجابيا.
4 - التوجه نحو الأسواق التي تتمتع بعوامل نمو حقيقي.
5 - التخلي عن الفكرة النمطية القائلة بأن الدول المتقدمة هي أكثر أمانا، والتي أثبتت الأزمة عدم صحتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.