ما زالت الطبيباتُ السعوديات مصدَرَ فخرٍ واعتزاز لهذا الوطن، وعندي قائمة طويلة بأسمائهن لو نشرتُها لاحتجتُ إلى أكثرِ مِن مقال. مِنْ بينهن تلك التي اختارتها الأممُالمتحدة خبيرةً في الإدمان عند النساء، ومن المؤسف أنّ الجهة المرتبطة بها لَمْ تقل لها حتى كلمة تهنئة، وكأنّ زامرَ الحي لا يُطْرب، وتلك مأساةُ مَنْ يتعرضن منهن للإهمال، وعدم المبالاة، فيتساءلن آسفات: « ما أطولَ بالنَا، وما أشدَّ صبْرَنا على أولئك الذين هُمْ أبعدُ ما يكونون عن الإصلاح، بل لا يعرفون ماذا يعني الإصلاح». اليوم أكتبُ معتزاً بإنجاز طبيبتين سعوديتين، بل من واجب كل منكم الاعتزاز بما أنْجَزْتاه، وما أنجزتاهُ وإن كان شهادةً لهُما على الإبداع، إلا أنه شهادة لوطنهما، ولمواطنيهما، ولكل مَنْ وجدَ الرعاية التي لا ينبغي أن توجد خارج هذا الوطن، يغدقها عليهم أصحاب المصالح، والأهواء، والأغراض، متوخين تأخير المواطن عن قائمة العلماء المبدعين، وتلك والله خسارة غير مأمونة العواقب، وطعنة نجلاء في خاصرة الوطن، والحديث يطول عن هذه القضية، والحل عند عقلاء الوطن، وحكمائه، ودعاة وحدته الوطنية. هاتان الطبيبتان السعوديتان الأولى اسمها « سيناء بنت عبد المحسن العقيل» والثانية اسمها « نورة بنت عثمان أبا نمي» قالت الأخبار عنهما»فازتا بجائزة المركِز الثالث في مؤتمر الجمعية الأوربية لصيادلة المستشفيات الثامن عشر، الذي عقد في باريس مؤخرا» (صحيفة عكاظ، 23 جمادى الأولى 1434ه، الصفحة الأخيرة) ماذا أنجزتا ؟» قدمتا بحثا يقيس مدى تقديم الصيادلة، العاملين في الصيدليات الخاصة للرعاية الصيدلانية، وتحديدا خدمات الاستشارة» وكشفت النتائج « عن قصور في تقديم هذه الخدمة، مما قد يؤثر سلباً على صحة المريض» وأوصتا « بضرورة وضع تشريعات منظمة، تكفل للمريض الرعاية الصيدلانية المُثْلى». شعرتُ بأنني أمام نقلة نوعية للطبيبة السعودية، تفضح كل الألاعيب التي تعبثُ بها وبحاضرها وبمستقبلها، وأين ؟ في مؤتمر أوربي، وفي مدينة هِيَ مهدُ نُورٍ وعِلْم (باريس) وأنا استشرف فيهن مستقبل وطني، وثقافة مجتمعي. هاتان الطبيبتان السعوديتان، علامتان مميزتان في تاريخ هذا الوطن، وصورتان لا تغيبان، كانتا لشيء حسي، فإذا هما لشيء واقعي، وأسوأ ما يواجهه أي مجتمع، أن يتنكر لمبدعيه، وعلمائه، ومَنْ تمترسوا خلف أبواب العِلْم، وواصلوا الليل بالنهار، ولم يفكروا في ذواتهم، ولم يحولوا أجساد مجتمعاتهم إلى: أوصال ممزقة مفككة. لا تنسوا «سيناء بنت عبد المحسن العقيل» و» نورة بنت عثمان أبا نمي» فأيّ مجتمع ينسى علماءه لا يستحق الحياة. فاكس: 015453856، بريد إلكتروني: [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain