قرّر أحدُ المراكِز التجارية " إغلاق أنظمة الإضاءة لمدة ثلاثة أشهر، لحين الانتهاء من تطوير نُظم الإضاءة، التي تمّ التعاقدُ بشأنها مع إحدى الشركات المتخصصة" وكاتبُ هذا المقال يحترمُ قرار المركِز، ويتمنّى إغلاقَ الإضاءة إلى الأبد، ويرى أنها نوعٌ من الإسراف لا لزوم له، بل أقولُ:" ما هكذا يا سعدُ تُورَدُ الإِبِلُ"!! فسُكّان مدينة الرياض البالغ عددهم حتى عام 1431ه أكثر من ستة ملايين وأربعمائة ألف ساكن، أوْلَى بالاستفادة من طاقة كهربية مُهْدَرة، بل هُمْ في أشد الحاجة إليها، وقد تعودوا على انقطاعها كل صيْف عن أحياءَ مكتظة بالسكان، فلا يجدون ما يَرْوِي ظمأهُم، وتتعفّنُ الأطعمةُ في ثلاجاتهم، ويُضْطرون لإلقائها في المكبّات، بينما الفقراءُ الذين هُم في حاجةٍ إليها قبْل أنْ تتعفّن يتضورون جوعاً. إن الاستفادة من الطاقة الكهربية للارتقاء بحياة الناس، أهمُّ من إضاءةِ عمارة كاملة، كمَنْ يضعُ الأشياء في غير مكانها. ومن الاستخفاف بالعقول أنْ يُقال:" إن المركِز دعّم ملايين النساء حول العالَم، المصابات بسرطان الثّدْي، بإضاءة باللون الوردي"!! ومِنْ ثم فالأسئلةُ المشروعة: كمْ عدد السعوديات المصابات بسرطان الثدي، اللواتي استفدن من هذا الدعم ؟ وفي أيِّ مِنْطقة هُنّ موجودات ؟ وفي أيِّ محافظة يُقِمْن ؟ كما أنه مِن السُّخرية أن يقال:" إن المركز دعّم الحمْلات التوعوية مِثل: حملة التوعية بمرض التوحُّد، التي أضيء خلالها باللون الأزرق"!! فَمَنْ يحرص على التوعية في أيِّ مجتمع كان، لا يُشْعل الأنوار من غروب الشمس حتى مطلعِ الفجْر، هذا يعني ببساطة " صرْف مبالغ هائلة على برامج فيها استهتار، ليس للعقْل فحسب، بل للمشاعر والأذواق". إن ّفي هذا الوطن آلاف المحتاجين، مطلوبٌ من القادرين والمقتدرين فكّ الحصارعن غذائهم، والوقوف ضد قرار هو في حقيقته وأبعاده ضدهم ، بينما غيرُهم يغمض عينيْه عن الدواهي الكبيرة التي يتعرض لها الفقراء والمحتاجون، ويفتحهما على أشياء صغيرة متى شاء، والمؤسسةُ التي تغرقُ في الحبِّ الإنساني في أيِّ مجتمع كان، لا تعيش أزمة ارتباك خطيرة، ولكنها تضعُ صيغة منهجية، من خلال طرْحٍ متوازِن، يخدمُ الإنسان، ويغذي عقلَه، ويملأُ بطنه. أغلقُوا المباني المضاءة بالكهرباء، وفِّرُوها فضلاً للمحتاجين، وما أكثرهم في هذا الوطن. وأختم ُبالتذكير أنّ فيه رجالاً ترى أعمالَهُم الخيرية في كل مكان، أولئك هُمُ الذين قالَ اللهُ عنهم "لا خَوْفٌ عليهُم ولا هُمْ يَحْزَنُون" (سورة يونس، الآية 63). فاكس: 015453856 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain