اعرب سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو عن تفاؤله حيال حظوظه بالمنافسة على لقب هذا الموسم من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، وذلك بعد ان صعد امس الاحد في شنغهاي التي استضافت المرحلة الثالثة لموسم 2013، الى اعلى منصة التتويج للمرة الاولى منذ 22 تموز/يوليو الماضي. وسيطر الونسو على سباق الامس بعد ان انطلق من المركز الثالث واستفاد من البداية السيئة لسائق لوتوس-رينو الفنلندي كيمي رايكونن والاستراتيجية الخاطئة لسائق ريد بول-رينو الالماني سيباستيان فيتل، بطل المواسم الثلاثة الاخيرة، محققا فوزه الاول في السباقات ال13 الاخيرة اي منذ تتويجه في السباق الالماني في 22 تموز/يوليو الماضي. وصعد سائق فيراري بفوزه الحادي والثلاثين في مسيرته الى المركز الثالث في الترتيب العام بفارق 9 نقاط فقط عن فيتل المتصدر الذي اكتفى بالمركز الرابع، و6 عن رايكونن الثاني الذي انهى سباق شنغهاي خلف السائق الاسباني مباشرة. "كان سباقا مذهلا بالنسبة لنا من البداية حتى النهاية دون اي مشاكل تذكر في السيارة"، هذا ما قاله الونسو الذي طلب منه فريقه في اللفات الاخيرة ان لا يضغط لانه في وضع مريح فاجأبه السائق الاسباني: "انا لا اضغط" ما يؤكد ان "اف 2013" كانت متفوقة بشكل ملحوظ على منافستها في السباق الصيني. وتابع الونسو "كان تآكل الاطارات افضل مما كنا نتوقع فتمكنا من التحكم بسرعتنا. الشعور رائع خصوصا بعد الانسحاب في سباق ماليزيا (من اللفة الاولى)". واعرب الونسو الذي خسر اللقب العالمي الموسم الماضي لمصلحة فيتل في السباق الختامي على حلبة انترلاغوش البرازيلية، عن تفاؤله باحراز اللقب الثالث في مسيرته هذا الموسم، مضيفا "في السباقين اللذين تمكنا من انهائهما جئت في المركزين الثاني والاول، وبالتالي بدايتنا لموسم 2013 جيدة جدا. نحن متفائلون بشأن ما تبقى من الموسم". ورفض الونسو الحديث عن ان فيراري يتمتع بافضلية على الفرق المنافسة رغم الهيمنة التي اظهرها في شنغهاي، قائلا: "اعتقد في الوقت الحالي ان لوتوس وريد بول ومرسيدس في نفس الوضع الذي نحن عليه. لا ارى ان احدا يتمتع بافضلية واضحة. ربما تمتع ريد بول بافضلية كبيرة في استراليا لكنه كان بنفس مستوى المجموعة (فرق الطليعة) في ماليزيا والامر ذاته هنا (شنغهاي)، لننتظر ونرى التعديلات التي ستدخل على السيارات وسنرى الدور الذي سيلعبه الحظ". وتوقع الونسو سباقا صعبا في البحرين الاحد المقبل، مضيفا "سنرى على الارجح ظروفا مختلفة، لا احد يعلم القدرة الفعلية للاخرين على المنافسة، لكن كما قلت سابقا، واستنادا الى السباقين اللذين تمكنا من انهائهما هذا الموسم، يبدو ان باستطاعة السيارة ان تصعد الى منصة التتويج مجددا في سباق البحرين". من جهته، اشاد مدير فيراري الذي رأى سيارتي فريقه تحصدان النقاط في شنغهاي بعد ان حل البرازيلي فيليبي ماسا سادسا، بالونسو "المذهل"، مضيفا "انا لست متفاجئا بالافضلية التي حققناها اليوم (الاحد). فرناندو كان مذهلا. سرعتنا كانت جيدة جدا، الفريق قدم اداء ممتازا وحاولنا ادارة الفارق الذي فصلنا عن منافسينا الاساسيين. لكن فوز اليوم كان فوزا واحدا - الان علينا التركيز على السباق المقبل". ومن جهته لم يكن ماسا راضيا عن ما حصل في سباق شنغهاي حيث بدا قادرا على الفوز بعد بدايته القوية لكنه دفع ثمن بقائه على الاطارات اللينة للفة اكثر من زميله الونسو فتأخر جدا بعد التوقفات الاولى. "من الصعب فهم ما حصل اليوم (الاحد) لان البداية كانت جيدة جدا (تمكن من الصعود الى المركز الثالث خلف فيتل والونسو). كنت سريعا منذ البداية والسيارة كانت تعمل بشكل مثالي. استخدمت في توقفي الاول الاطارات المتوسطة الليونة وبعد لفات قليلة بدأت اعاني من مشاكل في الاطارين الاماميين اللذين ظهرت عليهما نتوءات. وهذا الامر عنى باني بدأت اتخلف عن السيارات الاخرى وقد يعود هذا الامر الى مشكلة متعلقة بوضع الحلبة وطريقة قيادتي. لم اكن مرتاحا مع هذه الاطارات طيلة عطلة نهاية الاسبوع وفي السباق كل المحاولات التي قمت بها من اجل المحافظة عليها ذهبت سدى". وفي معسكر ابطال العالم في المواسم الثلاثة الاخيرة، اكد فيتل ان المركز الرابع الذي حصل عليه في الصين كان افضل نتيجة يمكن ان يحققها، مؤكد ان فريقه لم يرتكب خطأ في الاستراتيجية التي اعتمدها عندما قرر عدم مشاركة الالماني في القسم الثالث من التجارب التأهيلية يوم السبت والانطلاق في سباق الاحد باطارات متوسطة الليونة غير مستعملة. وبدت الاستراتيجية ناجحة في بداية السباق اذ بقي فيتل على الحلبة لفترة اطول من منافسيه لكن الاطار المتوسط الليونة لم يمنحه الافضلية الكافية لكي يحاول الفوز بالسباق بل ان السائق الالماني اضطر في اللفات الخمس الاخيرة الى الدخول لمرآب فريقه من اجل وضع الاطارات اللينة تطبيقا للقانون الذي يجبر السائقين على استخدام نوعي الاطارات اللذين تزودهم بهما بيريلي خلال السباق. وقال فيتل "بدا ان استراتيجيتنا تسير بشكل جيد اليوم (الاحد). علمنا انه سيكون من الضروري ان نسجل لفات سريعة ودون عرقلة في اللفات الاولى، لكننا لم نحقق ذلك. كنت عالقا خلف نيكو (روزبرغ) واذا قدت خلف سيارة اخرى لفترة طويلة فهذا الامر يؤثر سلبا على الاطارات. كان من الصعب ايجاد الحل الوسطي الصحيح. اذا نظرتم الى الاستراتيجية، فهم بدأوا (فيراري) والهواء نظيف امامهم (الطريق خالية) وانهوا السباق كذلك ايضا. اما نحن فلم يحصل هذا الامر معنا". وواصل فيتل "انا لا الوم احدا، لكن هكذا يكون الوضع عندما تبدأ السباق من الخلف (المركز التاسع). يجب ان نكون منصفين، فرناندو كان سريعا جدا. لكن اذا نظرتم الى التجارب فسترون انه لم يكن بعيدا عن متناولنا. لو حصلنا على فرصة القيادة دون اعاقة في البداية، لكانت حظوظنا بالفوز اكبر". وتحدث فيتل عن اللفات الخمس الاخيرة التي شهدت دخوله الى مرآب فريقه من اجل استخدام الاطارات اللينة التي سمحت له في تعويض فارق ال11 ثانية الذي فصله عن سائق مرسيدس اي ام جي البريطاني لويس هاميلتون وكادت ان تمنحه المركز الثالث على حساب الاخير لكن سائق ماكلارين السابق تمكن في النهاية من تجاوز خط البداية-النهاية بفارق ضئيل جدا عن سائق ريد بول، قائلا: "عندما وصلت الى الخط المستقيم ورأيت لويس عند المنعطف، اعتقدت انه بعيد جدا عني لكننا كنا سريعين جدا على هذه الاطارات. من المخيب بعض الشيء ان تخسر (المركز الثالث) في النهاية. لو كان امامنا بعض المنعطفات الاضافية لحاولنا القيام بشيء ما (تجاوز هاميلتون)".